تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ماذا يعني تصاعد مطالبة قطاعات واسعة من الشعب المصري بتدخل الجيش الآن و فورًا، وعودة قادة المؤسسة العسكرية لصدارة المشهد السياسي؟!
تساؤل تدرك الأطراف السياسية الفاعلة معارضة ونظامًا أبعاده ومبرراته، لكنها تتعمد تجاهله، مكتفية بانتقاد كل من يطالب بعودة الجيش مرة أخرى.
وتكاد تكون أسباب التجاهل واحدة، فالنظام الإخواني يعي تمامًا أن البحث في أسباب استدعاء الجيش يعني ببساطة جملة إجابات كلمتها المفتاحية هي الفشل العظيم في إدارة شئون البلاد والعباد، وهو ما يعني بالضرورة أن الجيش قد أضحى البديل الوحيد أمام الناس لإنقاذ الوطن من بحر ظلمات حكم الإخوان.
إن المعارضة بكل تنويعاتها في إطارها المدني ربما تخجل من مواجهة السؤال، فهي صاحبة شعار “,”يسقط يسقط حكم العسكر“,” وكانت كمعول استخدمته جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونًا في محاولة لهدم أركان المؤسسة العسكرية معنويًّا وسياسيًّا.
علاوة على ذلك فإن إجابة السؤال تعني أيضًا أن هذه القوى التي تسمي نفسها مدنية قد فشلت، رغم شعاراتها الطنانة في إقناع المصريين بأنهم بديل للإخوان جدير بالتفكير فيه.
قراءة سريعة في هذا الماضي القريب نكتشف أن القوى المدنية قد سيقت، بدءًا من أحداث ماسبيرو ثم محمد محمود ومجلس الوزراء، نحو مستنقع كراهية الجيش المصري، متهمة إياه بأنه “,”الطرف التالت“,”، دون أن تقرأ النتائج النهائية للمسلسل الرخيص الذي حمل اسم “,”يسقط يسقط حكم العسكر“,”، بل شهدنا من بينهم من يدعو إلى هدم الجيش المصري من داخله.
والواقع أن الإسلاميين كانوا المستفيد الأول من تلك الدعاوى، وها هم يحاولون مواصلة ذات السيناريو الرخيص بأساليب مختلفة، يستخدمون فيها ما لديهم من أدوات للحكم، بعد أن دخلوا قصر الاتحادية.
ورغم كل ذلك لاتزال أقدم مؤسسة عسكرية عرفها التاريخ الإنساني على وجه الإطلاق تحتفظ بكامل مكانتها في نفوس المصريين، لأن معارضي الأمس لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، قد بدوا بعد 25 يناير 2011 كجنرالات للفوضى وأمراء لحرب تكسير عظام المصريين، سواء من صار منهم في الحكم أو من ظل يعارض من خلف شاشات التليفزيون.
فكلا الطرفين لا يستطيع العيش خارج الفوضى، لذلك اتفقا على هدم الدولة وأركانها، ولا أظن أن عودة الاستقرار قد تخدم مصالحهما التي تكاد تكون متشابهة، فكلاهما تمتع بالتمويل الأجنبي، وفي أحيان كثيرة كان المصدر واحدًا، وكلاهما تبوأ وظائف ومناصب حكومية وصحفية وفضائية.
أما الخاسر الوحيد فهو السواد الأعظم من الشعب المصري، الذي بات غير آمن على حياته و سلامته الشخصية، وغير مطمئن لقوت يومه. ورأيي أنه حتى لو أدى هذا التصارع إلى الإطاحة بحكم الإخوان وإزاحة مرسي من على عرش المحروسة فلن يستطيع هؤلاء المعارضون أن يقدموا بديلًا حقيقيًّا للحكم أو يقوموا بتعيين رئيس وزراء تفوق مهارته رئيس الحكومة الحالي الدكتور هشام قنديل.
ودليلي في ذلك الطريقة التي أداروا بها أنفسهم من ناحية وعلاقتهم بالأطراف الأخرى طوال العامين الماضيين،
ثم يكفيني شخصيًّا أنهم هرعوا إلى تأييد مرسي وتحالفوا مع عشيرته ضد الفريق أحمد شفيق ليعضوا على أطراف أناملهم كأطفال سذج يضعون أصابعهم كل مرة فوق اللهب.
ولا أدري بأي حق يتمسكون بأقلامهم ويدعون الفهم والوعي وهم من انزلقوا بنا إلى هذا المنزلق، أي خبرة سياسية يدعونها وبأي أمارة يهاجمون الإخوان.. إنهم ليسوا إلا أمراء للفوضى والعشوائية لا يستحقون ألقابهم (المحلل السياسي الأبرز- الكاتب الصحفي الأعظم - الروائي الأشهر).
وهنا أسأل هؤلاء أمثال الروائي الفتوة علاء الأسواني وحمدي قنديل وحسن نافعة: أين كانت عبقريتكم وأنتم تؤيدون مرسي؟ وبأي وجه تطالبون المصريين بأن يثقوا في أقلامكم مرة أخرى؟!
إن الدماء التي تسيل إنما يتحمل وزرها أمثال هؤلاء وذنبهم ليس بأقل من مطلق الرصاص، وأقلامهم التي دعت لمرسي وصدعتنا بأسطوانة الفلول لا تختلف كثيرًا عن مدرعة محمد إبراهيم التي دهست الثوار في المنصورة، فقد دفعتنا تحت عجلات حكم ديني لا يعرف للغة الدم والقتل بديلًا.