أثار المقال الذي كتبه الشاعر اللبناني عباس بيضون بجريدة
"السفير" اللبنانية قبل يوم واحد على انطلاق الدورة الرابعة لملتقى
القاهرة الدولي للشعر المقرر افتتاحه غدا، الأحد، الذي أعلن فيه اعتذاره عن عدم المشاركة بالملتقى، استياء أعضاء اللجنة المنظمة لملتقى القاهرة التي اعتبرت مقال
"بيضون" مبنيا على معلومات ليس لها أساس من الصحة.
وقال الشاعر اللبناني في مقاله، الذي جاء بعنوان "اعتذار
عباس بيضون"، عن عدم قبوله المشاركة في بادئ الأمر بسبب الذكريات الطيبة التي
يحملها للملتقى منذ انطلاقته الأولى عام 2007، والتي فاز بجائزته حينها الشاعر
الراحل محمود درويش، وقبل أيضا أن يكون أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام،
لكن هذا القبول قد تحول إلى رفض المشاركة بعد قراءته لمقال كتبه الكاتب الصحفي
محمد شعير أشار فيه إلى أن اللجنة تتجاهل شعراء قصيدة النثر وشعراء العامية وتصر
على منح الجائزة لأحد من شعراء الفصحى من الجيل الأكبر؛ وأن هناك مشادات حدثت بشأن
منح الجائزة للشاعر سيد حجاب، إذ اعترض محمد عبدالمطلب مقرر اللجنة على منح
الجائزة لشاعر عامية.
من جانبه، قال قال الناقد الأدبي شوكت المصري عضو اللجنة العلمية المنظمة
للملتقى القاهرة الدولي للشعر: إن لجنة الملتقى لم تدع بيضون ليكون محكما
لجائزته، مضيفًا أن اللجنة لم ترشح اسم أي شاعر للجنة الجائزة، ونصت في محضر
اجتماعها الأخير على ذلك، مشيرًا إلى أن لجنة الجائزة هذا العام منفصلة تماما عن
لجنة الملتقى ووزير الثقافة وحده ترك له الأمر في تشكيلها على أن تكون اللجنة سرية
تماما دون تدخل من لجنة الملتقى.
وتعجب "المصري" من كلام "بيضون" الذي بناه
بناءً على مقال للكاتب الصحفي محمد شعير، و"من اتخاذ كلام شعير على أنه حقائق".
وأكد الشاعر أشرف عامر رئيس الشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة أن
تشكيل اللجنة المانحة للجائزة يتم من قبل وزير الثقافة بالتشاور مع مقرر اللجنة
الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب، موضحًا أن هذا العام جميع الشعراء أسماؤهم مطروحة
للفوز بالجائزة بمن فيهم شعراء العامية، وعلى رأسهم سيد حجاب وشعراء قصيدة النثر
وبهذا تكون جائزة هذا العام أكثر شفافية من أي دورة سابقة، حيث كانت تحدد قائمة
قصيرة للفوز بها دون طرح أسماء الجميع مثلما يحدث في دورة هذا العام.
ومن جانبه، قال الكاتب حلمي
النمنم، وزير الثقافة، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم السبت: إن اعتذار عدد من الشعراء عن عدم المشاركة في "ملتقى القاهرة للشعر" لن يؤثر
على الفعاليات أو سير الملتقى، مؤكدًا أن عدد من اعتذروا قليل جدا مقارنة بأعداد
المشاركين في الملتقى.
وعلق النمنم، على اعتذار الشاعر السوري أدونيس،
قائلًا إن "المعروف عنه أنه يفضل المشاركة في فعاليات تحتفي به وحده".
أما عن اعتذار كل من الشعراء سعدي يوسف، وعباس
بيضون، وعبدالمنعم رمضان، وعاطف عبدالعزيز، قال النمنم إنه لا يعرف حتى هذه اللحظة
شيئًا عن أسباب اعتذارهما، وأن المنظمين للملتقى هم الذين يصلهم مثل هذه الاعتذارات
وأسبابها.
وكان بيضون قد اعتذر بناءً على مقال نشره شعير أقر
فيه أن لجنة الملتقى تستبعد شعراء قصيدة النثر والعامية من الجائزة ويتجه منحها
إلى شاعر من جيل محمد إبراهيم أبوسنة وربما يكون أبوسنة نفسه.
