رغم الرسالة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي للشباب، وحثهم على العمل للاستفادة منهم ومشاركتهم الجادة في بناء الوطن، إلا أن معدلات البطالة بين الشباب المصري لا تزال مرتفعة، في حين استطاع السوريون في مصر تحقيق نموذج غير مسبوق في إيجاد فرص العمل، وهو ما يطرح سؤالًا مهمًا حول مسئولية الشباب أنفسهم وطبيعة تكوينهم عن ارتفاع معدل البطالة بينهم.
"البوابة نيوز" التقت، عددًا من الشباب السوري في مصر، والذين ضربوا مثالاً كبيرًا في السعي والعمل، موجهين رسالة إلى الشباب المصري أن من يريد العمل "يسعى ولا يتكلم، لأن مصر بها عمل وخير كثير لمن يسعى".
"أنا من ريف دمشق وعندي 25 سنة ودرست هندسة معلومات بسوريا، وأول ما حصلت الحرب من 3 سنين سيبت تعليمي وبلدى وجيت على مصر عشان أشتغل"، هكذا بدأ حافظ مأمون حديثه، مضيفًا لم أجد صعوبة في إيجاد العمل في مصر ، فأول مهنة عملت بها قبل استكمال دراستي في جامعة المنصورة كانت عاملًا بمعمل تحاليل، وعندما علمت بأني استطيع استكمال دراستي والتقديم بالجامعات المصرية بالمجان تركت العمل وذهبت إلى المنصورة للالتحاق بكلية حاسبات ومعلومات، لافتًا إلى أنه عقب الانتهاء من دراسته عاد مرة أخرى إلى الحياة العملية بوظيفة "كاشير" في أحد المطاعم.
وأضاف مأمون أن الشغل مهما كان فهو ليس عيبًا ولن يقلل من قيمة صاحبه، موضحًا أن مصر بها فرص عمل كثيرة، وأن الشاب الذي يرفض العمل في أي مهنة وينتظر الوظيفة أو العمل في مجال تخصصه لن يجنى غير الفشل.
والأمر ذاته أكده محمد 25 عامًا من دمشق، حاصل على معهد تخدير، موضحًا أنه أتى إلى مصر منذ 10 شهور وظل يبحث عن عمل لمدة شهرين إلى أن وجد وظيفه بأحد الكافتريات، مؤكدًا أن العمل لا يعيب صاحبه مهما كان مؤهله طالما يسعى بشرف.
وأشار أنس من شام سوريا، إلى أنه أتى إلى مصر منذ 4 سنوات ولم يجد صعوبة في إيجاد أي عمل، موضحًا أن أول وظيفة له كانت في إحدى الشركات، ثم انتقل بعدها إلى العمل في أحد المحال ومستمر به إلى الآن، قائلا: "اللي بيسعى بيلاقي واللي عاوز يشتغل هيشتغل مش هيتكلم وبس".
وتابع: محمد عبيدي 21 عامًا من دمشق، أنه أتى إلى مصر في مارس 2013، وأقام في مدينة نصر، وعانى لفترات بسيطة إلى أن وجد عملًا بأحد المطاعم، مضيفًا أن الشباب الذين يقولون إن مصر ليس بها عمل "مخطئون"، فمصر بها عمل كثير ولكن لمن يريد العمل، قائلا: "اللي مش بيلاقي شغل مش بيدور أصلاً".
وأضاف أحمد بدوى 16 عامًا من الشام العاصمة، أنه أتى إلى مصر منذ 7 شهور ووجد عملاً بسهولة كبيرة ولم يتعب في إيجاد وظيفة يعمل بها، مطالبًا الشباب بالسعي لأن مصر بها عمل كثير.
وأكد نور 20 عامًا من دمشق، أن من يريد العمل واكتساب قوت يومه لا يفكر فى نوعية المهنة التي سيعمل بها، لافتًا إلى أنه خريج سياحة وفنادق ورغم ذلك لم يصر على العمل بمؤهله وعمل بائعًا في إحدى المحال.
