استفادات بالجملة حققتها زيارة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري الى بيلاروسيا، ولم لا وهى دولة تتمتع بخبرات كبيرة في مجال الري وتكنولوجيا إدارة الموارد المائية.
عبدالعاطي أكد أهمية جذب وزيادة الاستثمارات البلاروسية للمشروعات التنموية على المستوى القومي وفي مقدمتها محور قناة السويس وتنمية الساحل الشمالي وكذلك مشروع تنمية المليون ونصف المليون فدان، لافتًا الى أن الوزارة تهتم بالتعاون في مجالات البحث العلمي ورفع القدرات البحثية لإيجاد تكنولوجيات رخيصة التكلفة لمعالجة مياه الصرف وتحلية المياه وكذلك الزراعات في مجال الصوب الزراعية من أجل تعظيم الاستفادة من وحدة المياه ورفع الإنتاجية، إضافة إلى مجالات تطوير البذور وإيجاد محاصيل تتحمل ملوحة المياه.
وأشار الوزير خلال زيارته دولة بيلاروسيا إلى أهمية التعاون في مجال دعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية بمناطق الصحراء الغربية من خلال حفر آبار لمراقبة المياه الجوفية وضمان استدامتها لتلبية مشروعات وخطط التنمية.
قد استعرض الجانب البيلاروسي مجمل الإمكانيات والخبرات التي يمكن تبادلها مع الجانب المصري، حيث أشار وزير الثروات الطبيعية وحماية البيئة البيلاروسي في مستهل اللقاءات إلى أهمية تلك الزيارة لتحديد محاور التعاون في المجالات المشتركة، حيث من المزمع أن تعقد قمة مشتركة بين رئيس بيلاروسيا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي مطلع العام المقبل للاحتفال بمرور عشرين عاما على العلاقات المشتركة، وم الاتفاق على الخطوط العريضة لمذكرة التعاون المشترك بين الجانبين على هامش أعمال الزيارة الرئاسية المرتقبة.
وأوضح وزير الثروات الطبيعية أن لديهم في بيلاروسيا مركز متخصص لمحاكاة وتقدير إمكانيات المياه السطحية والجوفية وكذاك التنبؤ بالأمطار والثلوج علاوة على نماذج لإدارة أحواض الأنهار المشتركة مع دول الجوار ومراقبة نوعية المياه قبل صرفها بالأنهار، فضلًا عن خبرات واسعة في حفر الآبار وتقدير وإدارة المياه الجوفية وكذلك تكنولوجيات متقدمة لمعالجة المياه وإعادة استخدامها وتقليل الفاقد من المياه، حيث بلغت بيلاروسيا مراحل متقدمة في هذا المجال لدرجة الوصول إلى غلق دائرة الفواقد في مجالات استخدام المياه.
وكشف الوزير البيلاروسي عن تقديم منح دراسية في مجالات الموارد المائية لإتاحة الفرصة للباحثين المصريين للتعرف على أحدث الأجهزة المعملية والنماذج الرياضية المتوفرة بالدولة لنقلها لمصر.
ومن جانبه أكد وزير الزراعة على التفوق التكنولوجي في مجال تربية المواشي والأبقار وصناعات الألبان وكذلك مزارع الأسماك وتصديرها بالإضافة إلى صناعات الأسمدة والمخصبات العضوية.
وفي ذات السياق أوضح وزير الإسكان البيلاروسي مدى الخبرات البيلاروسية في معالجة مياه الصرف والتكنولوجيات المتقدمة لمعالجة كافة أنواع الملوثات والوصول بالمياه المعالجة إلى المعايير القياسية للاستخدام، مؤكدًا أن دولة بيلاروسيا كدولة منبع لعدد من الأنهار تهتم جدا بنوعية المياه التي تصرف بالأنهار التي بدورها تستخدم بدول المصب.
وقد اجتمع الدكتور عبدالعاطي بممثلي معهد التصميمات للبنية التحتية التابع لوزارة الإسكان والمرافق حيث تم استعراض إمكانيات المعهد في إيجاد حلول متكاملة لمشاكل التلوث ومعالجة المياه العادمة ووضع منظومة متكاملة لإدارة وتدوير المخلفات الصلبة وتم عرض أنشطة المعهد في تصميم المنطقة الصناعية العملاقة والتي تعتمد على إعادة استخدام المياه دون أي فوافد، كما تم توضيح طرق تصميم المحطات المدمجة لمعالجة مياه الصرف وعرضت شركة أنشطتها في عدد من البلدان.
كما قام أعضاء الوفد المصري بزيارة محطة معالجة مياه الشرب القائمة على المياه الجوفية والتعرف على تكنولوجيات تنقية المياه والتخلص من المعادن الزائدة بها، فضلا عن تفقد محطة معالجة مياه الصرف العادمة للعاصمة منسك والتي تشتمل على معمل متكامل لقياس نوعية المياه قبل وبعد المعالجة، قبل السماح بصرفها على الأنهار للحفاظ على النهر من التلوث.
وفي نهاية الجولة الأولي من المباحثات أكد الجانب البيلاروسي على ضرورة تنظيم زيارات متبادلة لرجال الأعمال والمسئولين من أجل تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية وزيادة التبادل التجاري واقتراح العديد من آليات التعاون لإعداد البرامج السياحية التبادلية نظرا لتباين الظروف الجغرافية الواضح مما يجعل الفرصة سانحة للتعاون المشترك في هذا الشأن.
تجدر الإشارة الى أن الوفد المصري برئاسة الدكتور عبدالعاطي ضم كل من حسام عبد الله سكرتير سفارة مصر بموسكو والدكتورة إيمان سيد مدير عام الموارد المائية والمهندس عمرو فوزي مدير مكتب الوزير لمياه النيل.
