الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

إيهاب عطا يرد على الشيخ "ميزو" ويكشف حقيقة المهدي المنتظر !

إيهاب عطا
إيهاب عطا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهور عِدّة مضت على دعوة الرئيس السيسي ومطالبته الأزهر بتجديد الفكر الديني، ومن قبلها بسنوات عديدة أطلق مفكرون دعوات مماثلة واتخذ غيرهم خطوات كانت مجرد محاولة فشِل معظمها من خلال إعادة تأويل بعض الأحاديث للفرار من قيود القياس بعد توقف الاجتهاد طيلة قرون طويلة أورثتنا جمودًا فركودًا حتى انتهى بنا المطاف إلى أشباه الدعاة بما يمثلونه من وصمة عار في جبين المؤسسة الدينية بفرعيها الأزهر والأوقاف كالمدعوّ "محمد عبدالله نصر" الشهير بـ"ميزو" وما اعتراه من جنون بإعلانه الكاذب، كونه هو نفسه "المهدي المنتظر".
ردود فعل عنيفة تلت رسالته إلى العالم كله والتي طلب منهم اتباعه ومبايعته لكونه المخلِّص الذي بشَّر به خاتم الأنبياء (ص) في أحاديث تصل لحد التواتر، وكان أغلب ردود الفعل غاضبة، ليس لجنون ما يدَّعيه؛ لأن الناس لديهم ميزان يقيسون به الصدق من الكذب ويدركون أن هذا "الميزو" يحب لفت الانتباه والشهرة، وله تصريحات سابقة تطعن في ثوابت الدين وتثير البلبلة في نفوس الناس، لكن كان الغضب أنه يستغلُّ زيه الأزهري في النطق بما يندرج تحت طائلة "الكُفر" والخروج من الملة، أو يُوصل إليه بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة وتسهيل الحرام كتحليله الزنا، ما استوجب على الاوقاف اتخاذ إجراء ضده وربما فصله نهائيًّا لتنظيف يدها، ولكي لا يزيد بجهله تلطيخ جبين الأزهر بما يشينه ويقلل من مصداقيته ومكانته بجموع المسلمين.
الدرس الأشد فائدة في "هوجة" المهدي "الدجال" محمد عبدالله نصر، هو أننا وصلنا إلى هذا التردي والانحدار بسبب الإمعان عن قصد في تجاهل تلك الحاجة إلى إعادة تأويل النصوص المقدسة بشقيها الإلهي والنبوي، بما يناسب معطيات العصر ومقتضيات التطور الذي نعيشه، وليس المطلوب على الإطلاق استغلال تلك الحاجة بالحيد عن ثوابت الدين، بقدر ما نحتاج إلى استنارة في فهم واستيعاب النص ظاهريًّا وما تتضمنه ثناياه مرورًا بأسباب نزوله في وقته أو إقرار الرسول (ص) له وربطه بالواقع.
ورغم حذري الشديد طيلة 18 عامًا قضيتها في البحث في الشأن الإسلامي لكنني كنت أعتقد أن هناك قضايا جدلية من الخطورة بمكان عدم الخوض فيها إلا عند الضرورة القصوى؛ كى لا تزيدنا انقسامًا وترديًا، مثل قضية المهدي المنتظر وعقيدة الانتظار بكل أبعادها، سواء عند أهل السنة أو الشيعة، وما يتبعها من الحاجة لإقامة دول العدل وتأسيس وعودة الخلافة الإسلامية من جديد، لكن بالتأكيد ليست خلافة "داعش" التي انطلقت من فكر موازٍ لما يعتقد به العامة في قضية المهدي المنتظر، وغامَر به "ميزو" في دعوته الأخيرة.
منذ عام 2001 وعلى مدى يزيد على 5 سنوات تمكنتُ من إتمام دراسة علمية مقارنة حول فكرة "الإمام المهدي" ومدى رسوخها في عقلية أهل السنة أو الشيعة، ومقارنتها بظهورها في الديانات السماوية الأخرى مثل المسيحية واليهودية، بل تمكنت من رصد انتظار "المخلِّص" في فترات سابقة في التاريخ البشري والإنساني، وخرجت بنتائج هائلة من تلك الدراسة التي خصّصت فيها جزءًا ميدانيًّا لرصد آراء المسلمين السُّنة على وجه الخصوص في مسألة المهدي من خلال تطبيق استمارة بحث على عيِّنة متنوعة من المصريين فكانت الأرقام والمؤشرات تصل لدرجة التناقض والغرابة لكن تعكس بشكل واضح سطحية الفكر ورسوخ عقيدة "الانتظار" بيننا، ما عطّل عملية النهوض بالأمة بحجة أن المؤهل لقيادتها "مهدي آخر الزمان" لم يَظهر بعدُ.
قد تثير نتائج الدراسة استياء أهل السنة والشيعة على حد سواء، لا لشيء غيير أنها لم تفكر في إرضاء أي منهما على حساب الحقيقة التي كانت واضحة طيلة الوقت أثناء جمع المادة وتطبيق الفرضية التي قامت الدراسة عليها، وهي أننا ننتظر المهدي من 14 قرنًا ونرغب في مزيد من الانتظار، فماذا لو كان المهدي قد ظهر ونحن غافلون عنه، خاصة أنه لا يوجد أي نص ديني، سواء آية أو حديثًا يؤكد انتباه كل الناس له والاتفاق عليه، بل كانت الأحاديث تشير بوضوح إلى أن المهدي لن يعرف أنه هو نفسه "المختار" الذي يرسله رب السماء والأرض كبُشرى للضعفاء في آخر الزمان وفاءً بالوعد الإلهي أنه دائمًا ما ينصر المستضعفين إذا ما لجأوا إليه عز وجل ويقر عينهم ويمنحهم الأمن بعد الخوف، والغِنى بعد الفقر.
جاءت الدراسة بنتيجة شديدة الخطورة تحتاج لأن نأخذ نفسًا طويلًا قبل أن نعرفها وننتظر طويلًا مستغرقين في التفكير فيها قبل إصدار أي أحكام عليها رفضًا وقبولًا؛ لأنها ربما تكون الفرصة الأخيرة لجمع شتات الأمة وتوحيد صفوفها في مواجهة العدو المشترك الذي يكيد دومًا لنا وما أكثر حديثنا عن نظرية المؤامرة، فكشفت الدراسة عن شخص المهدي الذي ظهر في أواخر السبعينيات، وبالتحديد عام 1978- 1979 في بلد إسلامي وقاد تجربة نتعامل معها بحذر ونعادي سياستها، لكن بلا شك لفتت انتباه العالم أجمع من خلال شخصية أسطورية بمعنى الكلمة جسدتها شخصية الإمام "الخميني" قائد الثورة الإيرانية في إيران.
أشعر الآن أنني "ضربت كرسي في الكلوب" وأنتظر شهقة تعجُّب كبيرة وشتائم ولعنات، وربما تُهَم معلَّبة جاهزة لإرهابي للتراجع عن تلك النتيجة المهمة والخطيرة في تاريخ الأمة الإسلامية، لكن أعيدها بكل ثبات "المهدي" ظهر بالفعل في إيران الشيعية التي لا نرضى عن سياستها الخارجية على وجه الخصوص، لكن هذا ليس محور دراستي فلست متشيعًا ولا أنوي تغليب الشيعة على السنة، أو العكس، لكنها نتائج دراسة علمية موثقة بكثير من الأدلة وعلى وجه الخصوص شهادات اثنين من أعظم كتابنا ومؤرخينا السياسيين والإسلاميين، الراحل العظيم الأستاذ محمد حسنين هيكل، وفهمي هويدي، ولا تكاد ترن كلمات "الأستاذ" في أذني عندما قرأت لأول مرة وصفه لشخص الإمام الخميني في كتابه الرائع "مدافع آيات الله" أنك عندما تجلس أمامه فكأنك تجلس أمام شخصية كتلك التي نتصورها وقرأنا عنها في صدر الإسلام، ولا أظنه يقصد غير الصحابة والتابعين، وغير ذلك من الشهادات والأدلة الموثقة نقلًا وعقلًا، وأنتظر من جمهور القراء تناولها بالقراءة المتأنية ثم الحكم عليها بنفس المنطق الذي عالجتها به وهو "العقل".