دعوات التظاهر وثورة الجياع وأصوات ناقمة، وطاقة سلبية تجتاح مجتمعنا لأسباب قد تكون لها علاقة مباشرة بطبيعة المعيشة وصعوبة التعايش مع واقعنا، ولكنها بعيدة كل البعد عن الحلول.
الاعتراف بالمشكلة نصف الحل والنصف الآخر يأتى بعد دراسة حقيقية للواقع وإعطاء بدائل للوصول لنتائج تجعلنا أقوى بعد المرور بمأزق.
حلول سريعة تبث فى آذان كل الناس يسمعها العاقل والجاهل، وهنا يأتي مفهوم جاهل ضد مفهوم عاقل، لأنه ليست العلوم من تصنع العقلاء وعدم وجودها لا يصنع الجهلاء. هيا بنا إلى الفوضى وشعارات تملأ عقول الكثير يتأثرون بها ليس لقلة وطنيتهم ولكن لقلة وعيهم. فلقد مر علينا زمن طويل ندر فيه تثقيف جموع الشباب، وتركوا بلا حماية أمام ريح ملوثة بأفكار ومعتقدات تجعلهم دمى فى أيدى عدو تعلم كثيرا من صراعاته السابقة معنا، وتلون بلوننا وأصبح يتحدث لغتنا ولون بشرته من لوننا وله من الجنود المسيرين من نشأوا معنا ولم نعلمهم ونثقفهم، فأصبحوا منهم وليسوا منا. هو نفس العدو الذى يتحدث عن الطاقة الإيجابية وسر الكون، وأنه لو كنت تؤمن بفكرة ما وتعمل على إنجاحها، فستساعدك طاقات الكون كله الإيجابية، وستجد أن أحلامك تصبح حقائق وكذلك الإيمان بالفشل يسخر طاقة العالم السلبية كلها لتفشلك، ونحن نصفق لتلك الاكتشافات من العلم وننسى أن ديننا قالها منذ قرون تفاءلوا بالخير تجدوه، وهذا دليل على أنهم أصبحوا هم المثل الأعلى لكل الأجيال فى أوطاننا من الصغير حتى الكبير وأصبحنا منقادين بعد أن كنا نقود العالم بعلمنا وفكرنا. لقد سخرونا لطاقاتهم السلبية وأصبحنا نؤمن بالفشل ولا نحلم بالنجاح فأصبح الأسهل لنا الفوضى والاحتجاج ولا نفكر بالإنتاج والاعتماد على الذات.
اجتمعت الضفادع من كل بلدان العالم للتسابق للحصول على الشرف الكبير باختيارها أشجع الضفادع فى العالم، واشترك فى السباق أكثر من ٢٠٠٠ ضفدع من جميع الأنواع والأشكال والأعمار. بدأ السباق واتجهت جميع الضفادع مسرعة إلى البرج وبدأوا فى التسلق.
أثناء تسلق الضفادع كان جميع الحضور من البشر والضفادع غير المشتركة فى السباق تردد: «ستقع احذر يا مجنون ستسقط ستموت احذر» وغيرها من عبارات التخويف والتحذير. وهكذا توالى سقوط الضفادع واحدًا تلو الآخر. المحظوظ من الضفادع قد سقط من مسافة قريبة فلم يمت ولم يحدث له شىء أو أصيب إصابة خفيفة، ولكن بعض الضفادع قد سقط من مسافة عالية فمات على الفور. واستمر الجميع يردد هتافاته: «انتبه مات إلى الآن ١٠ ضفادع، احذر ستسقط ميتًا». ومع ترديد هذه الهتافات توالى سقوط جميع الضفادع كالمطر.
سقط جميع الضفادع ولم يبق إلا ضفدع وحيد واصل التسلق رغم استمرار الهتافات المحبطة والمحذرة. وهكذا استمر هذا الضفدع حتى وصل إلى قمة البرج وفاز فى السباق ونال شرف أشجع وأسرع ضفدع فى العالم.
وأراد الحضور جميعًا معرفة سر هذا الضفدع وسر شجاعته وجرأته فسأله أحدهم: «أخبرنا ما السر فى نجاحك ؟» ولكن الضفدع لم يجب، فاستمروا فى سؤاله: «كيف نجحت فى التسلق دون أن تسقط؟ ما سر هذا النجاح وهذه الشجاعة؟» ولكن الضفدع استمر فى الصمت ولم يجب! كرروا السؤال مرة واثنتين وثلاثًا واستمر سكوت الضفدع. وكان صمته هو الإجابة.. هو خير إجابة.
فقد كان هذا الضفدع أصم لا يسمع ولهذا لم يتأثر بعبارات الإحباط والتحذير المخيفة وواصل إلى القمة وكان هذا هو سر نجاحه فى السباق.