الثلاثاء 02 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أم تيران وصنافير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مجرد أم.. لا علاقة لها بأرض أو سماء.. لا ترى ما تتناقله وسائل الإعلام سواء بعين الناقد أو حتى الحاقد.. لا تشاهد رجالات التوك شو في المساء وهم يتقاتلون ويتصارعون من أجل أن يتوقف الريموت كنترول عند برامجهم.. لا تعي من ضد من أو مع من.. تذهب بنفسها لمشاهدة مسلسل تتابعه.. أو فيلم أبيض وأسود أو حتى "اللمبي".
قد يستهويها برنامج للطبخ وإن كانت لا تعرف معظم أسماء الوصفات التي يعرضها الشيف ولكنها تنتظر حتى تكتمل "الطبخة" فتسعد بشكلها وعقلها الباطن يقول ليتني أستطيع أن أقدمها لابني فأرى ابتسامته.. ابنها أه من ابنها الذي ذهب مع أصدقائه ليؤكد على مصريته وحبه لوطنه وأرضه "حتى لو كان لا يعلم الحقيقة كاملة".
فإذا به لا يعود.. تسأل الأم ماذا جنى.. هل قتل؟؟! .. هل سرق؟؟! .. هل خان؟؟! .. هل.. هل؟؟! لم تجد إجابة سوى أنه تظاهر للاعتراض على "تيران وصنافير".. تتوقف الأم وتسأل وما هي تيران وصنافير .. فبتفضل من يتفضل ليشرح لها.. منهم من يؤكد أنهما جزيرتان مصريتان وآخر يرى أن القائمين على شئون البلاد لا يمكن أن يفرطوا في حبة رمل واحدة.. الأم لا تسمع لهذا أو ذاك عقلها مشغول.. ماذا يأكل ابنها؟!.. هل يوجد من يغسل له ملابسه؟!.. كم من الوقت ستحرم من حضنه؟!.. هل سترفضه ابنة جارتها التي كانت تنوي وتجهز لأن تجعلها من نصيبه؟! 
تصرخ الأم بكل حرقة: "أنا عايزة ضنايا .. مستقبله ضاع.. أم تيران وصنافير اللي خدت مني ابني".
السيدة صاحبة الملامح المصرية الخالصة والتي ترسم تجاعيد وجهها ما عانته طوال حياتها وهي تعافر لتخرج بابنها إلى بر الأمان عادت لتستغيث بعد أن قال القضاء كلمته بأن الجزيرتين مصريتين وتتساءل.. هل ما زال ابني يحب مصر.. فهل تجد من يجاوبها ويخرجه من زنزانته ليكمل حياته بشكل طبيعي؟