ناشدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل،
المواطنين في بلدها التحلي بالتفاؤل على الرغم من كل التهديدات القائمة من جانب
الإرهاب الإسلامي المتشدد.
وقالت ميركل، في خطابها بمناسبة العام الجديد الذي
تم نشره مسبقاً أمس الجمعة إن "الديمقراطية وسيادة القانون والقيم المشتركة
تعد المشروع المضاد لعالم الإرهاب المليء بالكراهية، وسوف نكون أقوى من الإرهاب".
وأضافت المستشارة أن وجود لاجئين بين الإرهابيين
يعد "شيئاً مؤلماً وبغيضاً"، لافتة إلى أن هؤلاء الأشخاص يسخرون
بأفعالهم من استعداد ألمانيا للمساعدة، وقالت: "مثلما يسخرون أيضاً من
الأشخاص الذين يحتاجون لحمايتنا ومساعدتنا".
ولكنها شددت في الوقت ذاته على سياسة اللجوء
الخاصة بها، وقالت إنه من خلال مشاهدة صور حلب المدمرة في سوريا فإنه "أمر
مهم وصائب أن بلادنا ساعدت خلال العام المنصرم الأشخاص الذين يحتاجون لحماية في
الوصول إلينا وفي الاندماج".
وتعهدت ميركل بأن تمهد الحكومة "الطريق
للإجراءات اللازمة"، حيثما توجد ضرورة لإدخال لتغييرات سياسية وقانونية من
أجل تحقيق الأمن للمواطنين، وتنفذها بأقصى سرعة ممكنة.
وفي الوقت ذاته، أعربت المستشارة عن استيائها من
"الرسوم الكاريكاتورية" عن الاتحاد الأوروبي والديمقراطية الأوروبية،
وأشارت إلى أنه صحيح أن أوروبا بطيئة "ولكن يتعين علينا نحن الألمان ألا
ننساق من خلال أي أحد وراء الاعتقاد أن يكون هناك مستقبل سعيد بالتوجه القومي".
وأشارت إلى أن الديمقراطية البرلمانية تتيح
للمواطنين المشاركة والإسهام، وقالت: "إنها (الديمقراطية) تقبل وتدعو أيضاً
للمعارضة والانتقاد" وأوضحت "هذا الانتقاد الذي يتم بشكل سلمي وباحترام
كل فرد على حدة والذي يبحث عن الحلول والتسويات ولا يستثني فئات بأكملها".
وأوصت ميركل بالتحلي "بنظرة منفتحة على
العالم والثقة في الذات -فينا وفي بلدنا"، وأضافت قائلة إن "التكاتف
والانفتاح وقوة الاقتصاد، كلها تخدم مصلحة الجميع: هذا ما يجعلني واثقة في
مستقبلنا هنا في ألمانيا حتى في نهاية عام صعب".
ولكنها أكدت في الوقت ذاته أنه لا يوجد من يمنحنا
أي من هذه القيم ببساطة، وقالت: "يتعين علينا العمل في 2017 أيضا لأجل كل
منها، الجميع سوياً، وكل بحسب إمكاناته- وسوف يجدي هذا العمل نفعاً".
وقبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في خريف 2017 دعمت المستشارة الألمانية إجراء "نقاش سياسي نتجادل فيه بحماس حول أشياء كثيرة -ولكن دائما كديمقراطيين لا ينسون أبداً أنه من الشرف خدمة ديمقراطيتنا وخدمة المواطنين بذلك أيضا".