عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية لقاءً مع سيلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.
وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع رئيس جنوب السودان، استهلها بالترحيب به والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكدًا على ما يربط بين الدولتين من علاقات تاريخية وثيقة، وحرص مصر على تعزيزها على مختلف الأصعدة.
ونوه الرئيس إلى استمرار مصر في تنفيذ المشروعات التنموية في عدد من القطاعات بجنوب السودان، فضلًا عن مواصلة تقديم برامج بناء القدرات واستضافة الطلبة من جنوب السودان للدراسة بالجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية، والذين يصل عددهم في مصر حاليًا إلى نحو ستة آلاف طالب.
وأشار الرئيس إلى اعتزام مصر القيام في القريب بإرسال شحنة مساعدات طبية دعمًا للقطاع الصحي في جنوب السودان، وذلك في إطار العلاقات المتميزة والخاصة التي تجمع بين البلدين.
كما أكد الرئيس اهتمام مصر بمتابعة التطورات في جنوب السودان، ودعم جميع الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار في هذا البلد الشقيق وتحقيق التنمية التي يتطلع إليها شعبها.
ومن جانبه أشاد الرئيس سيلفا كير أشاد بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين، مؤكدًا على ما تمثله مصر من وطن ثاني لشعب جنوب السودان.
كما أعرب الرئيس سيلفا كير عن تقديره لما تقدمه مصر لبلاده من دعم تنموي في مجالات عديدة، منوهًا إلى أن أغلب قادة جنوب السودان قد تلقوا تعليمهم في مصر، بالإضافة إلى دراسة الآلاف من أبناء جنوب السودان في مصر، وهو ما يعكس قوة وخصوصية العلاقات بين الدولتين.
وأضاف سلفا كير أن بلاده تتطلع إلى مواصلة الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، والاستفادة من الخبرة المصرية في قطاعات عديدة.
واستعرض رئيس جنوب السودان تطورات الأوضاع الداخلية في بلاده وجهود تنفيذ اتفاق التسوية السلمية الموقع في أغسطس 2015، مشيرًا إلى وجود بعض الأطراف التي تسعي إلى عرقلة جهود استعادة الاستقرار، فضلًا عن محاولات بعض القوى الخارجية تقويض جهود حكومة جنوب السودان وفرض حظر السلاح عليها، بما من شأنه أن يضعف الحكومة ويعزز من موقف المتمردين.
وقد أعرب سلفا كير في هذا الإطار عن شكره لما قامت به مصر من جهود مُقدّرة في مجلس الأمن للدفاع عن مواقف جنوب السودان، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل المستمر بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية.
وقد أكد الرئيس في هذا الصدد على الموقف المصري الداعم لجهود إرساء الاستقرار في جوبا، وحرصها على التقريب بين الأطراف هناك في إطار دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار، مع إبداء الاستعداد للمشاركة في قوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة بعثة الأمم المتحدة العاملة في جنوب السودان، وذلك في إطار اهتمام مصر بدعم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان الشقيق.
كما شهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب السودان، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.
وقد عقد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.