السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

العالم الإسلامي على أعتاب عام هجري جديد.. التسمية نسبة إلى هجرة الرسول الكريم من مكة للمدينة.. التقويم يستند على السنة القمرية من 354 يومًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات معدودة تفصلنا عن استقبال عام هجري جديد، والذي ترجع تسميته نسبة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة التي مثلت حدثًا هامًّا ومرحلة أساسية في الدعوة الإسلامية، ويستند التقويم الهجري على السنة القمرية حيث يتكون من 12 شهرا من 29 أو 30 يوما لتشكيل سنة هجرية من 354 أو 355 يوما.
بداية الهجرة
عندما ضاقت مكة بأفضل أهلها وخيرهم عند الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، جعل الله للمسلمين فرجًا ومخرجًا، فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة حيث النصرة، وقبول الحق، وجعل أبو بكر يستأذنه في الهجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يمهله ويقول له: "لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبًا". 
حتى نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته بمكة وأن يخرج منها مهاجرًا.
وأمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف مجموعة من شباب قريش في الليل، ينتظرون حتى يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، فينقضوا عليه، ويقتلوه، وكان هؤلاء الكفار يتطلعون بين الحين والحين إلى فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطمئنوا على وجوده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنوم في فراشه، وطمأنه بأن المشركين لن يؤذوه بإذن الله.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وفتيان قريش وفرسانها محيطون ببيته ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وحمل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كل ماله، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب صغير في نهاية المنزل حتى لا يراهما أحد.
وانطلقا حتى وصلا الغار، وهناك وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل ليطمئن على خلوِّ الغار من الحيَّات والعقارب، ثم سدَّ ما فيه من فتحات حتى لا يخرج منها شيء، وبعد ذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما كفار مكة فإنهم حيارى، يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ويضربون كفًّا بكف من الحيرة والعجب، فالصحراء على اتساعها مكشوفة أمامهم، ولكن لا أثر فيها لأحد ولا خيال لإنسان، فتتبعوا آثار الأقدام، فقادتهم إلى غار ثور، فوقفوا أمام الغار، وليس بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه سوى أمتار قليلة، حتى إن أبا بكر رأى أرجلهم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟".
ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاثة أيام، وكان عبدالله بن أبي بكر يذهب إليهما بأخبار الكفار ليلا، وأخته أسماء تحمل لهما الطعام، انطلق سراقة بن مالك بفرسه وسلاحه في الصحراء طمعًا في الجائزة التي قرر الكفار إعطاءها لمن يجد الرسول وصاحبه، فغاصت أقدام فرسه في الرمال مرتين حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل سراقة مسرعًا عن الفرس، حتى نزعت أقدامها من الرمال، فأيقن سراقة أن الله تعالى يحرس رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يستطيع إنسان مهما فعل أن ينال منه.
علم أهل المدينة بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، فكانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح إلى مشارف المدينة، وعيونهم تتطلع إلى الطريق، وتشتاق لمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا إذا اشتد حر الظهيرة.
كيفية تحديد الشهر
يعتمد التقويم الهجري على مبدأ مراقبة الهلال كما هو الحال بالنسبة لشهر رمضان، فهذا ما نص عليه القرآن والسنة، لذا تعتبر رؤية الهلال من شعائر الإسلام وإلى يومنا هذا قليلة هي الدول التي تعتمد الحساب الفلكي.
تتم إذن مراقبة مولد هلال جديد مع اقتراب غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من كل شهر، فإذا تبين الهلال الجديد، فاليوم التالي هو بداية الشهر الموالي وإلا فإن الشهر سيكون ذا 30 يوما، ولن يحل الشهر الموالي إلا بعد يومين.
أشهر التقويم الهجري
يتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا؛ أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريبًا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يومًا (لأن دروة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم)، وبما أن هناك فارقا 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
اجتماع العرب لتوحيد الأشهر
في سنة 412م وقبل البعثة النبوية بـ 150 سنة وبمكة المكرمة اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة جد النبي محمد الخامس، لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تسمي الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء الحالية. 
الأشهر في التقويم الهجري
1. محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم؛ لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2. صفر: سمي صفرًا لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الآخر: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة النطق.
6. جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7. رجب: وهو من الأشهر الحرم، سمي رجبًا لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أي توقف عن القتال، ويقال رجب الشيءَ أي هابه وعظمه.
8. شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء، وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفرق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب.
9. رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين، سُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر. ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10. شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أي نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11. ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12. ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.
ويتمتع كل شهر من تلك الأشهر بقدسية وخصائص معينة كما أن لبعضها قدسية خاصة مثل شهر محرم لكونه بداية العام الهجري، ورمضان شهر الصيام وذو الحجة شهر الحج وزيارة بيت الله الحرام.