السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكراه.. إدوارد سعيد والرقص الشرقي

المفكر الفلسطيني
المفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الأوساط الثقافية العربية بالذكرى الــ13 لرحيل المفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد، والذي تتجدد ذكراه في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، وذكر إدوارد سعيد دائمًا يرتبط في أذهان البعض بموضوعات جريئة ومثيرة للجدل، فبخلاف قضايا الاستشراق والنزاع العربي الإسرائيلي، فله عدة مقالات أخرى في مواضيع شائكة، يذكر منها مبادرته للدفاع عن الرقص الشرقي وبالتحديد رقص تحية كاريوكا.
حيث كتب عن كاريوكا مقالا ضمن سلسلة مقالات في كتابة تأملات في المنفى قال فيه: إن تحية كاريوكا تنتمي إلى عالم النساء التقدميات اللواتي يحاذين ويتجاوزن الأسوار الاجتماعية ظلت حيث أنها مرتبطة على نحو عضوي بمجتمع بلادها وهي مثل أم كلثوم تحتل موقع الرمز المرموق في الثقافة الوطنية.
بهذا المقال أعطى سعيد للرقص الشرقي في مصر سلطة لم تكن موجودة من قبل، أصبح فنًا حقيقيا، وأصبحت كاريوكا الراقصة اليسارية المناضلة والمثقفة حيث ابتكرت أساليب عجيبة في رقصها فكانت راقصة المتر الواحد؛ بمعنى أنها لديها المقدرة في الرقص في مساحة متر في متر لتعيد بذلك إلى الذهن تلك الهارمونية الشرقية التي تعتمد على التطور الرأسي للحن من خلال فرد مساحات للجملة اللحنية، لا التطوير الأفقي عبر امتداد الجملة وتفكيكها وإعادة تركيبها مثل الموسيقا الكلاسيكية الأوروبية. فمقابل تفاريد صوت المطرب وتكراره لنفس الجملة المغناة عبر التلوين المقامي تؤدي تحية بجسدها في مساحة ضيقة لتكتشف جمال الجملة الموسيقية عبر تفاريد الخصر، مما يجعلها هادئة دون تشنج "الغوازي" أو الهواة.
يمضى إدوارد سعيد في مقاله قائلًا: "إن تحية كاريوكا ترى ـ وهى على صواب فيما أظن ـ أنها جزء من نهضة ثقافية أساسية، وحركة إحياء وطنى في الفنون ارتكزت على حركة سعد زغلول الليبرالية المستقلة، وعلى ثورة 1919" ويعتبر إدوارد سعيد أن تحية "أروع راقصة شرقية على الإطلاق"، وأنها "تجسيد لنوع من الإثارة بالغ الخصوصية"، ما جعلها أنعم الراقصات وأبعدهن عن التصريح، كما جعلها في الأفلام المصرية نموذجًا واضحًا أشد الوضوح للمرأة الفاتنة المغوية التي يفتك سحرها بالناس.
وينهى إدوارد سعيد كلامه عن تحية كاريوكا فيقول: "كانت تحية شعارًا لكل ما هو غير خاضع للانضباط والإدارة، في ثقافتها، ولهذا كان دور الفنانة هو الأمثل لتلك الطاقات".