السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

مهرجان القاهرة السينمائي.. قليل من الإبداع كثير من الفوضى

«البوابة» تستعين بلجنة تحكيم خاصة لتقييم الدورة 38

 هرجان القاهرة السينمائى
هرجان القاهرة السينمائى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طارق الشناوى: ضعف التمويل ومقاطعة النجوم وسوء التنظيم سبب المستوى المتدنى للمهرجان
علا الشافعى: أطالب الدولة بالتدخل

رغم أن عمره هذا العام أكمل «٣٨» عامًا، ورغم أنه أول مهرجان سينمائى دولى عقد فى الوطن العربى، ويعد واحدًا من أهم ١٠ مهرجانات على مستوى العالم، فإنه ظهر هذا العام «غير مهندم»، لذا كان يلزم وقفة لتقييم دورته الأخيرة التى عقدت فى الفترة من ١٥ وحتى ٢٤ نوفمبر الحالى، من حيث الفعاليات والسلبيات والإيجابيات ليكون بمثابة كشف حساب شامل عن الدورة الثامنة والثلاثين.
ولأن حال الدورة الحالية من المهرجان لم يختلف كثيرا عن سابقاتها، فقد سعت «البوابة» إلى دق جرس الإنذار للتنبيه إلى خطورة الموقف، فحال المهرجان الذى أورد تقرير الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين عام ١٩٩٠ أنه من أهم ثلاثة مهرجانات عالمية بعد مهرجان «لندن» ومهرجان «ستوكهولم»، فى تراجع مستمر، ورغم هذا التاريخ الحافل بالإنجازات والتكريمات والحضور القوى وسط خريطة المهرجانات الدولية، بات حجم المشاركة فى المهرجان على المستوى المحلى ضعيفًا جدًا، وسادت الفوضى عمل لجنة التنظيم. 
النقاد الذين التقتهم «البوابة» لم يخفوا استياءهم من المستوى، وكانت البداية مع الناقد طارق الشناوى عضو اللجنة الاستشارية لإدارة مهرجان القاهرة السينمائى الذى قال: يجب أن نضع فى الاعتبار الأزمة الاقتصادية التى يمر بها البلد باعتبارها عاملًا مؤثرًا على وجود ثغرات قوية بالمهرجان لهذا العام، واضعين فى الاعتبار أن ميزانية المهرجان لا تتجاوز ٩ ملايين جنيه، بالإضافة إلى إحجام رجال الأعمال عن المساهمة والدعم بأى صورة من الصور، فالعامل الاقتصادى له دور لا يمكن إغفاله، ولكن كانت هناك نقاط ضعف لا علاقة لها مباشرة بضعف التمويل، مثل وجود الفنانة إلهام شاهين كعضو لجنة تحكيم، وفى ذات الوقت لها فيلم ينافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، كما أن غياب النجوم أصبح ظاهرة مؤسفة، وهذا عيب قوى فى الفنانين أنفسهم، لأنهم يريدون أن يكونوا إما العريس أو العروسة فى الفرح، رغم أنهم كومبارس فى مهرجانات أخرى، ورغم أن إدارة المهرجان حاولت تطبيق نظام التذاكر مثل مهرجان «كان»، إلا أن الصحفيين كانوا يفاجأون بنفاد الدعوات والتذاكر، أما بخصوص صلاحياتى كلجنة استشارية لإدارة المهرجان، فكانت قراراتنا يضرب بأغلبها عرض الحائط ولم تتم الاستفادة من اللجنة الاستشارية، مثلما حدث عند استبعاد عرض فيلم «آخر أيام المدينة،» لم يخبرونا وفوجئنا بالقرار من وسائل الإعلام.
أما الناقد نادر عدلى فقال: المهرجانات السينمائية الخليجية سحبت البساط تمامًا من مهرجان القاهرة السينمائى رغم حداثة عهدها، والكويت أعلنت أنها بصدد عقد مهرجان سينمائى دولى كبير فى شهر مارس القادم، لأن المنطقة الخليجية بها درجة عالية من التسويق لصناعة الأفلام، وهو ما يجد صدى واسعًا لدى الأفلام الهندية، وأصبحت تلك المهرجانات تجد سوقًا مفتوحة، ولكن يبقى مهرجان القاهرة هو الوحيد الذى يحمل صفة الدولية، لكننا قد نجد أنفسنا خارج هذا التصنيف بسبب انحدار المستوى من عام لآخر، وأعتقد أن سببه وضع وزارة الثقافة يدها على مهرجاناتنا السينمائية، فعندما كان مهرجان القاهرة السينمائى معتمدًا على التمويل الذاتى عند إدارة سعد الدين وهبة، كان المهرجان فى عصره الذهبى، وهو ما كان يحدث فى مهرجان الإسكندرية الذي كان يعتمد على التمويل الذاتي، وهو ما كنا نقوم به فى مهرجان الإسكندرية كجمعية نقاد الفيلم، بأن نقيم حفلة فى ختام المهرجان يحييها كبار نجوم الغناء مثل راغب علامة أو هانى شاكر، وعن طريق ذلك نغطى تكلفة المهرجان، ولم يكن هناك سوى مهرجانين فقط هما القاهرة والإسكندرية السينمائى فقط ومنذ عشر سنوات وميزانية مهرجان القاهرة لم تزد على ٣ ملايين فى صورة نقدية و٣ ملايين فى صورة خدمات تتمثل فى توافر دور العرض وهو الخطأ الرئيسى، المهرجان فى السابق كان يتم تحت رعاية رئيس الجمهورية ومهرجان قرطاج يتم تحت رعاية الملك، فى حين أنها لم تحدث ولا مرة فى مصر سوى فى عهد رئاسة سعد الدين وهبة للمهرجان أن حضر رئيس الوزراء وقتها ممدوح سالم، وكانت المرة الأولى والأخيرة، والسبب الآخر أن التمويل الأجنبى من الاتحاد الأوروبى ٢٠ مليون يورو لمهرجان الأقصر للأفلام الأوروبية، وظلت الأموال فى البنك لثلاث سنوات حتى سحبت بدعوى الخوف من وجود تمويل أجنبى خشية المؤامرة.
أما الناقدة علا الشافعى فتقول: نحن نعانى أزمة إدارة بشكل فادح لمهرجان القاهرة دون إدراك أننا فى دورته الـ ٣٨، وهو ما يعنى وجود خبرة تراكمية وليس خبرة فى تكرار نفس الأخطاء، ولا أدرى ما الهدف وراء كثرة المهرجانات السينمائية فى مصر؟، ففى الإمارات تم إيقاف مهرجان أبوظبى لصالح مهرجان دبى، فلماذا لا نوفر كل تلك الميزانيات المهدرة فى وجود مهرجان واحد قوى يليق بمكانة مصر السينمائية وتاريخها، وتمثلت نقاط الضعف فى عدد من المواقف، منها ضعف دور المركز الإعلامى الذى غاب عنه تمامًا توافر المعلومات للصحفيين، وهو أول شروط المركز الإعلامى فى أى محفل أو تجمع أيًا كان نوعه، وهو ما ظهر جليًا فى بياناتهم الصحفية المبتورة مثل البيان الصحفى الصادر بشأن أزمة فيلم «البر التانى» وشبهة تمويله للمهرجان على شكل دعاية، فجاء البيان أقرب لبيان تهديد للصحفيين والإعلاميين بدلًا من المكاشفة بالحقيقة، بالإضافة إلى كارثة تسريب قائمة الجوائز قبل إعلانها رسميًا يوم الختام، وهو ما يستوجب التحقيق، ويجب أن تخرج إدارة المهرجان بمؤتمر تعلن فيه أسباب تلك الكوارث، أما الشيء اللافت للنظر وجود الفنان محمود حميدة كضيف شرف للمهرجان، وما دوره فى الدورة؟ فهو لم يتكلم كلمة ولم نشعر بوجوده، وهو ما تكرر بصورة أخرى عندما عقدت ندوة نقاشية حول كتاب الناقد طارق الشناوى «حلمى خارج السرب»، عقب حصوله على جائزة التميز التى تحمل اسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ولكن الغريب فى الأمر أن أحمد حلمى لم يحضر، متحججًا بحجة غير مقبولة أنه مسافر لتصوير برنامجه فى بيروت التى لا تبعد سوى ساعة بالطائرة. وأضافت قائلة: هذا بخلاف الأفلام المصرية التى كانت أقل من المستوى سواء «يوم للستات» و«البر التانى» وتكفى تصريحات رئيس لجنة التحكيم الألمانى الذى قال إن هناك لقطات مأخوذة من أفلام أمريكية فى أحد الفيلمين، كل هذا يستوجب انتفاضة من الدولة لدراسة ما يحدث حول مهرجان القاهرة السينمائى. 
حنان شومان قالت: «السؤال الأهم والذى كان يجب طرحه بقوة كإدارة للمهرجانات بشكل عام، ما الهدف من عقد مهرجان القاهرة السينمائى لماذا نسىء لإقامة مهرجانات سينمائية؟ ففى المغرب على سبيل المثال هناك أكبر دولة عربية فى إقامة المهرجانات الفنية بشكل عام بين الدول العربية، ثم نبحث عن التمويل، مع غياب تام للرؤية حول الهدف من إقامة الفعاليات السينمائية وترتيب الأولويات، وهذا هو مربط الفرس وقلة التمويل ليست سببًا، لأن هناك مهرجانات كثيرة متواضعة التكلفة لكنها حجزت لنفسها مكانًا وسط المهرجانات العربية، حتى أننا وجدنا دبى تنفق على المهرجانات، وبدأت بالفعل فى صناعة السينما، لكن ما يحدث إهدار لماضينا السينمائى والفنى، ومع كامل احترامى للناقدة ماجدة واصف وقيمتها، ولكنى أرى أنها اقل كثيرًا أن تكون مسئولة أو رئيسة مهرجان، أما عن غياب النجوم عن المهرجان، فهذا ليس عيبًا فى المهرجان، ولكنه عيب فادح فى أهل الفن، لأنهم أصحاب البيت، فكيف ينتظرون دعوة وأصبحوا لا يأتون إلا إذا كانوا مكرمين أو أعضاء لجان تحكيم، غير ذلك لا يهتمون، والدعوات أصبحت تباع وتذهب للموظفين وأقارب مديرى المهرجان.
أما الناقد وليد سيف، فيرى أن مهرجان القاهرة السينمائى لهذا العام عانى من وجود سلبيات كثيرة وواضحة للجميع، منها ذهاب دعوات الافتتاح والختام لغير مستحقيها، وما تردد بقوة عن بيع تلك الدعوات، وهو ما يعد فضيحة، وعدم وجود ضيوف أجانب، وكان من الممكن استضافة نجوم من أوروبا أو الهند أو الصين، لتحقيق صفة الدولية، وخلق حالة من الرواج السينمائى، أما من الناحية النقدية لمستوى الأفلام المصرية للمشاركة فى المهرجان، جعلت الصورة العامة أكثر سلبية بسبب تدنى المستوى الفنى للفيلمين، ولكن ما يحسب للجنة التحكيم عدم الانصياع أمام أى مواءمات وخروج كليهما خالى الوفاض ماعدا جائزة التمثيل والتى أراها أيضا ليست فى محلها، لأن العمل الضعيف لا يمكن أن نجد فيه ممثلًا قويًا، ويبقى المهرجان فى حالة بحث دائم عن منقذ.