غلت الأسعار ومحدش معاه فلوس الأكل والشرب، بقى غالى والناس حتموت من الجوع عايزين نشتغل والبلد مفيهاش شغل لما بنشترى بنجيب الأجنبى، لأن المصنع فى مصر ملوش لازمة وللأسف مغشوش، ولادنا ملهمش مستقبل لأننا معندناش تعليم.
كل ده من بعض الكلام اللى بنسمعه يوميًا وأصبحنا نردده كالببغاوات التى تردد دون أن تحلل.
أصبحت كلمات مؤامرة تضحكنا ووثقنا من فشل إدارتنا. فلو حللنا كل الجُمل، سنكتشف أننا فى صراع كبير بين قوي شر خارجية وقوي أقوى منها داخلية والأقوى من تلك القوتين طاقتنا السلبية التى تصدق بلا وعى وتنشر بلا فهم وتدمر بلا حرص.
نعم هناك غلو فى الأسعار ولكنه ليس فى محيط مدينتك فقط، بل ممتد للعالم أجمع والتذمر يعلو.
أين المؤمنون الذين يؤمنون بأنه لا شفاعة فى الرزق، فالذى كتب لك فى السماء من أرزاق ستأخذه أيًا كان سعر صرف العملة اليوم، والله أعلم بكل العصور، ولكنه طلب من عباده السعى أى الاجتهاد، وهو أول خطوة فى طريق الإنتاج، فلن تمطر السماء أموالًا، ولكن الله سيفتح لك أبوابه ولكن عندما تطرقها.
عايزين نشتغل والبلد مفيهاش شغل، هى حجة من لا يريد أن يعمل، فلم تنهض الدول إلا بطاقتها البشرية التى تزرع وتصنع وتعلّم وتتعلّم، فأين الشباب من دورات التدريب وتأهيل الذات لتتواكب مع تطور العصر والعولمة، حيث أصبحنا كلنا فى سوق عمل واحدة، وأصبحت مهارات الأجيال تتبارى على شبكة الإنترنت والكل يرى سلوكيات الكل.
أين زراعة الأسطح وأين الصناعات المنزلية وأين الاعتماد على الأسر المنتجة؟ فأين هى تلك الأسر؟ لتكن فى عون دولتها ولكننا أحببنا التذمر وتصديق الشائعات، فانظروا لعظمة الشعب السورى المقيم بمصر وقصص النجاح من الصفر.
المنتج المصرى مغشوش وإن صدق من قال، فأين تلك الجماهير العريضة المعترضة والمهددة بثورة الغلابة من تلك المصانع والنزول للشوارع كما صدق البعض أن الثورات لا تقام إلا على الحكومات، ولا يمكن أن تقام على الجشعين من التجار والاعتصام لا ينفع إلا إذا أغلق طريق، ولكنه لا يصح إن كان لوقف إنتاج رديء.
وقبل أن نقول إن التقصير من وزارة التربية والتعليم، علينا أن نجيب علي عدة أسئلة: أين نحن من تربية أولادنا، وهل نحن مؤهلون لنربى ونعلم أبسط مبادئ الحياة، أم نحن شخصيًا نحتاج لإعادة تأهيل قبل أن نلوم؟
ولكى لا أطيل عليكم، أود أن أقول شيئًا صغيرًا نسمعه كثيرًا ونصدقه دون أن نفكر به ومن الممكن أن يقتلنا..فلنحارب العقول الضريرة ونستغل مواردنا البشرية.
علم هتلر فى يوم من الأيام أن هناك ثلاثة ضباط عارضوا أوامره ورفضوا تنفيذها، وكان هذا فى عصر الحرب العالمية الثانية.
فقرر هتلر معاقبتهم بطريقة عجيبة جدًا، حيث بدأ فى وضع كل واحد منهم فى سجن بمفرده، وبدأ فى تشغيل موسيقى كلاسيكية وأضاء بجانبه مأسورة مياه تنقط ببطء شديد.
وبدأ فى بث شائعة كاذبة وهى أن بكل غرفة أو سجن تسريبًا لغاز سام وقاتل سيقضى على كل فرد منهم فى غضون ٦ ساعات.
وبعد مرور ٤ ساعات بدأ يمر على الثلاثة فى السجن، ليرى ما حدث لهؤلاء الضباط، فوجد أن هناك اثنين منهم ماتا والثالث بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وكانت المفاجأة أن شائعة تسرب الغاز السام كانت فقط حربًا نفسية ليجعل عقولهم هى التى تقتلهم حيث إن هذه الفكرة جعلت من أجسامهم هرمونات يتم إفرازها تؤثر بطريقة سلبية على القلب وباقى أجهزة الجسم البشرى، ثم هذا التأثير السلبى يبدأ فى إماتة الجسم ببطء.