السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إلهي تتوكسوا يا أدعياء الفهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أدري ما سر تلك الهجمة الشرسة ضد مصر على إثر التصويت لصالح القرارين الفرنسي والروسي في مجلس الأمن بشأن سوريا .. حيث قامت الدنيا ولم تقعد وانتقلت هواية "التحفيل" لتشويه صورة الموقف المصري وإظهارها في صورة المؤيدة للحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس في ربوع سوريا وحولتها إلى أرض الجحيم .
فخرجت علينا "أقلام عقيمة" ، ما أنزل الله بها من سلطان ، لتكيل الاتهامات لمصر وتصف موقفها بالمتناقض بل المؤلم .. وتولى بعض أدعياء الفهم مأمورية إقناع ضعاف الذاكرة بأن مصر تستبيح الدماء السورية وتؤيد المجازر الروسية والجيش النظامي التابع لبشار الأسد عنداً ونكاية في دولة هنا أو هناك .. فيما عجزت قواهم العقلية عن استيعاب وإدراك أن مصر تؤيد أي قرار ، بغض النظر عن من الذي قدمه ، بهدف وقف نزيف دماء الشعب السوري الذي بات يدفع ثمن العنصرية الدولية وتصفية الحسابات والتمهيد للإجهاز على المنطقة العربية .
وليقل لنا هؤلاء "المناضلين الشرفاء" ، الذين يتخذون من الغرف المكيفة وساحات "فيس بوك وتويتر" منصات للتهكم والسخرية ، ماذا فعلوا من أجل وقف القتال ليس في سوريا فحسب بل اليمن والعراق وليبيا سوى شخصنة الصراع والانطلاق من مواقف برجماتية بحتة .
فمن العجب العجاب أن يلوم هؤلاء القاصرون ذهنيا وسياسيا وعسكريا مصر على موقفها الباحث عن أي حل للأزمة السورية وهم يسبحون في أحواض الساونا والجاكوزي .. فنفسي ومنى عيني "يرونا ماذا يفعلون" ولو مرة واحدة تظهر لهم بركة أو كرامة كدة أو يتوكسوا ويتلهوا وينقطونا بسكاتهم .
وممكن بالأصالة عن نفسي ، وبالنيابة عن مصر ، أتعهد لهؤلاء المتعجبين والمتخرصين والمتنطعين والضاحكين من الموقف المصري اننا المرة الجاية "هنحط لساننا جوة بؤنا" علشان "ما نعرقلش جهودهم الحثيثة المضنية" في فض هذه الحروب الضارية ونشوف هيوصلونا لحد فين .. وعلى رأي المثل "خليك ورا الهجاص لحد ما يكسر البلاص" ..
لكن وبكل أسف هذا لن يتحقق أبدا .. لأن التاريخ والجغرافيا والإحصاء يعرفون جيداً من هي مصر .. مصر التي تقدم أرواح أبنائها فداءً للأمة العربية .. مصر التي تفتح أحضانها أمام ملايين اللاجئين العراقيين والليبيين والسوريين واليمنيين والسودانيين والفلسطينيين ويعاملون كأنهم في أوطانهم تماماً ويقتسمون لقمة العيش مع أبناء هذا الشعب الصامد القادر على تخطي أي عقبات وامتصاص أي صدمات .. وليخبرنا هؤلاء "الموكوسين" ماذا فعلوا من أجل الأمة العربية سوى التنزه على شواطئ الكاريبي أو التسوق من الشانزليزيه .. وخلونا ساكتين أحسن .