السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

الجنرال محمود الجوهري.. أسطورة لا تموت

محمود الجوهري
محمود الجوهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هو أول من فاز بكأس الأمم الأفريقية لاعبًا ومدربًا، وقاد منتخب مصر إلى كأس العالم، كما كان أول من قاد النادي الأهلي للفوز بدوري أبطال أفريقيا عام 1982، وأول من قاد قطبي الكرة المصرية مدربًا ونجح في الفوز على كليهما من مقعد الفريق الآخر.

«رحل الجنرال»

محمود الجوهري أو كما يلقب بـ«الجنرال»، الذي تحل اليوم الذكري الرابعة على رحيله، فقد رحل عن عالمنا في الثالث من سبتمبر عام 2012 في العاصمة الأردنية عمان، وكان وقتها مستشارا فنيا للاتحاد الأردني لكرة القدم.

«حبيبي دائمًا»

«الجوهري» جمع 3 بطولات دوري للأهلي ولقبي كأس مصر إلى جانب دوري أبطال أفريقيا، ثم قاد ثورة داخل الزمالك وتوج بعدها بالسوبر الأفريقية عام 1994.

«المفكر»

«الجنرال» كان أول من طبق طريقة لعب 5-4-1 في كأس العالم 90 والتي اتبعها كل المدربين المصرين بعد ذلك، وأول من استخدم طريقة 4-4-2 من المدربين المصرين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002.

فكر الرجل لم يتوقف طوال مسيرته فأسس نظام الاحتراف في مصر عام 1990 وشجع اللاعبين على خوض التجربة ولعل أبرزهم هاني رمزي وأحمد حسن، وكان يري أن الاحتراف يدفع اللاعب لبذل قصاري جهده لينتقل لنادي أفضل.

«نبذة»

ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938، وهو أحد أكبر المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية.

الجوهري كان ضابطًا في الجيش برتبة مقدم وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، وهو متزوج، وله بنتين وولد واحد اسمه أحمد لم يكمل مشواره في كرة القدم بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس ولكنه اعتزل وتفرغ لعمله الخاص.

«المسيرة»

مسيرته كلاعب كانت قصيرة مع الأهلي بين 1955 و1964 انتهت بعد سلسلة من الإصابات المتلاحقة في الركبة، وكان الجوهري هدافًا للنسخة الأولى لكأس الأمم الأفريقية 1959 برصيد ثلاثة أهداف عندما أحرزت مصر اللقب، كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية 1960 بالعاصمة الإيطالية روما

مشواره التدريبي 

بدأ الجوهري مع فرق الناشئين بالنادي الأهلي ثم عمل كمدرب مساعد في النادي الذي تربى فيه خلال سبعينيات القرن الماضي مع معلمه عبده صالح الوحش، قبل أن يعود لقيادة فريق تحت 21 عامًا، وسافر بعدها الجوهري إلى جدة في 1977 ليعمل كمدرب مساعد في الاتحاد قبل أن يعود للقاهرة لقيادة نادي طفولته الأهلي في منتصف عام 1982. 

عاد الجوهري لتدريب الأهلي لفترة ثانية في يونيو 1985، عقب مسيرة قصيرة مع الشارقة الإماراتي، وقاد الفريق الأحمر للفوز بكأس أفريقيا للأندية أبطال الكأس، لكن أزمة شهيرة مع إدارة النادي قبل انطلاق موسم 1985-1986 ألقت بظلالها على علاقته بالنادي ليرحل لتدريب الأهلي السعودي. 

تولى تدريب المنتخب الوطني للمرة الأولى عام 1988 وقاد الفراعنة للتأهل لنهائيات كأس العالم 1990 للمرة الأولى بعد 56 عامًا ولكن الهزيمة الثقيلة في مباراة ودية أمام اليونان في أكتوبر أدت إلى إقالته. 

عاد بعد أقل من عام في سبتمبر 1991 لتدريب منتخب مصر للمرة الثانية بعد ضغوط إعلامية وجماهيرية وقاد "الفراعنة" لإحراز كأس العرب في 1992 وهو ما عوّض الخروج المخيب للفراعنة من الدور الأول في كأس الأمم الأفريقية في نفس العام، لكنه استقال في يوليو 1993 بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 1994. 

عُيّنَ الجوهري مدربًا لمصر في مارس 1997 «كلاكيت ثالث مرة» عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998 لكنه لم ينجح في إعادة الفراعنة لطريق المنافسة، وأنهت هزيمة شهيرة أمام ليبيريا آمال مصر في التأهل، قبل أن يعوّض الإخفاق بإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية 1998 لأول مرة بعد 12 عامًا ليصبح أول مَن يفوز باللقب القاري كلاعب ومدرب

استقال الجوهري من تدريب مصر عقب الخسارة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات في يوليو 1999 لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الأفريقية تحت قيادة المدرب الفرنسي جيرار جيلي. 

فشل الجوهري، في قيادة مصر مرة أخرى لكأس العالم 2002، وكتب الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الأفريقية، في ذلك العام، فصل النهاية في مشواره الطويل مع الفراعنة.

انتقل الجوهري، بعد ذلك إلى الأردن، ليقوده لدور الثمانية في كأس آسيا 2004 في ظهوره الأول على الإطلاق بالبطولة القارية، واستمر الجوهري مع الأردن حتى 2007، وعاد إلى مصر ليعمل لفترة قصيرة مستشارًا للاتحاد المصري لكرة القدم، لكنه ترك منصبه سريعًا، عقب خلافات مع أعضاء مجلس الإدارة، ثم عمل منذ 2009 حتى وفاته مستشارًا للاتحاد الأردني لكرة القدم.

وقد أطلقت عليه وسائل إعلام ومشجعون لقب «التتش الصغير»، في إشارة إلى مختار التتش، الأب الروحي لنادي طفولته الأهلي، والذي كان لاعبًا بارزًا في النصف الأول من القرن الماضي.

كان الجوهري، قد حصل بعد تحوله للتدريب على لقب الجنرال، وذلك بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل في القوات المسلحة حتى ترك الخدمة في 1976 وهو يحمل رتبة عميد.

وبعد مرور أربع سنوات على رحيل الجنرال محمود الجوهري، لم تقم الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة بالتكريم اللائق لرمز من رموز كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية على عكس ما فعلته المملكة الأردنية الهاشمية، التي قامت بتكريم الجنرال على أكمل وجه، تقديرًا لدوره البارز في تطوير الكرة الأردنية، ووضع المنتخب الأردني في مصاف الدول الكبرى بقارة آسيا.

سيظل اسم الجنرال محمود الجوهري محفورًا في ذاكرة كرة القدم المصرية لأن الأسطورة لا تموت.