الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جثمان عبد الناصر.. قبلة وداع ونوبة "غروب أخيرة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل الرئيسان جعفر النميرى ومعمر القذافى وخالد عبد الناصر وحسين الشافعى وزكريا محيى الدين وعبد اللطيف البندارى وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم والفريق أول محمد فوزى وعبد العزيز كامل وسامى شرف.
وكان فى انتظار الجثمان عبد الحميد، وعبد الحكيم عبد الناصر، وهدى ومنى عبد الناصر اللتان كانتا تتابعان الجنازة فى التليفزيون بمبنى الكلية الفنية العسكرية، ثم انتقلنا إلى مسجد جمال عبد الناصر، وكان هناك أيضًا فى المسجد حاتم صادق، وأشرف مروان، وأشقاء الرئيس جمال عبد الناصر.
وكانت آلاف الجماهير خارج المسجد تسمع ذلك عبر مكبرات الصوت وقد احتبست الأصوات واندفعت الدموع فى المآتم.. 
وبدأت مراسم الدفن..
كان يحاول التماسك بصعوبة بالغة..
وانحنى خالد عبد الناصر فوق الجثمان بالمسجد.. وقبله قبلة الوداع وهو يشهق.
وانفجر الجميع فى البكاء..
واحتضن زكريا محيى الدين عبد الحكيم عبد الناصر الذى كان ينتحب بصوت حزين.
أطلقت المدافع ٢١ طلقة..
تحية ووداعًا للرئيس جمال عبد الناصر.
وعزف البروجى نوبة «غروب» ثم نوبة «صحيان».
واختفى جثمان الرئيس جمال عبد الناصر عن العيون. 
وبكت مصر أعز أبنائها.
* * *
صباح اليوم التالى..
كتب توفيق الحكيم فى الصفحة الأولى من «الأهرام» يقول: 
اعذرنى يا جمال...
القلم يرتعش فى يدى.. ليست من عادتى الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر.
ولن أستطيع الإطالة.. لقد دخل الحزن كل بيت تفجعًا عليك.. لأن فى كل بيت قطعة منك.. لأن كل فرد وضع من قلبه لبنة فى صرح بنائك.. فأنت لم تكن بالزعيم المصنوع سلفًا فى مصنع السياسة تربصًا للغرض.
بل كنت بقعة من جوهر شعبك النفيس.
صاغها بيده فى دأب وحدب.. بعد طول معاناة وانتظار على مدى أحقاب. فإن يفقدك اليوم يفقد فيك نفسه وثمرة أمله.
لذلك كان هذا الرشد الذى طاش من الرءوس ساعة سماع نعيك إنه ليس مجرد حب لشخصك.. إنما هو الحرص على معنى يعيش به بلدك.
لقد جسد الشعب فيك صورة حريته..
لقد جعل منك حيًا تمثال الحرية لنا..
اسمح لنا وقد فارقتنا أن نقيم لك تمثالًا عاليًا فى ميدان التحرير..
وليشرف على الأجيال ويكون دائمًا رمز الآمال.. وما ينبغى أن تقيم هذا التمثال سلطة أو دولة.. لكنه الشعب نفسه.. من ماله القليل.. يقدمه.
وأنا من بين هذا الشعب أتقدم اليوم بما أستطيع تقديمه.
هذه الخمسون من الجنيهات أسهم بها افتتاحًا للاكتتاب.
وما أرخص المال إلى جانب فضلك يا جمال..
ستبقى دائمًا فى ذاكرتنا وأنت فى عليين.
* * *
حتى اليوم..
لا يوجد تمثال لجمال عبد الناصر فى ميدان التحرير