على مدار أعوام، لم تتعرض إسرائيل لهجمات فى سوريا من قبل تنظيمات إسلامية متطرفة، فقط كانت هناك بضع هجمات متناثرة تعرضت لها فى هضبة الجولان، خطط لها بعض قادة حزب الله الشيعى فى لبنان، وعلى رأسهم جهاد مغنية وسمير القنطار قبل أن يتعرضا للاغتيال على يد إسرائيل، فيما ابتعدت المنظمات الإسلامية المتطرفة فى السابق عن القيام بعمليات ضد الجيش الإسرائيلى، وركزت فقط على محاربة قوات الأسد وخصومها فى المعارضة.
الموقف ظل كذلك، حتى جاء الهجوم الأول من نوعه، الذى تعرض له الجيش الإسرائيلى، فى منطقة تسيطر عليها تنظيمات متطرف مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على رأسها «أحرار الشام» كذلك تنظيم «شهداء اليرموك» الذى غير اسمه فيما بعد ليصبح «جيش خالد بن الوليد» بعد مبايعته لداعش.
ولم يتضح بعد مَنْ أمر بالهجوم وهل اتخذ القرار من قبل قادة «داعش» أو من قبل القادة الميدانيين، أو بمبادرة من الخلية التى أطلقت النار، وهو ما يشغل بال القادة فى تل أبيب.
وبعيدًا عن ذلك، رأى د. شاؤول شاى، رئيس مركز أبحاث هرتسيليا، فى مقال له نشرته جريدة «إسرائيل اليوم» أن العمليات ضد إسرائيل، قد تساعد على تقوية مكانة «داعش» وعدم شرعنة نظام الأسد الذى يحارب المسلمين ويترك اليهود، لافتًا إلى تعيين قائد جديد للمنظمات الإسلامية الراديكالية فى الجولان يدعى «أبومحمد المقدسي»، مضيفًا أنه حاول تغيير قواعد اللعب وإحداث احتكاك فى الحدود مع إسرائيل، مرجحًا أن الحادث يعد مبادرة محلية لخلية وليس تغييرًا فى سياسة التنظيم، ومع ذلك الافتراض فإن إسرائيل لن تتعرض فى المستقبل القريب لعمليات أخرى من قبل التنظيم ضد إسرائيل، موصيًا فى حال استمرار العمليات من قبل تلك المنظمات، بإعادة النظر فى سياسة إسرائيل، القاضية بعدم التدخل فى الحرب السورية، والرد الفورى فى حال إطلاق النار عليها.
من جانبه رأى المحلل العسكرى «أليكس فيشمان» أن ثمة تخوفًا متصاعدًا داخل إسرائيل من نوايا تنظيم «شهداء اليرموك» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، مؤكدًا أن التنظيم يستعد لشن هجمات عبر الحدود، وهو ما يسمى باللغة العسكرية «المعركة ما بين المعارك»، لافتًا إلى وجود إحساس فى هيئة الأركان، بأن مستوى المعلومات الاستخباراتية التى تتلقاها إسرائيل فى الجبهات المختلفة، بما فى ذلك الجولان، جيد جدًا.
وكشف فيشمان، عن انضمام بعض الأكراد والسنة المتطرفين إلى تنظيم «شهداء اليرموك» تحت مسمى «كتائب المثنى» وهو ما وصفه بأنه يشكل تهديدًا أكبر على الأردن وإسرائيل، مضيفًا أنه بحسب تقارير فى سوريا، فإن تلك الكتائب لديها صواريخ مضادة للطائرات، كما أن رجالها سيطروا على مخزون من قذائف الهاون التى تحمل رؤوسًا كيميائية، كانت تعود إلى لواء سورى فى الجبهة، الأمر الذى خلق تخوفًا من إطلاقها نحو إسرائيل.
وربط «فيشمان» بين استيقاظ داعش فى جبهة الجولان ضد إسرائيل، وتزايد نشاطها فى سيناء ضد مصر، وما يجرى فى جبهاته الشرقية فى مدينتى الرقة والموصل، موضحا أنه كلما تم الضغط على «داعش» فى العراق وسوريا، حاول التنظيم خلق نجاحات فى سيناء والجولان ليوازن الضربات القاسية التى يتلقاها التنظيم، موضحًا أن «داعش» فى سيناء الذى كان يعيش حالة دفاع فى مواجهة هجوم الجيش المصرى ضده، نفذ سلسلة من الهجمات فى شبه الجزيرة مؤخرًا، فيما يتهم التنظيم إسرائيل باعطاء مساعدة جوية للجيش المصرى الذى يهاجم نشطاءه فى شبه الجزيرة.