الثلاثاء 02 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المنيا .. نطقت الحجر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مكان فى شمال الصعيد يحده من الجنوب محافظة اسمها أسيوط، ومن الشمال محافظة اسمها بنى سويف، ومن الشرق والغرب جبال وصحراء فيها ثعالب وثعابين.. وحتى غربان تحوم طوال النهار بحثا عن "جيفة".. هذا المكان يطلق عليه محافظة المنيا.. مثلها مثل باقى محافظات مصر لها قيادات وبها أجهزة ومستشفيات وجامعة كبيرة .. وفيها ناس أيضا، منهم مسلم ومسيحي، ويمكن أن يكون بها ملحدون.. المهم أنهم بشر يعيشون فى دولة يحكمها قانون.
لكن ما يحدث فى هذه المحافظة من أحداث طائفية أعتقد أنها جعلت الصخور والرمال التى تحيط بها  تسأل . ماذا يحدث هناك؟  من يريد إشعال الفتنة, ولمصلحة من؟ هل هناك جهات معينة بدأت فى دراسة الحالة الأمنية لهذه المحافظة وأسباب انتشار الفتنة بهذا الشكل الملحوظ؟ هل كل ما حدث من حوادث طائفية متلاحقة لم تستوقف أحدا للتدخل السريع؟
فى ظنى لا أحد أجاب على هذه الرمال أو تلك الصخور، والدليل أن بعد كل واقعة تقوم الدنيا ولا تقعد ويظل الجميع يشجب ويدين ويطالب بالحلول العاجلة والناجزة ولكن للأسف أيام قليلة وينسى الجميع كل شيء، حتى الأقباط أنفسهم يتناسون! فى انتظار واقعة جديدة.
ما أريد أن اقوله وأحذر منه وجدته مكتوبا فى رسالة على فيس بوك من مواطن قبطى موجهه إلى الرئيس يستنجد به، وكأنه فقد الأمل فى الجميع ولم يجد أمامه إلا اللجوء إليه شخصيا.. دعونا نقرأ ماذا قال هذا المواطن الشاب:
إلى رئيس مصر
لم أكن أريد أن أكتب كي لا أحرج أحدًا و لا أجرح أحدًا، ولكن لا أستطيع السكوت أكثر من هذا يا رئيس مصر، 
فأنا من كتب عنك يومًا أنك ملاك أرسله ألله لمصر، ومنذ هذه البداية ولد داخل قلبي محبة كبيرة لم أحبها لرئيس
من قبل، ومن محبتي تلك أتكلم وأكتب رسالتى هذه، ماذا يحدث في المنيا لأهلنا هناك يا زعيم مصر؟ أهناك
إجابة عندك لا يعلمها أحد منا؟ هل قتل المسيحيين هناك والاعتداء عليهم و خطف بناتهم  أبنائهم وحرق كنائسهم وبيوتهم من عصابات تتارية متخلفة، هو هام لأمن و أمان وطننا مصر ونحن لا نعلم؟! ماذا يحدث هناك يا رئيس مصر؟ لماذا فشلت الدولة هناك في حمايتنا وحماية أبنائها؟ أنا أتعجب من عدم اتخاذ أي إجراء ضد أي أحد من
هؤلاء المتأسلمين هناك! لماذا السكوت؟ الفتنه الطائفيه لعلمك يا رئيس مصر تستطيع أن تدمر بلدنا،  نعم تستطيع
يا رئيس مصر أيا كان من يفعل هذا، إخوان أو متأسلمون أو أعداء مصر، فهم يفعلون هذا بأبنائك، أبناء
مصر، نعم يا رئيس مصر فهم أبناء مصر، هم مصدر للمحبة، لن تجد بينهم إرهابيا ولا قاطع رقاب ولا حامل أحزمة ناسفة ولا سائقي سيارات مفخخة أو سيارات تدهس الناس في الميادين، لن تجد بينهم حارقي جوامع ولن تجد بينهم يارئيس مصر من يسحل السيدات عرايا بالشوارع.. لن تجد بينهم سوى حاملي تعاليم الإنجيل التي تسري
في دمائهم: "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم"، لن تجد غير المحبة في قلوبنا وطباعنا، وفي صلاتنا وكنائسنا، وأدعوك لحضور أي قداس فيأي كنيسة و أنت متخفيا لا يعرفك أحد، وتنصت جيدًا إلى كل الطلبات والصلوات التي نرفعها من أجلك ومن أجل بلدنا مصر، أخيرا يا رئيس مصر أدعوك للتدخل سريعا للقضاء على ما يحدث لنا في صعيد مصر، أدعوك لتغيير الخطاب الديني وأن تمحو خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي، وأن تكثف جهودك لاحتواء أبنائك جميعا وأتمنى يا سيدي أن أرى في عهدك عهدا جديدا هو ما تمنيناه وحلمنا به معك..
لك مني ومن كل أبنائك أقباط مصر كل محبه وسلام.