انطلاقة جديدة في العلاقات بين مصر والسودان، تعكسها اجتماعات اللجنة المصرية السودانية المشتركة والتي توجت بلقاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والسوداني عمر البشير، فبرغم قوة العلاقات التاريخية بين البلدين إلا أن ناتج هذه العلاقة ليس في ذات المستوى فاللجنة المصرية السودانية لم تنعقد منذ 5 سنوات ويعد انعقادها هذا العام بالقاهرة بمشاركة الرئيسين المصري والسوداني الذي سيتم تكريمه في اطار احتفالات مصر بنصر اكتوبر المجيد بمثابة انطلاقة جديدة في العلاقة بين القاهرة والخرطوم .
وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم نظيره السوداني عمر البشير إلى إطلاق استراتيجية شاملة بين البلدين لتحقيق التقديم والتنمية في شتى المجالات.
وأكد السيسي، أهمية بدل كل الجهود الممكنة لإزالة العوائق والصعوبات "التي تحول دون الانسياب الكلي لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما في إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة.".
واكد الرئيس المصري على أن التغيرات والتحديات التي تشهدها المنطقة حاليا "تدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود.. لا غنى عن التعاون المخلص بين المؤسسات ومكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة.
يقول الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلاقات الدولية بمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية جامعة القاهرة: إن مصر تدق أبواب السودان بقوة وأوضح شبانة في تصريح خاص لبوابة العرب اليوم الأربعاء، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة اليوم، يعد بمثابة انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين والتي تتميز بخصوصية شدين فنحن والسودان شعب واحد داخل دولتين، وأكد شبانة حرص القاهرة الدائم على توثيق علاقاتها بالشعب السوداني الشقيق، وتنمية كافة أطر التعاون التي تنمي العلاقة بين البلدين وأن تنسيق دائم بين القاهرة والخرطوم تجاه مختلف القضايا الإقليمية .
وذكر شبانة أن اجتماعات اللجنة المصرية السودانية هذا العام ذات خصوصية كبيرة حيث ستتوج بقمة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعمر البشير؛ لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وكيفية دفعها إلى الأمام في المجالات المختلفة . وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أن الرئيسين يبحثان عددا من المحاور، الأول يتعلق بسد النهضة لا سيما أن اللقاء يأتي قبيل انعقاد قمة ثلاثية تضم البلدين وإثيوبيا، أما المحور الثاني فيتعلق بتنمية العلاقات الاقتصادية خاصة بعد افتتاح طريق توشكا – اركيم كما التعاون الأمني بين البلدين بالإضافة إلى بحث سبل تسوية أزمة جنوب السودان والأزمة الليبية سياسا .
وأبدى مساعد وزير الخارجية المصري وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية السفير رخا أحمد حسن أمنيته ان تجد كل الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في إطار اجتماعات اللجنة المصرية السودانية المشتركة طريقها إلى التنفيذ . وقال رخا في تصريح خاص للبوابة: إن زيارة البشير للقاهرة هي بداية جديدة في العلاقات بين البلدين وأوضح بدأنا مع السودان 20 بداية جديدة منها ثلاثة في عهد الرئيس البشير ونتمنى أن تكون الثالثة نافدة . وتابع رخا كل الاتفاقات الموقعة لو تحولت إلى برامج تنفيذية في الزراعة و الثروة الحيوانية و التعدين والتبادل التجاري فسيكون هذا جيد فنحن بحاجه الى قامة مشروعات مشتركة عملاقة بين البلدين تستوعب العمالة في البلدين .
وأكد رخا على ضرورة تفعيل التعاون الأمني بين البلدين حتى يتم تفعيل البند الرابع الخاص باتفاقية الحريات الأربع بين البلدين والنعلق بحرية انتقال البشر لا سيما في ظل عبور العناصر الجهادية والمتشددة بين البلدين لا سيما وأن هناك حدودا مشتركة بين مصر والسودان وليبيا .
وأكد رخا أهمية إقامة سكة حديد بين مصر و السودان يربط القاهرة بالخرطوم، وأشار رخا إلى وجود خط سكة حديد يربط بين البلدين منذ العهد الاستعماري لكن الإنجليز تعمداو أن يكون شريط القطار داخل الأراضي السودانية أضيق منه في مصر حتى لا يحدث تواصل بين البلدين.
