الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

الصوفية تتحدى "داعش" بتنظيم احتفالات المولد النبوي في سيناء

الدكتور عبدالهادى
الدكتور عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الطرق الصوفية، غدًا الأحد، بالمولد النبوى الشريف، والتى تبدأ فاعليات الاحتفال به بعد صلاة عصر هذا اليوم، حيث تتجمع الطرق الصوفية من جميع أنحاء الجمهورية فى ساحة جمع الجموع الملاحقة لمسجد سيدي صلاح الجعفري بالدرّاسة، حيث يتم تنظيم الصفوف التى ستشارك فى مسيرة الموكب النبوى والتى تتألف من 76 طريقة صوفية على اختلاف توجهاتها، ويشارك الرفاعية أصحاب العدد الأكبر الذين يصل عددهم إلى مليون صوفي داخل الدولة المصرية فى الموكب، كما يشارك الشاذلية الذين يُقدر عددهم بخمسة ملايين خارج مصر، ولا ننسى السادة التجانية الذين ينتشرون بكثرة فى شرق آسيا وشمال أفريقيا، ويُقدر عددهم بالملايين، بالإضافة إلى الجعافرة أصحاب ثلاثة المليون صوفى بصعيد مصر وغيرهم الكثير من الطرق الصوفية التى تحضر الموكب النبوى بشكل مستمر كل عام، حيث إن تخلُّف أي طريقة صوفية عن الحضور فى ذلك يُعتبر سُبَّة فى حق أتباع المنهج الصوفى وعدم تقدير لشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعلى ذلك يحرص الجميع على الحضور؛ حتى ينال الرضا والقبول من شيخه ومُربِّيه.
فى السياق نفسه يحضر الدكتور عبدالهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومعه نقيب السادة الأشراف محمود الشريف، ومشايخ المجلس الأعلى للطرق، وممثل الأزهر الشريف والأوقاف المصرية من أجل استقبال أتباع الطرق الصوفية أمام مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه وتهنئتهم بهذا اليوم الذى يراه الصوفيون فرحًا وعيدًا بالنسبة لهم ولجميع المسلمين، وبعد ذلك يدخل الجميع ساحة مسجد سيدنا الحسين لبدء فاعليات الاحتفال بالمولد النبوى حيث يتم سماع آيات الذكر الحكيم من كبير قراء القرآن الكريم، ثم بعد ذلك كلمة لشيخ مشايخ الصوفية وممثل الأوقاف والأزهر الشريف، وبعدها يتم سماع الابتهالات والمدائح الدينية.
يأتى الاحتفال بالمولد النبوى هذا العام وسط مخاوف أمنية عدة، خاصة بعد البيان الذى أصدرة تنظيم "ولاية سيناء" أحد أجنحة تنظيم داعش الإرهابى يوم الخميس الماضى والذى توعَّد فيه الصوفية بالذبح والقتل والحرق إذا لم يتخلوا عن معتقداتهم وشعائرهم، جاء ذلك فى نشرة النبأ التى يصدرها تنظيم داعش الإرهابى مما أثار غضب الصوفية الذين أكدوا تحديهم للتنظيم الإرهابى من خلال تنظيم فاعليات فى أكثر من مكان، وبالتحديد شبه جزيرة سيناء؛ لإيصال رسالة لذيول تنظيم الدولة أن الصوفية لا يخافون إلا من الخالق عز وجل.
وردَّ الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، على ما نشره تنظيم داعش فى "نشرة النبأ" بأن الطرق الصوفية لن تتخلى عن معتقداتها، مهما كلّفها ذلك من تضحيات، ووجّه قاسم رسالة إلى داعش قال فيها: "ونقول لداعش إن الصوفية هم أحفاد عُمر المختار والسيد البدوى وعبدالرحيم القنائى الذى واجه المغول، ونحن نبلغكم أننا فى دعوة الحق مجاهرون وجاهزون لكم فى أى مكان متى شئتم ومتى أردتم والانتقام الإلهى لأولياء الصوفية سيكون قريبًا جدًّا".
وتابع قاسم أن احتفالات الصوفية بالمولد النبوى، اليوم، أبلغ ردٍّ على ما نشرته داعش من تهديدات للصوفية من أجل التوقف عن احتفالاتها وطقوسها المختلفة، حيث إن هذه الاحتفالات سترجُّ الشارع المصرى وتثبت للجميع أن الصوفية غير خائفين من داعش أو غيرهم.
وقال الأزهر الشريف، على لسان عباس شومان، وكيل المشيخة: إن الأزهر الشريف يقف ضد جماعات التطرف والإرهاب، ولم يتوانَ لحظة فى الدفاع عن قلعة أهل السنة والجماعة، وعلى ذلك نرفض ما قاله تنظيم داعش الإرهابى فى "نشرة النبأ" التى يصدرها التنظيم شكلًا وموضوعًا، ونؤكد أن الصوفية أهل منهج وسطي، ولا يجب بأى حال من الأحوال محاربة معتقداتهم، وسيكون أقوى رد من الأزهر الشريف هو مشاركة الصوفية احتفالاتهم بالمولد النبوى.
من جانبه قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء: إن الاحتفال بمولد رسول الله أمر محمود، وعلى ذلك سنشارك فى احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوى من خلال إرسال وفد من كبار المفتين إلى احتفالات الصوفيين بمسجد الإمام الحسين؛ لتأكيد مشروعية الاحتفالات بمولد خير رسل الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح عمران أن داعش فرقة غريبة عن الإسلام اتخذت القتل وسفك الدماء طريقًا لتوصيل رسالتها المتشددة ولا يجب على الناس بأى حال من الأحوال الأخذ بما تقوله مثل هذه الجماعات المتطرفة التى تحارب جموع المسلمين وليس الصوفية فقط.
وأعلن الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف عن مشاركة وزارة الأوقاف فى احتفالات الصوفية بالمولد النبوى، مستنكرًا تهديدات تنظيم داعش الإرهابى لأتباع الطرق الصوفية ومطالبتهم بالتخلى عن معتقداتهم الدينية، حيث أوضح طايع أن الصوفية هم أصحاب المنهج الوسطي وداعش فرقة مارقة تعمل ضد الإسلام السني وتشوه صورته أمام العالم كله، وعلى جميع المؤسسات الدينية المصرية التصدى لهذا التنظيم الذى ينشر الفساد فى جميع أنحاء العالم الإسلامى من خلال فتاواه الضالة.