التقى الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا، أمس، أسر المتضررين فى أحداث قرية أبويعقوب، بمقر المطرانية، لمتابعة أحوالهم وللشد من أزرهم، واستمع مكاريوس لتفاصيل ما حدث من اعتداءات السبت الماضى، وأبلغهم اهتمام قداسة البابا تواضروس الثانى، والأنبا أرسانيوس، مطران المنيا، فيما أمرت نيابة المنيا بإشراف المستشار عبدالرحيم عبدالمالك، المحامى العام لنيابات جنوب، بحبس 8 متهمين فى أحداث قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، والتي نتج عنها مقتل شخص وإصابة 2 آخرين الأحد الماضى.
وأكد الأنبا مكاريوس، وجود اتصالات مستمرة مع المسئولين لتعويض متضررى أحداث «أبويعقوب»، موضحًا أن الطريق القانونى هو الخيار الأفضل للجميع، خاصة أن الاعتداءات طالت عددًا من منازل الأقباط بالقرية بعد سريان شائعة باعتزام أحد الأسر القبطية تحويل منزلها لكنيسة بالمخالفة للقانون.
إلى ذلك أمر المستشار عبدالرحيم عبدالمالك، المحامى العام لنيابات جنوب المنيا، بحبس ٨ متهمين فى أحداث قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا على خلفية الأحداث التى شهدتها القرية ونتج عنها مقتل شخص وإصابة ٢ آخرين.
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارًا من العميد حاتم حمدي، مأمور مركز شرطة المنيا، بوقوع مشاجرة بين مسلمين وأقباط، أسفرت عن سقوط قتيل ومصابين، بينهم سيدة، بناحية طهنا الجبل التابعة لدائرة المركز، وانتقل على الفور المقدم أحمد صلاح، رئيس مباحث مركز المنيا، للسيطرة على الأحداث ومنع تجدد الاشتباكات وتفاقمها.
وكشفت التحريات أنه أثناء مرور طفل مسلم يقود عربة كارو، وبرفقته ٣ أطفال آخرين، بشارع مكتظ بالأقباط وقعت مشاجرة بينه وبين أطفال آخرين مسيحيين، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو ٥ سنوات إفساح الطريق للمرور بالعربة، فقام بعض المتواجدين بالشارع، بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما شعر الصبى بأن الأهالى تكاثروا عليه، استدعى أقاربه، الذين حضروا ووقعت مشاجرة كبيرة بين الجانبين أسفرت عن وقوع قتيل يدعى فام مارى ٢٢ سنة، وأصيب شخصان آخران، وعينت الأجهزة الأمنية خدمة أمنية بالقرية منعًا لتجدد الاشتباكات بين الطرفين.
من جانب آخر، طالبت أحزاب سياسية بإقالة محافظ المنيا، وقيادات الإدارة المحلية بالمحافظة، على خلفية الأحداث الطائفية التى شهدتها المحافظة مؤخرًا.
وشدد الحزب العلمانى المصرى على إقالة محافظ المنيا والقيادات المحلية بسمالوط، وذلك على خلفية الاعتداءات الطائفية المتكررة على مدار الأعوام الماضية، والتى أسفر آخرها عن مقتل أحد أقارب القس متاؤوس نجيب، راعى كنيسة مار مينا بقرية طهنا الجبل، فيما أصيب اثنان آخران بينهما سيدة.
وشدد الحزب فى بيان له، بحل جذرى لأزمة العنف والتمييز الطائفى مؤكداً أنها لن يتم حلها إلا بحذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية، وجميع المستندات الرسمية لضمان المساواة على أساس المواطنة وعدم وجود أى أداة تعريف أخرى للمواطن المصرى سوى الجنسية المصرية، أسوة بكل دول العالم المتحضر.
وبحسب البيان فإنه من غير الحكمة التباطؤ فى اتخاذ خطوات فاعلة نحو اقتلاع جذور العنف ووقف سيل دماء المصريين، ويعتبر تعمدًا وموافقة ضمنية على القتل وإراقة دماء الأبرياء.
وانتقد الحزب فى بيانه فشل قيادات المنيا فى تطبيق القانون وحماية الأبرياء وفقدان هيبة الدولة بسبب أيديهم المرتعشة وعدم صلاحيتهم لتولى مواقع قيادية.
وأدان «حزب التجمع» فى بيان له الحادث الذى تعرض له عائلتا اثنين من الآباء كهنة المنيا فى قرية طهنا الجبل.
ووصف عبدالحميد كمال، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، الحادث بالمؤسف والمخزى لجميع فئات المجتمع مسلميه قبل أقباطه.
وطالب كمال فى تصريحات لـ«البوابة»، بضرورة مناقشة قانون دور بناء الكنائس، وتأكيد قانونية بناء الكنائس باعتبارها حقًا من حقوق الأقباط فى مصر.
وتقدمت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان، ببيان عاجل موجه للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، واللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، بشأن أحداث قرية طهنا الجبل بالمنيا.
وطالبت عازر الحكومة بالحفاظ على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
