ترددت مؤخرًا جملة "المصالحة مع الإخوان" على الساحة السياسية، والتي واجهت برفض أغلب الصفوة الموجودة على الساحة، إلا أن بعضهم نادى بها على رأسهم الدكتور حسن نافعة، ومحمد أبوالفتوح، ومؤخرا الدكتور سعد الدين إبراهيم، والذي طرح مبادرة تحت عنوان "نحو مصالحة وطنية.. للانطلاق نحو المستقبل" مطالبًا الرئيس بطرح المبادرة في استفتاء عام وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول تلك المبادرات والظروف التي تحكم رفضها من قبل النخبة السياسية بشكل قاطع.
وتستعرض "البوابة نيوز" سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها جماعة الإخوان، وعلى رأسها اغتيال أحمد ماهر باشا، حينما كان متوجهًا لمجلس النواب لإلقاء بيان، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني أطلق محمود العيسوي الرصاص عليه وقتله في الحال، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه، عند ديوان وزارة الداخلية وغيرها من التاريخ الأسود الكثير.
وفي ذلك السياق يصبح من الضروري معرفة جدوى تلك المبادرة في ظل التأكيد المستمر على خطورة جماعة الإخوان المسلمين وميلهم الدائم للعنف وهو ما جعلنا نطرح تساؤلًا حول ما هي سيكلوجية الإخوان وطبيعة توجهاتهم وما جدوى تلك المبادرات؟
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والأستاذ بجامعة القاهرة: إن فكرة المصالحة مع الإخوان كذبة كبيرة وجهل بطبيعة التنظيم الخطير، لافتًا إلى أن الإخوان لا يمكن أن يعدلوا عن رأي أو توجيه المرشد الخاص بهم، فالمعارضة لديهم أمر غير موجود بقاموسهم، ويتم تربيتهم منذ الصغر على ذلك، ولا يمكن أن يتم التصالح معهم.
وأضاف: ينقسم تنظيم الإخوان إلى نوعين مثل البنائين، ويتبعون حسن البنا، والقطبيين وهم أصحاب الأفكار المتشددة والعنيفة، لافتا إلى أن مبررهم أن الدولة سُرقت منهم بعد سقوط حزبهم وتنظيمهم؛ ولذلك فالأمر لديهم جلل، ويرون أنهم يجب أن يتم استعادة ما تم أخذه منهم حتى لو تم ذلك على حساب الجميع، وبصرف النظر عن الوسائل المتبعة التي رأيناها جميعا خلال المرحلة الماضية، مشيرا إلى أن طريقة العنف ونوعه يتم تحديدها وفق طبيعة كل شخصية وطبيعة الفئات التي تدل فيها فهناك الشخصية السيكوباتية والحادة بجانب الظروف العامة التي تحددها قيادة التنظيم.
من جانبه قال الدكتور محمد هاني: إن الفئات التي ترى أن العنف هو الطريق الوحيد للتعامل هي فئات لا يمكن أن يكون هناك تفاهم بينها وبين فئات المجتمع المختلفة بسبب فهمهم المغلوط للدين الإسلامي وهو الأمر الذي يبرزونه خلال تعاملاتهم المختلفة، ويظهر على تصرفاتهم العنيفة للتعبير عن وجهات نظرهم، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نادى بالتسامح والكلام الطيب حتى بعد أن تعرض للإيذاء من المشركين، ولم يأمر بالعنف، وإنما نشر رسالته بالسلام والتسامح والحوار الطيب وهو الأمر الذي لا تدركه تلك الجماعات والفئات المغيبة.
وأضاف أن المشكلة تكمن في تأثر الأجيال القادمة والصغيرة نفسيا بما يقع حولها من ظروف مجتمعية وتداعيات مما يسهم في إنتاج جيل متعصب أو سلبي لا يرى إلا بعين جماعته، مشيرا إلى أن تلك الفئات التي تتبنى العنف للتعبير عن أفكارها يرون أن مبدأ العقاب هو الوسيلة للتقويم كما يرون أن أي إنسان يخالفهم كافر ويتبعون تعليمات القائد أو الزعيم الذي يحركهم.
وأكد أن النقد لا يكون بتلك الصورة وإنما يكون باسلوب إيجابي للتعبير عن المراد بطريقة قانونية والرغبة في التغيير بصورة بنائة وهادفة.