الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

الناشطة الإثيوبية شاكيرا آدم: لا دخل لمصر بثورة الأوروميين

 الناشطة الاجتماعية
الناشطة الاجتماعية الإثيوبية شاكيرا آدم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت الناشطة الاجتماعية الإثيوبية شاكيرا آدم، أن أبناء القومية الأورومية التي تعيش في إثيوبيا والموجودين في مصر هم “لاجئون” اضطروا لمغادرة بلدهم، وليسوا ممثلين لحركات سياسية، أو ممارسين لنشاط سياسي على أرض مصر”.
وأوضحت أن “الفيديو” الذي تم الاستناد إليه زورا بوصفه دليلا مزعوما على دعم مصر لجبهة تحرير أورومو هو عبارة عن لقطة قديمة منتزعة من احتجاجات، يعود تاريخها إلى العام الماضي.
وقالت شاكير آدم التي كانت تتحدث في ندوة نظمتها مؤسسة ”ساوث ميديا حول واقع الأورومو التاريخي والثقافي والاجتماعي”، وإدارة الكاتب الصحفي خالد محمود: إن “الأورومو تربطهم وشائج خاصة بمصر، تعززت بشكل قوي في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذي أنشأ إذاعة خاصة بهم باللغة الأورومية، لكن – أي هذه العلاقة الخاصة مع مصر- تستند تاريخيا إلى علاقة نوعية مع النوبيين المصريين لكون الأورومو الكتلة الرئيسية في الجماعة الكوشية الحامية التي ينتمي إليها النوبيون، وتجمعهم مع حضارة النوبة هم والصومال وعفار لغة متشابهة وتاريخ متداخل، هذا علاوة على ما يجمعهم من روابط الدين واللغة والثقافة مع عموم مصر”.
وقالت شاكيرا آدم: إن ” اوروميا التي تشغل إقليما ضمن وحدة فيدرالية داخل إثيوبيا، تشغل مساحة قدرها 600 ألف كم مربع، أي أكبر من مساحة كل من فرنسا أو إيطاليا منفردتين، ويسكنها نحو 40 مليون نسمة، يمثلون الكتلة القومية الأكبر في الاتحاد الفيدرالي الإثيوبي“.
وأوضحت شاكيرا آدم أن ” اوروميا قدمت للعالم عبر نظام “الجادا” نموذجا مبكرا مختلفا للديمقراطية المباشرة وقبل الحداثة، حيث يتم انتخاب القائد السياسي لعدد من السنوات تحت شجرة معينة، هذا علاوة على احتواء النظام (أي الجادا) على تفاصيل أخرى متقدمة”.
وتطرقت شاكير آدم إلى طبيعة الحالة الدينية في أوروميا فقالت: أن “الأوروميين كانوا قبل مقدم الديانات السماوية اليهم، يعبدون إلها غير مجسد يسمى “وقفا”، ثم تحولت أعداد منهم إلى المسيحية، ثم تحولت أعداد أخرى إلى الإسلام، ويمكن القول اليوم إن 70% من الأوروميين مسلمين و20% مسيحيين، والـ10% الباقية لازالوا على دياناتهم القديمة ومنها الـ“وقفا””.
واستطردت شاكيرا “أن نظام الزواج الذي يتبعه الأورومو لا مثيل له في العالم، وله صيغ مختلفة، منها البدل أي عروس مقابل عروس، والاختطاف وهو أن يقوم أورومي باختطاف من يحب فيزوجونها له، ومنها أن تضع فتاة علامة على منزل من تحبه فتصبح وكأنها خطبته”، و“لكن مع كل هذا، فالمجتمع الأورومي محافظ، كما أن المجتمع الاثيوبي نفسه محافظ”.
وحول عيد “الايريشا “الأورومي وسبب تحوله مؤخرا إلى اشتباكات سقط فيها 500 أورومي قتيلا على يد قوات الأمن الإثيوبية، قالت آدم: “الايريشا عيد ومناسبة دينية وقومية واجتماعية، وقد عاد من الخارج للاحتفال بها 4 ملايين أورومي دفعة واحدة مما دفع السلطات للتخوف اعتقادا منها أن الأمور ستدخل في احتجاجات ثم اشتباكات لاتستطيع صده فتصادمت معها وسقط على الأقل 500 قتيل أورمي دون ذنب”.
وردا على سؤال للمنصة عن أسباب رفض الأورومو لمشروع توسيع العاصمة ألاثيوبية أديس ابابا، حيث من حق الدولة إنشاء المشروعات القومية التي تعود بالنفع على كل رعاياها، قالت شاكيرا ادم: إأن سبب الرفض يعود إلى أن معظم الاراضي التي تشملها خطة توسيع اديس ابابا اوما تسميه إثيوبيا بالـ“ماستر بلان” يمتلكها مزارعون أوروميون، وأن نزع الأراضي يتم بطريقة قسرية ودون تعويض عادل. كما أن الفلاحين الأوروميين لا يعرفون إلى اين يذهبون إذا اخذت أراضيهم”.
وردا لسؤال لرئيس تحرير صحيفة “الاقتصادية” السابق، الباحث في مؤسسة “ساوث ميديا” الصحفي هاني زايد عن المسافة بين الأورومو كشعب و“جبهة تحرير اورومو” كجهة سياسية، قال توفيق سلو: إن الأورومو بأعداده التي تتجاوز ال40 مليون شعب له تاريخه وثقافاته وواقعه الاجتماعي المعقد، أما جبهة تحرير أورومو فهي تعبير سياسي نشأ مجسدا لطموحات معينة، وحتى لو عبرت عن كتل واسعة لكن لا تطابق بينهما”.
وردا على سؤال للكاتب الصحفي والروائي والمترجم أيمن شرف عماذا كان هناك تعارض بين مواجهات الأورومو وخطط التنمية التي يسعى لتنفيذها النظام الاثيوبي قالت شاكيرا “بالتأكيد، أي احتجاجات واحتمالات عنف سيكون تاثيره بالسلب على مساعي التنمية، لكن الشعب الأورومي له قضية وعنده مظالم لايتلفت اليها أحد”.
وعن حدود تطابق الجغرافيا مع الديموغرافيا في أوروميا ونظرة الأورميين للقوميات الاخرى، أوضحت شاكيرا آدم أن اوروميا تحتل الثروات الطبيعية لإثيوبيا، فهي على سبيل المثال تمتلك 40%من البن العالمي، أما واقع العلاقات بين الأورومو والقوميات الأخرى كالأمهرة والتغراي فيمكن وصفها بالتعايش”.
وردا على سؤال للصحفي محمد رفعت، رئيس قسم المحافظات بـ“البوابة نيوز” حول التعبيرات السياسية المختلفة للأورومو، قال توفيق: إن ”هناك تشكيلان رئيسيان في اوروميا، أولهما جبهة تحرير اورومو التي تشكلت ضمن حالة وطنية تاريخية، وحزب أوبيديا الاورومي، المشارك في السلطة والمدعوم من أديس أبابا، والذي يستهدف من وجهة نظر قطاع واسع امتصاص غضب الشارع الأورومي”.
وردا على سؤال من الصحفي خالد عبد الرسول بجريدة “الوطن ” عما إذا كان الأورومو يشاركون حاليا في السلطة، فقالت شاكيرا آدم: من الناحية النظرية نعم لكن هذا ليس الحاصل واقعيا، فإثيوبيا دولة فيدرالية، ودستورها يسمح حتى بالانفصال إذا لم تقبل القومية المشاركة الصيغة الموجودة، لكن هذا ليس ما حدث مع اريتريا مثلا، إذ تم الانفصال بينهم بعد حرب”.
وردا على سؤال للمنصة حول ما يتردد عن مطالبة الأوروميين بالانفصال، نفت شاكيرا آدم هذا بشدة، وقالت سأرد على السؤال بآخر: من قال إننا دعاة انفصال؟ نحن نطالب بتغيير نظام وتغيير سياسات وإزالة مظالم، وهذا كل شيء“.