أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة اليوم الموحدة بعنوان "ابدأ بنفسك المبادأة والمبادرة نحو القيم والاخلاق وخدمة المجتمع"، أن إرادة الله عز وجل شاءت أن تكون الاديان لخدمة الانسان ومصلحة الإنسان ومقاصدها جميعا تصب فى هذه الاهداف وشاءت ارادته ان يكون الإنسان مكرم ومقدس فهو صنعة الله بصرف النظر عن عقيدته وجنسه وعرقه فقال تعالى (ولقد كرمنا بنى ادم)، فالتكريم لجنس بنى ادم وليس لفئة منهم.
واضاف ان الاسلام جاء بهذه الغايات والمقاصد العظيمة حتى امرنا الله تعالى بالمسارعة والمسابقة الى فعل الخيرات فقال (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير) وقال ( وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ) وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( خير الناس انفعهم للناس ) مشيرا إلى انه جاء اعرابى للنبى يقول له عظنى ولا تطل فقرأ عليه النبى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فقال الاعرابى قد كفيت فقال الرسول ( فقه الرجل ).
واوضح انه من عظمة الاسلام انه مدح الفضائل والقيم والمبادىء والانسانية اذا فعلها اى انسان دون النظر الى عقيدته وجنسه وعرقه وليعلم الجميع انه بقدر نفعك للانسانية بقدر مكانتك عند الله وان الانسان له عمران عمر بعدد السنين التى يعيشها فى الدنيا وعمر آخر بعدد الأعمال الصالحة ونفع البشرية.
واكد ان الانسان كما يحتاج الى رصيد من الاموال فى البنوك وهو فى الدنيا فهو فى حاجة الى رصيد من الاعمال الصالحة والمسابقة فى الخيرات للاخرة تنفعه بعد الممات ورب عمر اتسعت اماده وقلت امداده ورب عمر قليله اماده كثيرة امداده بمعنى ان العبرة فى العمر ليست بعدد السنين التى يعيشها الانسان فى الدنيا ولكن بكم الاعمال الصالحة فيها فهناك فى دنيا الناس انواع انسان يعيش عمرا ممدودا وبنين شهودا ولم يقدم لنفسه ولمجتمعه وللانسانية اى شيء يذكر رغم انه قادرعلى ذلك وهذا ماينطبق عليه ( رب عمر اتسعت اماده وقلت امداده ).
واضاف ان هناك انسان عاش عمرا قصيرا لكنه ترك من بعده اعمالا صالحة وصدقات جارية وتعاون على البر والتقوى وسعى فى الخيرات وتنافس فى نفع المجتمع والناس جميعا، وهذا ماينطبق عليه ( ورب عمر قليله اماده كثيرة امداده) وصدق من قال ( انما الدنيا بالمال والاخرة بالاعمال ).
واشار الى ان الواقع المعاصر يكشف لنا دروسا شتى فالناس فى دنيانا انواع هناك من يتعاون على البر والتقوى وهناك من يتعاون على الاثم والعدوان هناك من يتعاون لخدمة الانسانية ويسابقون الزمن لكى يقدموا للانسان مايخفف عنهم ويعالجهم ويطعمهم وينفعهم وهناك من يتسابق فى الارهاب والقتل والحرق والتنكيل.
واوضح ان هناك جماعات خير ونفع وهناك جماعات شر وفساد ناس تتسابق للمكاسب وجمع الاموال حتى لو كان على حساب المرضى والفقراء وناس تحتكر الدواء والقوت وتتكسب من معاناة الناس وفقر الناس والم الناس وهذا مكسب سحت وغير شريف وغير اخلاقى ويعد اشر انواع الربا لان معنى الربا ومقصدها هو الاستغلال فمن يستغل تعثر وضع اقتصادى لمكاسب شخصية او سياسية هو اكل للربا وللسحت ولاموال الناس بالباطل.
واكد ان جماعات الشر المغيبة التى ضربت فى كل مكان فى العالم وسفكت الدماء وروعت الامنين وخربت وحرقت فهى اشر من ابليس بل ابليس مسكين بالنسبة لهم، فالذى فجر نفسه فى الكنيسة فى ابرياء مسالمين فى دار عبادتهم هو شيطان مغيب العقل لادين ولا اخلاق ولا ضمير ولا انسانية مستحلا للدماء مخلدا فى جهنم.
واضاف ان الاسلام قدس وعظم كل دور العبادات لكل الاديان وجعل قدسيتهم واحدة بنص القران ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) وعلى الدولة ان تتصدى بشده للمتطرفين الذين ينشرون الكراهية والعنصرية والطائفية بين اهل الوطن الواحد فهم سرطان للاوطان والاسلام يقدس العمل والانتاج والعرق والبناء واعمار الارض والتسابق فى نفع الانسانية واعتبر ذلك من اعظم انواع العبادة فى الارض ( هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها ) اى طلب منكم عمارتها.
واضاف انه لاسبيل للتقدم ومواجهة غلاء الاسعار الا بمحاربة الفساد اولا والانتاج والعمل والعرق والتنافس فى الخير وكل انسان يبدأ بنفسه فرسولنا لما رأى رجل مقيم فى المسجد للعبادة وسأله من الذى ينفق عليك قال له اخى قال له ان اخيك افضل منك واعبد منكلك أن تقارن بين ناس تتسابق للاعمار تبنى وتنتج وتعرق وترفع امتها ونفسها وناس تتسابق للقتل والحرق ففى الايام الاخيرة فقط ضرب الارهاب فى كنيسة البطرسية وضرب فى برلين فى المانيا وضرب فى الاردن وضرب فى سويسرا وضرب فى تركيا وحرق جندين اتراك فى العراق وراينا مشهدا لم تشهده البشرية من قتل من شيطان فخخ طفلتين له وارسلهما ليفجرا نفسهما فى الشرطة فى سوريا هؤلاء يعلمون ابليس الشيطنة والاجرام.