الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

امسك خطر.. استخدام "السيدات" الحنة الصناعية يصيب بالتهابات قاتلة.. دراسة: تصنع من مواد كيميائية وعناصر معدنية سامة.. وخبراء: استخدامها كصبغة شعر كارثة.. وأطباء: خطر على مرضى السكر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخطر يلاحق سيدات وفتيات العصر، الإكثار في استخدام الحنة الصناعية لتجميل وتزيين الكفين يصيب بالتهابات يصعب علاجها، الكارثة بحسب دراسة أمريكية أن استخدامها بشكل متكرر لتغيير لون الشعر قد يتسبب في إسقاط فروة الرأس، أكدت الدراسة أن الحنة الطبيعية هي الأكثر أمانا، لافتة إلى أن الحنة الصناعية المنتشرة بالأسواق جميعها تصنع من مواد كيميائية شديدة الخطورة وعناصر معدنية سامة ومدمرة.
وتكشف التقارير الطبية أن «المواد الكيماوية» التي تضاف إلى الحنة لتثبيتها هي مواد ضارة بالجلد مثل صبغة الحجر الأسود، واسمها العلمي «البارافنيلين داى أمين» أو «ppd»، وهي مادة كيماوية تستخدم في المنتجات التجميلية لتثبيت اللون، وتتنوع درجات الحساسية بين البسيطة التي تتوقف على الحكة والاحمرار، والتورم.
وقد أجريت دراسة في جامعة ديسل بتركيا عام 2001 على طفل يبلغ من العمر 27 يوما بعد إصابته بانحلال الدم تبعه حدوث فشل كلوي حاد إثر استعمال بعض إصباغ الحنا لمعالجة التهابات فطرية سطحية على جسمه، كما شخص حالة مماثلة في دولة الإمارات العربية المتحدة في نفس العام.
وفي مايو من عام 2004، أشارت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن الحناء الصناعية قد تكون السبب في ظهور طفرات جديدة في جسم الإنسان، محذرة من استخدامها كصبغة للشعر، لافتة إلى أن تكرارها قد يسقط فروة الأنثى. 
أوضحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أن بعض اصباغ الحنا تحتوي على بعض المواد والعناصر المعدنية الثقيلة السامة مثل الرصاص، الزئبق، النيكل وغيرها والتي قد يطال تأثيرها السلبي جميع أعضاء جسم الإنسان وهو ما أكدته تلك الدراسة.
شيرين أبو زيد، إحدى المتضررات من وضع الحنة الصناعية قالت: "حينما كنت عروسة وضعت الحنة كعادة من العادات التي تنتشر خلال الأفراح، فوجئت بعد أيام بورم شديد في يدي"، مشيرة إلى أنها استمرت في العلاج لمدة شهرين كاملين ولم تكن تتصور عودة يدها إلى طبيعتها إلا أنها عادت بعد المداومة على العلاج.
وأضافت منار، أنها اضطرت في إحدى المرات إلى استخدام الحنة على جلدها، وهو الأمر الذي أثر عليها بسبب المواد الكيماوية التي تضاف إلى الحنة لتثبيت اللون، وهو ما اضطرها إلى الخضوع لرحلة علاج بواسطة الكورتيزون، معبرة عن أسفها عما وقع لها، معربة عن عدم استعدادها لوضع حنة صناعية مرة أخرى.

وقال الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقًا: إن الحنة نبات طبيعي لا خوف منه تماما وليس له مخاطر على الجلد، هذا إضافة إلى فوائدها المتعددة سواء للجلد أو الشعر كصبغة آمنة له مما يحد من الفطريات التي تصيب فروة الرأس.
وتابع الناظر أن كل أنواع الحنة غير الطبيعية تتسبب المواد الكيميائية المضافة إليها في الإضرار بالجلد، وتابع: "تتسبب تلك المواد بالتهاب موضوعي وشديد بالجلد وحروق قد تؤدي إلى الإصابة بالأكزيما المزمنة، وتترك علامات يصعب علاجها".
وأوضح الناظر أنه يتم إضافة مادة مثبتة للون للحنة لكي تثبت الرسم على الجلد فترة طويلة قد تمتد لأسابيع، وهذه المادة سبب المشكلة فهي التي تحدث الالتهابات والحروق، مشيرا إلى أن حينما يتم إزالة الحنة من الجلد يطبع على الجلد رسمة الحنة المزالة مسببة آلام شديدة، لافتا إلى أن تلك الحنة الصناعية تحتاج إلى وقت حتى إزالتها بالكورتيزون، مشيرًا إلى أنه حتى إذا تم إزالة الالتهاب بواسطة الكورتيزون فالمشكلة الأخرى أنه يترك آثارًا لبقع سوداء على الجلد من الصعب إزالتها.
وحذر الناظر من الرسومات الملونة التي يقوم البعض برسمها على وجوه الأطفال في المناسبات المختلفة لأنها تحتوي على مواد وعناصر ضارة وخطيرة تؤذي الجلد وقد تمتص عن طريق الجلد وتسبب تسممًا داخليًا في بعض الحالات، مؤكدًا أنه لا يوجد أي نوع من الحنة يمكن استخدامه، فينبغي الحذر من استخدام كل أنواع الحنة التي يضاف إليها مواد مثبتة وكيميائية.
أكد الدكتور مروان سالم، الباحث في الغذاء والدواء، أن الحنة تنقسم إلى نوعين حنة طبيعية وتكون مائلة للحمرة وحنة يضاف لها مواد وتتشكل بألوان مختلفة وهي النوع الضار والشائع استخدامه، لافتا إلى أن أي حنة طبيعية يمكن استخدامها ولكن بحذر.
وأضاف أن الكارثة الحقيقية أن الحنة الموجودة في الأسواق وهي الحنة الملونة بالألوان المختلفة تضاف إليها العديد من المواد الكيميائية الضارة مثل المواد الحافظة التي تعمل على حفظ الحنة ومنع تكاثر البكتيريا بها مثل الفورمالدهيد والبارابينات والثايميروز ppd وتعمل تلك المواد الحافظة على التسبب في التهابات موضعية gmtg داخل الجلد ثم تتطور إلى فقاعات تحت الجلد أحيانا تمتلئ بالصديد وهو ما يتطلب عمل كورسات مضادات حيوية للعلاج.
ولفت سالم إلى وجود نمط شائع من السلوكيات الخاطئة التي تمارس بالأفراح، حيث تستخدم حنة يوضع عليها أكسجين وتأخذ شكل الحنة هنا اللون الأصفر وتستخدم مادة مثبتة بالحنة "الحجر الأسود" لتثبيت اللون وقد تكون تلك بها مواد سامة.
كذلك فالحنة يوجد بها مادة اسمها "البارفينلين داى أمين" وهو ما يستخدم في المناطق الشعبية بكثرة فنجد من يستخدمها في لوضعها لتلوين شعره.
وأضاف سالم أن الحنة المخلقة كيميائيًا أو غير الطبيعية مسألة خطيرة تمس الكثير ممن يجهلون مدى تأثيراتها السلبية، ولا سيما بالنسبة لمرضى السكر فذلك المرض يتطلب عناية خاصة بحيث إذا أصيبوا بالتهابات ثم فقاعات صديدية فقد تتحول إلى غرغرينة بالجلد، وهو ما قد يحتاج إلى حدوث بتر للعضو المصاب وهو ما يحدث بالفعل في بعض الأحيان، مطالبًا بوجود رقابة داخل الأسواق وداخل المناطق التي يوجد بها تجمعات جماهيرية.