الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

سينيرلي وداوود أوغلو.. علاقة مشبوهة داخل أروقة الخارجية التركية.. ويكيليكس تفضح العنيد.. آراء مهندس اتفاق "مرمرة" مع إسرائيل تقود أنقرة لأزمات.. في الغرف المغلقة وصف اللاجئين بألفاظ مهينة وأيد الأسد

سينيرلي وداوود أوغلو
سينيرلي وداوود أوغلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"جميع المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية مجموعة في صندوق ضخم وقديم يُدعي فريدون سينيرلي أوغلو".. فرانسيس ريكاردوني سفير الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق
فريدون سينيرلي أوغلو، رجل يجيد عمله كدبلوماسي، إذ يتمتع بجدية ملحوظة تدفعه للدخول في موضوع النقاش مباشرة دون إضاعة الوقت، هو أحد الأسماء التي طال بقاؤها في مبني الخارجية التركية، الركن الأساسي في كل المفاوضات التي تجريها تركيا مع المنظمات والدول حول العالم، عنيد لديه حضور دائم، عند ذكر اسم فريدون سينيرلي أوغلو، يتذكر الجميع رئيس الوزراء "أحمد داوود أوغلو"، تشابهما في الاسم يجعلهما ملتصقان ببعضهما، وهما زميلان منذ المدرسة الثانوية. 
تحولت الزمالة بين البيروقراطي والسياسي إلى صداقة عمل شابتها تبادل المصالح، وكلاهما ترك أثرا في السياسية الخارجية التركية، ورسم مسارها.
علاقة مشبوهة:


ساعد سينيرلي صديقه "أحمد داوود" كثيرا، وأدخله القصر الرئاسي، حيث قدمه للرئيس التركي "سليمان ديميريل" كرجل يعتمد عليه في إعداد تقارير حول الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، وكان "سينيرلي" قد استلم آنذاك منصب مستشار الرئيس بين عامي 1996 و2000.
بدأ "سينيرلي" في تعريف كبار القادة والمسئولين في الدولة التركية بـ"داوود"، وعرفه علي حكام رفيعي المستوى.
يقول مراقبون دوليون: إنهما ساعدا بعضهما كثيرا عند توصلهما الى الأماكن والمناصب المهمة.
بذل سينيرلي مجهودا كبيرا من أجل الزج بـ"داوود" في دائرة كبار رجال الدولة، وكان يبذل جهدًا لتعريفه بالقادة في تسعينيات القرن الماضي، أما "داوود" فكان حافظًا للجميل، ولم ينس صديقه، وكان يرد عليه بأفضل شكل، ويحميه ويعطيه مناصب بعد تسلمه مهمة الاستشارة لرئاسة الوزراء وملف السياسة الخارجية عام 2002.
وذكرت تقارير تركية أنهما صديقان جمعتهما المصلحة، لكنهما يحملان نفس الأفكار، فلديهما تصورات متشابهه للتاريخ العثماني، يؤمنان بأنه يوما ما ستصبح الحدود لا معني لها، يسعان بقوة لان تصبح تركيا دولة عظمي. 
ويقول بعض المنتقدين إنهما يحملان نفس الآراء الاستعلائية أيضا، لديهما آراء جرت تركيا لأزمات كبيرة، خاصة عقب الربيع العربي.
هذا التقارب في الآراء ربما يكون قد نشأ عقب البقاء معا لعشرات السنين في وزارة الخارجية.

ويكليكس تفضح سينيرلي:
نقلت وثائق ويكيليكس العديد من الفضائح والأكاذيب التي اعتاد أن يروجها "سينيرلي" أثناء تقلده المنصب الاستشاري في الخارجية التركية. 
كان يدعي دومًا أن ما يحدث داخل الغرف المغلقة مع الديبلوماسيين الأجانب هو ما يطرحه علي شاشات التلفاز التركي.
وعن الأزمة السورية المشتعلة حاليًا، جاء في الوثائق أن الموقف التركي كان حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد، عملت أنقرة علي إبعاد النظام السوري من محور الجمهورية الإسلامية. 
وفيما يتعلق بالسياسة السورية، تفضح العبارات التي استخدمها سينيرلي أوغلو في وثائق «ويكيليكس» مقاصد هذه السياسات.
يذكر أن الموقف التركي الذي كان يتمتع بعلاقة حميمة جدا مع سوريا ورئيسها بشار الاسد كانت تعتمد على استراتيجية إبعاد النظام السوري من محور الجمهورية الإسلامية، وفي هذه الحالة فإن الجمهورية الإسلامية سوف تُعزل عن محيطها وجيرانها.
يُدافِع عن فكره ورأيه بشدة وبمسؤولية، ويقدم آراء وحلول وعلي الرغم من أن الكثير من المستشارين العاملين في وزارة الخارجية يتجهون عادةً لترك عملية اتخاذ القرارات للسياسيين أي الوزراء، إلا أنه يقدم على إبداء رأيه وموقفه والدفاع عنه بشدة متحملًا مسئوليته وغير آبه إلى اعتراض الوزير أو رضاه. 

وفي 15 أكتوبر من العام الماضي، أكد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أن معظم الدول المشاركة في مباحثات فيينا حول سوريا، متفقة بخصوص عدم إمكانية تحقيق سلام في سوريا في ظل وجود بشار الأسد.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به للصحافة التركية، عقب انتهاء اجتماعات اليوم حول سوريا، في العاصمة النمساوية فيينا، بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة، واصفا الاجتماع بأنه كان من أوسع الاجتماعات حول الأزمة السورية.

ولفت سينيرلي أوغلو إلى أن الخلافات ما زالت قائمة بين الدول حول المسائل الأساسية، مضيفا أن الدول الداعمة لبشار الأسد لم تبد أي إشارة حول تغيير موقفها، مؤكدا أن الأطراف المشاركة أجرت مناقشات مطولة حول مصير الأسد، والصيغة الأساسية لبيان جنيف.
وبعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في سوريا العام الماضي، قال: إنه كان من الممكن بالنسبة للولايات المتحدة أن تكون فعّالة أكثر، ولكن لم تفعل ذلك.
وحول اللاجئين، استخدم "سينيرلي" في الحديث عنهم في الغرف المغلقة ألفاظ مهينة للغاية، مثل هلاك ونفق، وعادة ما يستخدم الأتراك مثل هذه المصطلحات مع الحيوانات فقط. 
وأكدت الوثائق أن محاولة أنقرة الدائم لإثبات أنها تحترم اللاجئين غير صحيح، وأنهم مجرد ورقة في يد تركيا للضغط علي أوروبا وتخويفها. 


علاقة سينيرلي بالكيان الصهيوني:
شارك السفير التركي السابق في تل أبيب، سفير تركيا في الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، في جنازة رئيس دولة الاحتلال السابق شمعون بيريز.
بدأت علاقته مع الكيان الصهيوني في عام 2002، عندما عين سفيرا في تل أبيب.
عمل سينيرلي أوغلو عضوًا للملحقية الثقافية التركية في لاهاي، وفي عام 1988 انتقل إلى لبنان حيث الحرب الداخلية والعدوان الصهيوني، وبقى هناك حتى عام 1990، وعمل ببيروت مع أصدقائه في ملجأ، ومن هنا أصبح لديه معلومات كبيرة عن الكيان، أقام علاقات وثيقة مع الساسة الصهاينة، كثيرا ما امتدحه قادة إسرائيلين، أبرزهم "دوري غولد" مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأدلى غولد بتصريحات للصحافيين الأتراك القادمين بعد الدعوة إليهم في السفارة التركية قبيل توقيع الاتفاقية مع الكيان الصهيوني، وقال:" سمعت دائمًا كلمات الثناء بحق هذا الديبلوماسي العظيم في العواصم الأوروبية، وخلال لقاءاتنا مع المسئولين الأميركيين، وسمعت أيضًا أن هذا الرجل يتمتع بمواهب ديبلوماسية كبيرة، من حسن حظ تركيا أنها تمتلك مثل هذا الرجل. إنه دبلوماسي من الصف الأول". 
وعلى الرغم من المديح والتقدير في المحافل الدولية؛ لكنه لا يتمتع بشعبية كبيرة داخل تركيا، وُجهت إليه انتقادات لاذعة خاصة من المتديينن في تركيا وعوائل الشهداء خلال المفاوضات خلال أزمة "مرمرة".
وعن الأزمة التركية الاسرائيلية، فقد تم تمرير جملة "القدس عاصمة إسرائيل" في نص الاتفاقية، وهاجمه حزب الشعب الجمهوري خلال النقاش في البرلمان التركي بأن هذه الاتفاقية لا توفر للشعب التركي أقل حد للشروط المسبقة للحكومة التركية، كما أنها تتضمن مواد مخزية لدولتنا ولعوائل الشهداء.