تحول معظم الشباب لمحللين اقتصاديين وسياسيين ورياضيين، وأى شيء حسب ما تطلبه المرحلة، فالكل ينتقد، والكل يخالف، والكل ينظر للآخر ولا يلتفت إلى نفسه.
تمكين الشباب حلم يراود كل الشباب، لأن الطاقة فى الشباب والفكر الحديث للشباب، ومتابعة تطور العلم تحدث من الشباب، ولكن هل هذا الشباب مؤهل لإدارة الأزمات؟ فنحن فى زمن تغلب عليه الأزمات، ويتطلب ممن يدير أن يكون بعقلية شابة مطلعة على تطورات العصر، وبروح تغلب عليها حكمة كبار السن ذوى خبرات الحياة الطويلة، والخبرات الحياتية العميقة.
فكيف لنا أن نحقق تلك المعادلة، وأن نكون راضين عن نتائج خياراتنا، ونحن إما ناقدون وإما متعصبون، أو نملك من اللامبالاة والكسل ما يكفيان أن ندمر بهما أنفسنا. دخل طفل إلى محل الحلاقة، فهمس الحلاق فى أذن الزبون قائلا: «هذا أغبى طفل فى العالم وسأثبت لك ذلك»، فوضع الحلاق فى يده اليمنى دينارًا وفى اليسرى ربع دينار، وطلب من الطفل أن يأخذ أحدهما، فأخذ الطفل الـربع دينار وانصرف، فقال الحلاق للزبون: «إنه لا يتعلم أبدا.. فى كل مرة يفعل ذلك».
بعد أن خرج الزبون من مكان الحلاق، شاهد الطفل فى محل لـ«الآيس كريم» فاقترب منه ليسأله.. لماذا اخترت الربع دينار؟
فأجابه الطفل: إنه فى اليوم الذى أختار فيه الدينار تكون اللّعبة قد انتهت!!
من الكبار تعلمت الكثير، من الصغار تعلمت أكثر.
عليك أن تتعلم قواعد اللعبة، ثم بعدها عليك أن تلعب أفضل من الباقين،
لا بد أن نرى ممن نتعلم، وأن يحترم الكبير ما وصل إليه الصغير، وأن يحاول الصغير أن يأخذ من خبرات الكبير.
أنت الحل لكل ما تمر به أمتنا من أزمات، أنت من سيغير إذا تغيرت، أنت من سيعلم إذا تعلمت، أنت من سيوفر إذا رشدت فى استهلاكك، أنت من سيجنى إذا زرعت. لسنا كلنا مستشارين ولا مديرين.
أفيقوا يا من تدمرون أنفسكم بتقييمكم غير العادل لأنفسكم.
أفيقوا قبل فوات الأوان.
كان هناك شخص يركب منطادًا، وكان على ارتفاع بسيط من الأرض، وكان واضحًا أنه تائه وتتجاذبه الرياح يمينا ويسارًا، عندها رأى شخصًا يسير على الأرض ويبدو من مظهره أنه خبير بالمكان، فبادره بالسؤال: لو سمحت أين أنا بالضبط، نظر الرجل للأعلى وأخرج من جيبه بوصلة قياس، وجهازًا إلكترونيًا حديثًا، وأخذ يسجل عدة قياسات، ويسجلها على ورقة، وفى النهاية قال للرجل الذى فى المنطاد أنت على ارتفاع ٥٠ مترًا من الأرض، وفى خط طول ٢٠ شرقًا، وخط عرض ٣٥ شمالًا، وهنا رد عليه من بالمنطاد أنت بالتأكيد مستشار، قال الرجل بالفعل هذه مهنتى، ولكن كيف عرفت، قال الرجل لأنى سألتك عن مكانى، وفى أى منطقة أنا الآن، فقلت لى معلومات صحيحة ولكنها غير مفيدة، وهنا قال له المستشار، وأنت بالتأكيد مدير، فتعجب من بالمنطاد، وقال له وكيف عرفت، قال لا تعرف أين أنت، ولا أين تريد أن تذهب، وتلقى باللوم على الآخرين. المنطق سيأخذك من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»، الخيال سيذهب بك إلى أى مكان.
إذا لم تستطع شرحها ببساطة فأنت لا تفهمها بما يكفى.
لا يكفى أن تعرف ما تقول، يجب أن تقوله كما ينبغى.