درس التاريخ في المعهد الثانوي هنري 4 ولويس الأكبر، ثم درس الموسيقى في جامعة السوربون، كما درس تاريخ الفن بمدرسة الأساتذة العليا، وحصل على جائزة نوبل في الآداب لسنة 1915، إنه الأديب الفرنسي رومان رولان المولود في 29 يناير 1866 والذي تحل اليوم 30 ديسمبر ذكرى وفاته في عام 1944.
ولد رولان في بلدة "كلاميسي"، لأسرة ريفية بورجوازية عريقة القدم، وتعلم أولا في البلدة التي ولد فيها ثم انتقل إلى باريس عام 1886 حيث التحق بمدرسة النورمال العليا، وفي عام 1889 نجح في امتحان الإجريجاسيون في التاريخ والفلسفة وفي عام 1895 حصل على شهادة الدكتوراه في الآداب برسالة قدمها عن أصول المسرح الغنائي الحديث، وعين بعد ذلك أستاذا لتاريخ الفن في مدرسة النورمال العليا، ثم عين أستاذا في السوربون حيث أدخل مادة تاريخ الموسيقى وبقي فيها حتى عام 1911.
بدأ رومان رولان حياته الأدبية بكتابة عدد كبير من القصص المسرحية، ولم يكن ذلك منه عفوا بل كان تنفيذا لفكرة مختمرة في نفسه عن وجوب تجديد الفن المسرحي بالطريقة التي شرحها في سلسلة مقالاته التي كتبها بعنوان مسرح الشعب عام 1900.
صدر له العديد من الاعمال الأدبية منها "سان لويس"، "الذئاب"، "دانتون"، "14 يوليو"، "انتصار الحرية".
كان رولان متجردًا في مقالاته من كل خضوع للوطنية العمياء أو التأثر بتيار الحماسة الذي كان يجرف أمته كما كان يجرف كل الأمم المتحاربة، ولم يتردد في السخرية من رجال الفكر والدين الذين خانوا مبادئهم النبيلة في وقت كان يمكنهم فيه تأدية أكبر جانب من مهمتهم في الحياة.
يعتبره الكثيرون كاتبا عالمي الفكر والعاطفة، لا يكتب لأمة معينة ولا لشعب خاص، بل يكتب للعالم أجمع ناظرا إليه كأسرة إنسانية واحدة لا تمزقها حدود ولا تفرقها لهجات.
عندما قامت الحرب العالمية الأولى كان في جينف بسويسرا، كتب عددا من المقالات طالب فيها بحقن الدماء وعودة السلام وإنقاذ أرواح الشباب البريء الذى يلعب به محترفو السياسة، ولقد أثار ذلك عداء الرجعيين من أبناء وطنه والصحافة المادية التي ثارت عليه الرأي العام.