لم أكن أشكُ للحظةٍ واحدةٍ منذُ سقوطِ القتلى في تظاهرات 2011/1/25 أن التنظيمَ الدولي للإخوان المسلمين هو المتسببُ في ذلك إن لم يكن هو الفاعلُ الأصليُ لهذه العمليات الخسيسة.
ذلك أن قاعدةَ "ابحثْ عن المستفيد" تؤكدُ بما لا يدعُ مجالاً للشكِ أن تنظيمَ الإخوانِ هو المتهمُ الأولُ بل هو الوحيد في سقوطِ قتلى ميدانِ التحريرِ وغيره من ميادين مصر طوال فترة التظاهرات وحتى بعد انتهائها في أثناءِ حكمِ المجلسِ العسكري في الفترةِ الانتقالية.
وذلك أن سقوطَ القتلى يؤدي إلى زيادةِ الاحتقانِ والسخطِ على النظام ويخلق ثأرًا بين أهالي الضحايا والنظامِ بالإضافة إلى ما تخلِّفه مناظرُ تشييعِ الجثامين من مشاعرَ جياشةٍ تزيدُ غضبَ الجماهيرِ الغاضبةِ أصلًا وتدفعهم للانتقام، وهو عينُ ما كان يحدث إذ كانت الأعداد وهو عينُ مرادِ الإخوان.
فإذا أضفنا إلى ذلك ما صرحتْ به وزارةُ الداخلية أكثر من مرة وأثبتتْ الأيامُ صدقَه من أنه ليس لدى الوزارة قناصون.
وإذا علمنا أنه من ضمنِ برامجِ التدريبِ الخاصةِ بالجماعاتِ الجهاديةِ برامجَ تدريبٍ على القنصِ.
وإذا اكتشفنا أن عددًا كبيرًا من الأسلحةِ التي تم ضبطها أثناء محاولةِ تهريبها داخل البلاد كان عبارة عن بنادقَ قنصٍ من أنواع مختلفة.
فإذا أضفنا إلى ذلك كله قضايا التخابرِ المتهم فيها قادةُ التنظيمِ بمن فيهم المعزول نفسه والتي تكشفُ مساعدة هذه القيادات لمنظماتٍ ومخابراتٍ دولية على اختراقِ الحدودِ والقيامِ بعملياتٍ إرهابيةٍ وتصفياتٍ جسديةٍ في داخلِ العاصمةِ المصريةِ وخارجها وما حديثُ "المقلاعِ"! عنا ببعيد، بانَ بما لا يدعُ مجالًا للشك أنهم هم القتلةُ في كلِ الأحداثِ بدءًا بإرهاصاتِ الثورةِ وحادثِ القديسين مرورًا بقتلى التظاهرات وأحداثِ محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث بورسعيد الأولى والثانية وغيرها مما قُيدتْ كلُها ضد "الطرفِ الثالثِ" والذي هو الاسمُ الخفيُ للتنظيمِ الدوليِ للإخوانِ المسلمين.
وأما حديثُ النشطاء فحدثْ إن شئتَ عن الخرابِ ولا حرجْ!
لقد قامَ هؤلاءِ النشطاءُ بدورٍ لا يقلُ في بشاعتِه عن الإخوانِ إنْ لم يكنْ أشد، ولا يزالون، علموا ذلك أو لم يعلموا، قصدوا أو لم يقصدوا، فالأمرُ سواء.
ولا تكاد تجد سببًا يبين بغضَ هؤلاءٍ النشطاءِ لمؤسساتِ الدولةِ المصريةِ وعلى رأسها المؤسسة العسكرية وتليها وزارة الداخلية، وهو ما جعلهم ينسبون إليهما كل مكروهٍ ويلصقون بهما كل سوءٍ قام به التنظيم الدولي وكأنهم يقومون بدورٍ مرسومٍ في التغطيةِ على جرائمِ الإخوانِ بنسبةِ جرائمهم إلى غيرهم فتخرج الجماعةُ منها "كالشعرةِ من الخمير"!
لقد خرجَ المتحدثُ الرسميُ للطبِ الشرعي ليعلنَ براءةَ الداخليةَ ومن قبلِها وبعدِها الجيشُ المصريُ الشريفُ من تهمةِ قتلِ متظاهري شارع محمد محمود، وذلك أن السلاحَ المستخدمَ لا تمتلكُ مثله الوزارةُ ولا الجيشُ، ومع ذلك يصر هؤلاءِ النشطاءِ إصرارًا عجيبًا على اتهامِ الجيشِ دون الشرطةِ بقتلِ المتظاهرين، وهو إصرارٌ يجعلُ صاحبَه بين حالين إما مغرضٌ وإما متآمرٌ وأحلاهما مرُ!
وإن تعجبْ، فاعجبْ من تزامنِ هجومِ هؤلاءِ النشطاءِ على شخصِ الفريقِ السيسي مع هجوم إخواني - مخابراتي أمريكي – صهيوني عنيفٍ عليه بسببِ خروجِه بجيشِه وبمصرَ من التبعيةِ الأمريكيةِ ومحاولتِه رفع كفاءةِ جيشِه وتنويع مصادرِ تسليحِه!
وهو تزامن ٌ يدفعُ لريبةٍ شديدةٍ لا تفسرُ إلا بأمرٍ لا نحبُ أن نصفَ به أحدًا وهو الخيانةُ!
فيا هؤلاء النشطاء..
أقلوا عليه لا أبًا لأبيكمُ.. وإلا فسدوا المسدَ الذي سدَ