السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أرجوك اعطني هذا الدواء.. 15 ألف مريض يبحثون عن دواء "الهيموفيليا.. يوقف نزيف الدم.. وصيادلة: مختفي منذ شهر.. وخبراء: مقصودة لصالح شركات عالمية لتحريك الأسعار.. والصحة: جار السيطرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجأة اختفى دواء "الهيموفيليا"، وفجأة تعالى صراخ المرضى، حتى أن البعض ناشد الرئاسة بالتدخل لإنقاذ الموقف ووقف الوجع، في حين الصمت سيد الموقف، وكالعادة من وزارة الصحة التي تكتفي في الأزمات بالتصريحات المسكنة والمطمئنة مع تبريرات وتأكيدات أن الوضع جار السيطرة عليه، لكن هل جار السيطرة كما تزعم الصحة ؟، ونشك! 
ومرض نزف الدم، أو ما يعرف بالهيموفيليا هو عبارة عن مرض وراثي يسبب خلل في المادة التي تسبب (تجلط) الدم عند حدوث نزيف، فإذا تعرض المصاب بهذا المرض لأى إصابة أو جرح بسيط؛ يحدث نزيف مستمر تحت الجلد أو في المفاصل أو تحت العضلات لا يمكن إيقافه في بعض الأحيان إلا بإعطاء المصاب حقنة تعمل على تجلط الدم، ده تعريف بسيط ومختصر للمرض اللعين، بحسب كلام الدكتور وجيه الأنصاري أستاذ أمراض الدم، وقال رغم بساطته لكن خطورته عالية واختفاء دوائه من الكوارث، وأضاف أن مرض الهيموفيليا عرف منذ عام 1803 عن طريق الطبيب حون كنارد أوتو، عن ميل إلى لنزيف في عائلات معينة، تم تسمية المرض قديمًا باسم المرض الملكي لأنه كان سائدًا عند الأسرة الحاكمة الملكة فكتوريا نقلت المرض إلى ابنها من ابنها إلى بناته، وأيضًا انتشر المرض في الأسر الحاكمة في كل من روسيا القيصرية وإسبانيا وألمانيا. 
المشكلة أن دواء الهيموفيليا ليس فقط الدواء المختفي في الصيدليات بل هناك أكثر من 60 صنف دوائي آخر بلغوا فرارا واختفاءً، أغلبهم أدوية لمرضى القلب والضغط والكبد والسكر والعيون والصرع والذبحة الصدرية. 

مصادر صحية أكدت وجود هذا النقص الشديد في أدوية الصيدليات خاصة أدوية الجالات الحرجة منها، وقالت: إن نقابة الصيادلة وقعت مذكرة تفاهم مشترك بين النقابة العامة وإدارة النواقص بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة لمواجهة مشاكل النواقص بالأسواق.
وأضافت أن الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، قامت بإنشاء إدارة خاصة لنواقص الأدوية وطلبت مشاركة النقابة لضبط إيقاع سوق الأدوية، وذلك بعد ارتفاع النواقص في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ.
وأوضحت، أن النقابة شكلت لجنة لرفع واقع النواقص بالأسواق، بتحديد الأدوية الناقصة في مختلف المحافظات، على أن تقدم مذكرة شهرية بحجم وأعداد النواقص في الصيدليات لمعرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة، وتحديد ما إذا كان هناك أزمة حقيقية أم مفتعلة تمهيدًا لوضع الحلول المناسبة لها، مشيرًة إلى أن إدارة النواقص ستقوم بدورها في مخاطبة الشركات لمعرفة الأسباب الحقيقية لنقص الأدوية وبحث الأسباب.
وأرجع الدكتور أحمد حسين، صيدلي أسباب نقص الأدوية، إلى وجود شركات متعثرة ماليًا في قطاع الأعمال ولا تستطيع إنتاج الأدوية المكلفة بإنتاجها بالإضافة لوجود مشاكل أخرى كإضراب العمال حيث لا تستطيع تغطية السوق، كما أن هناك احتكارًا لنواقص الأدوية من قبل المخازن والتي ستقوم النقابة بتحديد حصتها من الأدوية، إضافة إلى قيام بعض الشركات بتصدير منتجاتها للخارج.

فيما قالت الدكتورة إلهام بهاء "صيدلانية": إن الأزمة مبالغ فيها وتقف وراءها الشركات متعددة الجنسيات كنوع من الضغط لرفع أسعار الدواء خاصة بعد توجه الوزارة في دعم صناعة الدواء الوطنية من خلال قرارات وزارة الصحة وشئون الصيادلة بأن الوزارة قررت التوجه إلى الاعتماد على المنتجات الدوائية المصرية.
فيما استنكر د. مجدي بشاي مدير صيدلية الإسعاف، اختفاء الأدوية الرئيسية لافتا إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة يعجزون عن توفير العلاج لأنفسهم بينما وزارة الصحة مشغولة بتخفيض أسعار الفياجرا لتصبح في متناول الجميع، مشيرا أن النقص المستمر في الأدوية أصبح مسلسلا لا نهاية له مما يشكل خطرا على حياة المريض المصري، ويضيف أن من الأدوية "الحيوية" غير المتوافرة "البروتامين" لجراحة القلب و"الكلكيسان" لمرضي السيولة ونقصان وهذا الدواء يمثل كارثة للمريض لعدم وجود بديله، وأيضا "مينوفيلين" موسع الشعب الهوائية وبديلة "ايتافيلين" والألبان المدعمة والأنسولين المدعم والأسبوسيد أطفال وكل ما يخص العين من مضادات حيوية "والتيراميسين" وعقار "داينترا" لأزمات الذبحة الصدرية وليس له بديل وعقار "لانوكسين" لعلاج ضعف القلب للأطفال وهذا الدواء مستورد وبديله ليس بكفاءة المادة الفعالة له.