علق الدكتور بشير عبدالفتاح، خبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، على تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن التصريحات التي أدلى بها للتليفزيون الإسرائيلي قبل أيام واعتبر فيها أن المسجد الأقصى هو مكان مقدس للأديان الثلاث، قائلًا: إن "هذا التراجع يعكس حالة الارتباك السياسي التي تستبد بالرئيس التركي منذ تصاعد الأزمة السورية، وتوتر علاقات نظام اردوغان بغالبية دول الجوار العربي.
وأوضح عبد الفتاح، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأربعاء، أن الرئيس التركي حاول في المرة الأولى أن يداعب ويغازل الجانب الإسرائيلي والأمريكي، بالحديث عن أن القدس تخص الأديان الثلاثة، بمعنى أنها لا يمكن أن تكون عاصمة لدولة فلسطينية، في محاولة لاستمالة الجانب الإسرائيلي والأمريكي إلى صفه بعدما توترت علاقاته بالعالم العربي.
وأضاف أن الرئيس التركي علم أن هذه التصريحات، ستؤدي إلى المزيد من النزيف في شعبيته، داخل العالم الإسلامي والعربي، وتراجع عن هذه التصريحات بنصائح من مستشاريه، لا سيما أنه يحاول أن يقدم نفسه قائد للعالم الإسلامي وتركيا باعتبارها من وجهة نظره أنها دولة قائدة للعالم الإسلامي أيضًا.
ولفت إلى أن التراجع يعكس إلى اي مدى وصلت حالة الأرتباك والتوتر للرئيس التركي، تحت وطأت الأزمات السياسية الداخلية، خاصة بعد خوضه حرب مع المعارضة التركية، فهو يريد إقرار النظام الرئاسي ويريد ربط الرئيس بحزبه الذي ينتمي إليه، ما يؤدي في النهاية إلى الهيمنة المطلقة له ولحزب العدالة على السلطة في البلاد، إضافة إلى تعثر الأداء التركي في معركة الموصل بالعراق وفي سوريا أيضًا عملية درع الفرات واجهت مشاكل عديدة، وبالتالي اردوغان أصبح محاصر في الداخل والخارج بتحديدات عسكرية وسياسية وأمنية كبيرة، انعكست على أدائه السياسي في مختلف الأتجاهات في القلب منها هي قضية القدس.