قد يعتاد البعض على فعل الأخطاء وبتكراره لها تكون من الأشياء المحببة إلى قلبه، فلا يرى أنها من الأخطاء بعد فترة، فقد مات الصوت الذى كان يقلقه عند فعله للخطأ.
فتكرار الفعل والتعود عليه قد يؤديان بحياتنا إلى التهلكة أو يؤديان إلى الحياة المثالية، فحسب ما تعودنا عليه نصنع شكل الحياة.
الإيمان عمل وليس مجرد قول، فكلنا نقول وبعضنا يعمل، ومن يلتزم بالعمل يحصد نتائجه، ومن يقول ولا يعمل لا يحصد بل يتابع ما يحصده الآخرون.
ربما أن تداركنا أخطاءنا وتعديل مسارنا قد يرحمانا ونكون من المحظوظين، من أصعب الأشياء على نفس كل إنسان مقاومة النفس، فهى من أعظم الأشياء، ولكن لكل إحساس بالألم نمو، فنحن لا ننمو إلا من خلال الألم.
فلاعب الرياضة لن يجد نموا فى عضلاته إلا إذا أحس بالألم أثناء التمرين، وكذلك نفسنا لن تنمو وتتعدل إلا إذا تمرنت وأحست بالألم.
فى عام ٢٠٠٠م، مايك أندرسون، تورط فى قضية سطو مسلح على أحد مطاعم برجر كنج، وتم اعتقاله جراء ذلك.
وبعد سلسلة من المحاكمات، أصدر القاضى حكما، ومذكرة اعتقال بسجن مايك أندرسون ١٣ عاما. مايك أتاه الخبر فى المنزل، فأمسى ينتظر دخول الشرطة لاعتقاله.
مرت الأيام، ولم يأت أحد للقبض عليه ففضّل الصمت، وبدأ حياة جديدة، فتح محلا، وبات رجلا ناجحا، وتزوج وأنجب أربعة أطفال.
بعد ١٣ عامًا صدر فى حق مايك مذكرة بإخراجه من السجن لانتهاء الحكم، ليتضح لهم- لسبب ما- أنهم نسوا ان يسجنوه! فتم اعتقاله.
بعد سنة من سجنه أعادوا محاكمته، واطّلع القاضى على حياته طوال الـ١٣ سنة الماضية، فقال: «أنت رجل جيد وتغيرت، تستحق الحرية».
أخيرًا، ما شدّنى فى قصة مايك أن العقاب النفسى والإيمان بالخطأ ساهما فى صناعة شخص جديد، شخص منتج وإضافة للمجتمع. إحساسك بالخطأ قد يجعل منك شخصا إيجابيا.
جميلة وبراقة هى الحياة، ونحن من أضعف المخلوقات، فالمعادلة من أصعب وأسهل المعادلات، فكيف لنا أن نقاوم نفسنا المشتهية، وفى نفس الوقت نطعمها ونشعرها بالرضا.
كلما تقدمنا فى العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة بـ٣٠٠ أو ٣٠٠٠ فستعطيك نفس التوقيت.
وإذا امتلكنا «محفظة نقود» سعرها ٣٠ أو ٣٠٠ فلن يختلف ما فى داخلها.
وإذا عشنا فى مسكن مساحته ٣٠٠ متر أو ٣٠٠٠ متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد.
وفى النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر فى الأشياء المادية، فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك فى الوقت المحدد.
لذلك لا تحثوا أولادكم على أن يكونوا أغنياء، بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها.
سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسى على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم.
فلنتأمل هدفنا وهدف الحياة.
ولنتفق أن الكلام والنصح أسهل بكثير من تطبيقهما، فإن رأيت شخصا ينصحك بما لا يفعل، فتأكد أنه يتمنى أن يفعل ولا يقوى على إحداث ذلك التغيير على نفسه، فخذ الإيجابى فى الموضوع، وإن كنت أقوى فلتفعلها فلن يتهنى بحصد الزرع إلا من تعب وزرع وسقى.
أعط نفسك قليلا من الوقت، وتأمل نفسك، فقد تكون هذه الدقائق مفترق الطريق لك، وقد تكون سبب رضاك وسعدك لآخر عمرك.