الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

إيران تقدح نيران الطائفية بـ "جيش التحرير".. توقعات بانضمام حركات شيعية حول العالم.. خبراء: طهران تواجه الضغوط باستعراض القوة العسكرية.. حركة أحوازية: المشروع يهدف لتمزيق الأمة العربية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما تنتهز الدولة الإيرانية كل فرصة لتكسب موطئ قدم في المنطقة العربية، بما يحقق لها خطوة نحو استعادة الأمجاد الفارسية، اتجهت مؤخرًا إلى دمج قوات الحرس الثوري الإيراني مع الجماعات الشيعية التابعة لها في الدول العربية، في كيان عسكري جديد تحت مسمى "جيش التحرير الشيعي"، وبقيادة اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس المنبثق عن الحرس، وفقًا لما أعلنه محمد على فلكي القيادي بالحرس وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا. 
وأضاف فلكي، في تصريحاته لوكالة "مشرق نيوز" الإيرانية المقربة من الحرس، أن قوات الجيش لن تتضمن مقاتلين إيرانيين فحسب، حيث سيتم تشكيل الجيش من سكان كل منطقة تشهد معارك قتالية ليشارك في تلك المعارك في بلاده. مشيرًا إلى أن الجيش الشيعي المزعوم يقاتل بالفعل في صف نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 
ورغم ما يروج له فلكي، من أن الجيش الشيعي تشكل بهدف محو دولة إسرائيل من الوجود بعد 23 عامًا من الآن، ومشاركة القوات الشيعية في محاربة جماعات إرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة والجماعات السورية المسلحة، فإن الجيش يطرح خطر مقاومة الطائفية الوهابية والصهيونية بفكر طائفي أيضًا، لاسيما أن جزءًا كبيرًا من اهتمام النظام الإيراني انصبّ على الدعم المادي والمعنوي للحركات والتجمعات الشيعية في الدول العربية في الفترة الأخيرة، مثل شيعة البحرين والسعودية، فضلًا عن التدخل المباشر لصالح شيعة العراق وسوريا واليمن. كما اعتبرت مواقع إخبارية إيرانية ناطقة باللغة العربية أن تكوين الجيش جاء "للتعامل مع أية أهداف قد تهدد الدولة الإيرانية". 
وحتى الآن ترجح مراكز بحثية مختصة بالشئون الإيرانية، أن يتضمن الكيان العسكري الجديد عددًا من الجماعات الشيعية الكبرى التي توالي إيران بشكل صريح، مثل "حزب الله" اللبناني و"حركة الصابرين نصرًا لفلسطين" في غزة، وقوات "الحشد الشعبي" العراقية، وجماعة "أنصار الله" في اليمن، فضلًا عن شيعة الهزارة في أفغانستان والذين أشاد فلكي بمشاركتهم في القتال بسوريا تحت راية لواء "فاطميون". 
وفي هذا الصدد قال د. محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة "مختارات إيرانية" الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن إعلان إيران عن تشكيل الجيش الشيعي يعكس شعورها بالضغط، خاصة ً في سوريا واليمن، إلى جانب ما تعانيه من معوقات في الملف النووي، وبالتالي تسعى إلى الرد على هذه المضايقات كنوع من استعراض القوة. 
وأكد، في تصريحات لـ "البوابة نيوز": "تسعى إيران إلى تأجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، رغم الجهود المبذولة للوصول إلى تسويات للصراعات العربية، وبالتالي فإن تحركات إيران المعلنة ضد المنطقة العربية ستزيد من استمرار الصراعات الإقليمية في المنطقة بينها وبين الدول الأخرى، إضافة إلى مزيد من التشاحن الطائفي". مطالبًا بالتوصل إلى اتفاق عربي لمواجهة التحركات الإيرانية في المنطقة. 
أيضًا رأت د. نورهان الشيخ، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إعلان إيران عن تشكيل الجيش الشيعي "دليل على عمق استقطابات إيران في المنطقة العربية"، مؤكدة أنه ليس في صالح دول المنطقة بما فيها إيران.
وأوضحت لـ "البوابة نيوز"، أن طموحات إيران في تكوين إمبراطورية داخل المنطقة العربية ليست بجديدة، وتتم وفق مشروع فارسي من الدرجة الأولى له صبغة إسلامية بمرجعية شيعية. وأشارت الشيخ: "إيران متحكمة بشكل جيد في الملفين العراقي واللبناني، وبالتالي فإن إعلانها عن حلف عسكري جديد سيزيد من التوترات داخل المنطقة ويدعم حالة عدم الاستقرار، ويزيد من اشتعال الأزمات المتفجرة بالفعل في المنطقة، خاصة في اليمن ولبنان والعراق وربما أيضًا سوريا". 
فيما اعتبر أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن إيران "جزء من مخطط عالمي لتنفيذ خطة الإشعال الذاتي واستهداف منطقة الخليج العربي"، وأضاف لـ "البوابة نيوز": "إيران لديها أربعة أجنحة عسكرية محددة الأدوار، هم حزب الله في جنوب لبنان، وفيلق القدس صاحب المهام العسكرية والإستخباراتية خارج الحدود، ثم الحشد الشعبي والدور الخفي الذي يلعبه في مخطط تقسيم العراق، برعاية الولايات المتحدة، وأخيرا جناح الحوثيين الذي يهدد دول الخليج بشكل مباشر. ويتكون الجيش الشيعي الجديد من مجموع هذه الأجنحة، كبداية لتجسيد الحلم الفارسي في دولة شيعية تمددت من لبنان وسوريا مرورًا بالعراق واليمن". 
ولفت عطا إلى أن هذا المخطط الذي تسعى إيران إلى إنجاحه، سيتحرك في خطة الإشعال الذاتي لضرب الدول السنية عبر دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن ما قالته مصادر تابعة للأمن القومي الأمريكي من رصد إيران ثلاث مليارات دولار لتأسيس الجيش الشيعي خارج الحدود. 
وتطرق عطا إلى تعاون إيران مع التنظيمات التكفيرية، رغم الخلاف الأيدولوجي بين الطرفين، حيث تجمع بينهما المصالح في تقسيم الوطن العربي لدول شيعية وأخرى سنية، متابعًا: "هذا المخطط يسير بخطى سريعة برعاية أمريكا، وتلعب إيران فيه، بالتعاون مع التكفيريين، دورًا قذرًا فيه لمواجهة دول مجلس التعاون الخليجي". 
وعلى صعيد آخر، اعتبر حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن تصريحات محمد على فلكي القادي بالحرس الثوري جاءت "تكملة ً لواقع فرضته هذه الدولة في بعض الأقطار العربية، وبالأخص العراق وسوريا ولبنان واليمن". 
وقال جبر أن معظم المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني أخطأوا في تقديرهم وتحليلهم للإستراتيجية الإيرانية في إنشاء المليشيات والأذرع، عبر استغلال الأقليات الشيعية في العالم العربي، إذ أن التصور العام لديهم اعتقد بعمل الإيرانيين على درء المخاطر التي ربما قد تواجههم مستقبلًا، وهو ما دفعهم لتدشين تلك المليشيات؛ غير أن الوقائع المتتالية منذ احتلال العراق في 2003 أظهرت حقيقة المشروع الإيراني، الذي يعتمد على العقيدة الشيعية كركن أساسي في خطته لإعادة المجد الفارسي المندثر، وهو ما لا يتحقق إلى بتمزيق الأمة العربية على أسس طائفية وإسقاط الحكومات الوطنية. 
وأوضح: "على هذا الصعيد ساهمت عدة عوامل في إنجاح المخطط الفارسي، من أهمها الانقسام العربي في التعامل مع الخطر الإيراني نتيجة غياب مفهوم الأمن القومي العربي، فكل دولة تتصرف وفق مصالحها القطرية دون الأخذ بعين الاعتبار أن أي تهديد لأي دولة عربية سينعكس سلبًا في النهاية على الأمن القومي العربي برمته. أيضًا هناك عامل غياب الإستراتيجية الفعالة والمؤثرة لدى الدول العربية التي تعد في الخط الأمامي لمواجهة المشروع الفارسي، إذ لازالت تعمل من منطلق ردة الفعل، مما جعل تصديها للمخططات الإيرانية مرتبكًا وغير مجدٍ. كذلك ظهور المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والتي من المعروف أنها مخترقة من الإيرانيين، مما منح التمدد الإيراني صبغة شرعية باعتباره معركة ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم".