حادثة قطار دهشور الموجعة التي راح ضحيتها 27 شهيدًا، و32 مصابًا معظمهم من أسره واحدة، لقوا حتفهم في تصادم قطار مع سيارة لنقل الركاب «ميني باص» بدهشور في محافظة الجيزة، وفقد فيها الكثير من الأسر زويهم وأحبابهم، هو ما يدعونا إلى التساؤل هنا: إلى متى سيظل إهمال المزلقانات وإلى متى ستظل هذه الكارثة تزهق أرواح الأبرياء؟، ربما تعيد "كارثة دهشور" فتح ملف مزلقانات الموت من جديد التى بدأ الحديث عنها فى عهد نظام مبارك مرورا بعهد المعزول ومازالت كما هي لا يوجد أي حلول مبتكرة للعمل على حلها.
ومن جانبها، رصدت البوابة نيوز العديد من المزلقانات ومشكلاتها بمحافظة القليوبية، ففي هذه المحافظة يصل عدد مزلقاناتها إلى 35 مزلقانا بخطوط القاهرة - الإسكندرية أو القاهرة- الزقازيق المارة بطريق شبين القناطر، أطلق عليها مزلقانات الموت، خاصة مزلقان ميت حلفا الذي يحظى بأكبر عدد من حوادث القطارات آخرها تصادم القطار 523 القادم من القاهرة إلى مدينة منوف، بونش مما أدى إلى إصابة 12 شخصًا، ولم تمض أيام إلا واصطدم قطار آخر بأتوبيس نتج عنه وفاة 4 مواطنين أقباط قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك من العام المنصرم ناهيك عن الحوادث الفردية التى لا يمر يوم إلا وتسمع عنها في نشرات مديرية الأمن وأقسام الشرطة.
هذا فضلا عن كارثة قطار قرية "رمادة" بالقرب من مدينة قليوب وكانت حصيلتها مصرع 4 وإصابة 12 آخرين.
ويمثل مزلقان ميت عاصم كارثة كبيرة لأنه ملاصق تماما لإحدى المدارس التابعة لمدينة بنها، وهناك أيضا مزلقان بقرية سندنهور والسفاينة اللذين يمثلان خطرا شديدا على أهالي هاتين القريتين.
ومن أخطر المزلقانات في القليوبية على الإطلاق، مزلقان مدينة طوخ فهناك العديد من مواقف السيارات الخاصة لا مفر أمامها سوى العبور فوق مزلقان القطار للذهاب إلى منازل أصحابها.
ويحمل يوم الخميس مكانة خاصة فى حياة هذا المزلقان باعتباره اليوم المخصص للأسواق التي يتواجد عدد من الباعة الجائلين بها، وقد تراصوا بشكل غريب كأنهم لا يهابون الموت على أشرطة السكة الحديد التى شهدت العديد من الحوادث البشعة ومنها عندما شطر القطار سيدة إلى نصفين في أحد أيام الأسواق فضلا عن حوادث السيارات عبر هذا المزلقان.
ولا ننسى حادث القطار رقم473 بمنطقة رمادا بين قليوب والقناطر الخيرية.. وأنقذت العناية الإلهية يوم7 أكتوبر في عام 2012 المئات من الركاب ولم ينته شهر أكتوبر دون أن يسجل حادثا لقطار آخر عندما احترقت العربة الأخيرة للقطار رقم763 القادم من طنطا متجها إلى دمنهور حيث دمر الحريق هذه العربة دون خسائر فى الأرواح.
ويوم 3 نوفمبر من العام الماضي اصطدم القطار رقم41 القادم من الإسكندرية متجها إلى القاهرة بسيارة نقل خلال عبورها قضبان السكة الحديد فى مدينة قها بالقليوبية.. وأسفر الحادث عن توقف حركة القطارات لمدة 7 ساعات، ويتساءل المواطنون مرارا وتكرارا عن أسباب وقوع كل هذه الحوادث فى فترة زمنية قصيرة؟.
وقال محمد عبدالتواب موظف، وأحد الركاب بالقطار إن القطارات أصبحت غير آدمية ولا نجد أي تطوير بها سوى أننا نسمع وعودا للعمل على حل الأزمة من قبل المسئولين..
ومن جانبه، أكد مصدر مسئول فى هيئة السكك الحديدية أن حوادث القطارات بسبب عدم إضاءة عربات القطارات نتيجة سرقة اللمبات وتوافد العديد من المتجولين والباعة لعدم التواجد الأمنى الذى يقوم بملاحقتهم ومنعهم من الدخول والذين يقومون بفرض بضائعهم على المسافرين من وإلى القطارات.
بينما تحولت قضبان السكك الحديدية بمحطات شبين القناطر والقلج وطوخ وبنها والقناطر الخيرية إلى مأوى للباعة الجائلين الذين يفترشون ببضائعهم الأرصفة للبيع لركاب القطارات في ظل غياب مباحث السكة الحديد.
ففى شبين القناطر تحول المزلقان الرئيسي بالمدينة إلى مصيدة للموت بسبب إقامة السوق الأسبوعي يوم الأحد عليه حيث يجلس الباعة على السكة الحديد.
وفي طوخ تجد المزلقان الذى يقع فى منتصف المدينة لم تلمسه يد التطوير، حيث شهد أكثر من حادثة اصطدام قطارات بسيارات كانت تعبر المزلقان والحال كما هو عليه رغم الوعود بحل المشكلة.
ورغم قيام الهيئة بتطوير عدد من المزلقانات بالقليوبية إلا أنها لم تتعد عدد أصابع الأيدى الواحدة فى كفر الجمال وقها وبنها التى شهدت تطوير 4 مزلقانات منها مزلقان بمدخل قرية كفر الجزار من ناحية المنوفية الذي لا تجد عليه عاملًا اعتمادًا على أنه يعمل إلكترونيًا ولكنه عندما تمر عليه تجده مفتوحًا طوال الوقت، وقد أكد المواطنون أن المزلقانات المطورة، رغم أنها حديثة إلا أنها تتسبب فى مشاكل كثيرة بسبب عدم قدرة العمال الموجودين على تشغيلها إلكترونيًا وظهور عيوب كثيرة بها رغم أنها دخلت الخدمة منذ عدة شهور معدودة.
فتحي محمد موظف يقول إن الباعة الجائلين انتشروا في كل مكان داخل المحطات والشوارع والميادين بعد أحداث ثورة 25 مما أدى إلى انتشار الفوضى والإشغالات على الرغم من استغاثات المواطنين إلا أنه لم يتحرك أحد.
ويضيف أحمد مصلحي أن مخلفات تلك الاسواق العشوائية أدت إلى انتشار أكوام القمامة واحتلال الباعة الجائلين جميع الشوارع الجانبية وحتى الشوارع العمومية بأكملها حيث لا يستطيع أى مواطن السير بدون مضايقة.
وأضاف محمد الدسوقي موظف أن الأسواق العشوائية تملأ الشوارع والميادين بشكل غير طبيعي حتى إنها وصلت إلى قضبان السكة الحديد مما يعرضهم إلى كارثة، فمنذ عدة شهور انحرف قطار رمادة عن مساره وراح ضحيته 6 أشخاص وإصابة 14 آخرين.
وتشير فتحيه موسى من شبين القناطر إلى أن الباعة الجائلين احتلوا شوارع المدينة الرئيسية والفرعية والجانبية ومداخل الوحدات السكنية والمحلات الأمر الذى أدى إلى وقوع مشاجرات عديدة بين أصحاب العقارات والباعة الجائلين وشرطة المرافق تتجاهل تلك المناطق ولا تسعى لإنهاء تلك المهزلة.
وتضيف ندى السيد طالبة وتقيم بشبين القناطر أن الباعة الجائلين حولوا أحياء المدن وخاصة حى المساكن الشعبية بشبين القناطر إلى فوضى حيث انتشرت أعمال البلطجة والمشاجرات بين الباعة والمواطنين.
ويشتكى أيمن رزق ـ موظف ـ من انتشار عربات الفاكهة وتلوث البيئة فى الشارع من روث الخيول والبغال والحمير التي تقود عربات الكارو مما يؤدى إلى انتشار الحشرات وإصابة المواطنين بالأمراض.
ويطالب معوض ابراهيم بأن تنتقل تلك الأسواق خارج الكتلة السكنية بجميع الأسواق الواقعة بقرى ومدن المحافظة لتجميع الباعة الجائلين وإقامة سوق لهم بدلا من المشاجرات ومنعا للتلوث البيئى والضوضاء التى تعاني منه سكان تلك المناطق.
يكما طالب بعودة شرطة المرافق ومسئولى الإشغالات بالوحدات المحلية لضبط الخارجين عن القانون وتحرير محاضر للمخالفين.
