يقدم محامون إسرائيليون اليوم الثلاثاء التماسا للمحكمة العليا للتدخل فى مسألة إرساء عقد دفاعى على شركة تيسين كروب الألمانية وسط مزاعم عن تضارب فى المصالح يمس محامى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويدفع الالتماس الذى يتبناه إريل مارجاليت رجل الأعمال والعضو المعارض فى البرلمان بغياب الشفافية فيما يتعلق بإرساء عقد شراء ثلاث غواصات وأربع سفن دورية بمليارى دولار إجمالا على شركة تيسين كروب مارين سيستمز.
وتتركز المخاوف على دور دافيد شيمرون محامى نتنياهو الشخصى الذى تربطه به أيضا صلة قرابة. وكان شيمرون ممثلا للوسيط فى الصفقة وهو رجل الأعمال ميكى جانور الذى تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه سيكسب منها عشرة ملايين دولار.
ونفى شيمرون ارتكاب أى مخالفات وقال نتنياهو إنه يسانده تماما. وأمر المدعى العام الشرطة بالتحقيق مع شيمرون لكن مارجاليت يقول إن الأمر لا يعدو كونه استجوابا محدودا للغاية وإن المسألة بحاجة لتحقيق أوسع بكثير.
وقال مارجاليت العضو فى حزب الاتحاد الصهيونى وهو حزب معارض رئيسى يمثل يسار الوسط لرويترز "إسرائيل تحتاج لشراء أسلحة وطائرات وصواريخ... وإذا كان هناك من يتلاعب فى هذا فإن ذلك يقوض الثقة ويستدعى التحقيق."
وتابع "الأسلوب الذى جرى به التعامل فى هذه الصفقات أضر بقدرتنا على فهم ما يجري... أنا أتحدث عن تلاعب كبير بصفقات أسلحة الأمن. هذه مسائل خطيرة."
وإذا قبلت المحكمة العليا الالتماس فإنها ستطلب من المدعى العام تفسير وجهة نظره بأنه من غير المناسب توسيع نطاق التحقيق الذى يجريه.
وأصدرت المحكمة العديد طلبات كثيرة مماثلة من قبل منها طلب حظى باهتمام كبير عام 2011 عندما طلبت من الحكومة تفسير سياساتها الأمنية تجاه عرب إسرائيل.
وقال مارجاليت: إنه إضافة إلى العلاقة بين شيمرون وجانور -التى قالت شركة تيسين كروب إنها تجرى هى الأخرى تحقيقا بشأنها- هناك عدة جوانب أخرى للاتفاق تستثير قلق الرأى العام الإسرائيلي.
التدقيق والتوازنات
أولا: كانت إسرائيل على مدى عقود تعتمد على بريجادير جنرال سابق يلقب "بملك الغواصات" فى التوسط فى الطلبيات من ألمانيا. لكن فى عام 2009 تم استبداله بشكل مفاجئ ليحل محله جانور الأقل خبرة بكثير. ولم يتحدث جانور عن دوره.
ثانيا: منذ إضفاء اللمسات الأخيرة على الصفقة فى أكتوبر تشرين الأول اتضح أن صندوق الاستثمار الأجنبى الإيرانى مساهم فى الشركة الألمانية بحصة تبلغ 4.5 بالمئة. وقال مارجاليت إنه نظرا للعداء القائم بين إيران وإسرائيل يتعين طمأنة الإسرائيليين إلى أن إيران لن تستفيد من هذه الصفقة.
ومن نقاط القلق الأخرى أن وزير الدفاع الإسرائيلى السابق كان يعتزم أصلا طرح مناقصة لسفن الدوريات وأبدت عدة دول اهتماما. لكن بدلا من طرح المناقصة تم إرساء عقد السفن الذى تبلغ قيمته 450 مليون دولار على شركة تيسين كروب. وقالت الحكومة إنها اتبعت كل الإجراءات الصحيحة.
وكان نتنياهو اليمينى الذى أمضى فى منصبه عشر سنوات على أربع فترات ولاية قد استدعى أكثر من مرة تدقيقا قانونيا فى سلوكه بما فى ذلك تحقيق بشأن ما إذا كان هو وزوجته قد استغلا أموال الدولة فى معيشة يصفها منتقدوه بأنها حياة باذخة.
وليس هناك ما يشير إلى أن صفقة الغواصات تمس نتنياهو بشكل مباشر لكن مارجاليت يقول إن الرأى العام يحتاج لإيضاح.