قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم: "إنه حينما يعم العمل التطوعي جنبات المجتمع، ويفرض نفسه شعورًا ساميًا لذويه وبني مجتمعه يقضي على الأثرة والشح والاحتكار والمسكنة، شريطة ألا تغتال صفاءه أبعادٌ مصلحية أو حزبية أو إقليمية، وليس هناك حد لمن يحقّ له أن يستفيد من العمل التطوعي".
وأضاف الشريم، في خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم، بالمسجد الحرام، أن كل عاقل يدرك أن قيمة المجتمعات في نهوضها والحفاظ على نفسها من التهالك والتصدع، ويدرك أن العمل التطوعي مطلب منشود في جميع الشرائع السماوية والوضعية في الإسلام وقبل الإسلام، وهو علامة بارزة على صفاء معدِن صاحبه ونخوته وعاطفته ولطفه؛ لأن هذه صفات مَن خلقهم الله حنفاء ولم تجتلهم شياطين الأنانية وحب الذات.
وشدد على ضرورة أن تسبق العمل التطوعي تهيئة نفسية، ودينية، واجتماعية لفهم هذا العمل الجليل، ولا تكون النماذج للعمل التطوعي في بعض المجتمعات المسلمة على صورة عمل إجباري، أو واجب لا يمكن التراجع عنه؛ لأن العمل التطوعي يتطلب قدرة فائقة على العطاء دون مِنّة، أو ترقُّب أجرة، بل إن مبعثه الحب والعطف والإحسان الذي لا يكترث بماهية الرد، وإنما يحرص على رضا الضمير وخلوه من التقصير والخذلان تجاه مجتمعه.