كثير من المصريين ظلوا فترات طويلة لا يعرفون مدينة الفلوجة العراقية حتى جاء الاحتلال الأمريكى للعراق عام 2003، حيث أظهرت هذه المدينة السنية بسالة كبيرة شهد لها العالم، بخوضها حربين كبيرتين في مواجهة الاحتلال الأمريكى، وظلت شهورًا طويلة صامدة إلى أن قصفتها القوات الأمريكية بالقنابل الفسفورية. فلم يستطع الأمريكان السيطرة عليها إلا بعد أن دمروها وشردوا أهلها، فلقد كان الأمريكان يعتبرون الفلوجة معقل أبو مصعب الزرقاوى، مؤسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
واليوم، وبعد سنتين من احتلال تنظيم داعش الإرهابى للمدينة، تدور بها معركة طاحنة بهدف استعادتها، فقد تحولت الفلوجة ـ الواقعة غرب العاصمة بغداد ـ إلى قبلة للاهتمام العالمى والإقليمى والمحلى، نظرًا لما تحتويه من مكانة تختلف عن كل المدن العراقية التي يسيطر عليها "داعش" وحتى المدن التي تقع تحت سيطرة التنظيم الارهابى في سوريا.
أن المعركة الدائرة في الفلوجة الآن يعتبرها النظام العراقى رهانًا كبيرًا للقضاء على التكفريين، غير أن سكان هذه المدينة أصبحوا في أوضاع معيشية وإنسانية يرثى لها، خاصة أن هناك ممارسات انتقامية دموية ترتكبها ميليشيات "الحشد الشعبى الشيعية" التي تدخل المعركة بجانب القوات العراقية، وتقوم بعمليات إبادة للاسر العراقية السنية، عقب تحرير أي شبر من أراضى الفلوجة، وهو ما سبق أن فعلوه في "تكريت" و"المقدادية". تلك الأفعال الإجرامية اعترف بها رئيس الوزراء العراقى مؤكدا أن "هناك ممارسات غير أخلاقية يقوم بها "الحشد الشعبى" في الفلوجة تتطلب محاسبة قادته".
ولعل ذلك هو السر الحقيقى وراء عبارة «كسر الإرهاب حتمي للمعركة المهمة التي لم تحسم بعد»، نظرًا لأن داعش يستخدم الأهالي دروع بشرية، مما جعلهم بين مطرقتين الأولى "داعش الإرهابى" الذي ذبح عددًا كبيرًا من رجال ونساء وشباب المدينة، والثانية مطرقة "الحشد الشعبى الشيعى" الذي يدخل المدن السنية فيذبح رجالها ونساءها وحتى أطفالها.
وللذين لا يعرفون "الفلوجة" جيدًا فهى أكثر المدن العراقية التي تحو مساجد، بالقياس إلى مساحتها وسكانها، وأهلها هم الأكثر تدينًا وحفاظًا على العادات والتقاليد، وهى مدينة تحتل موقعًا استراتيجيًا مهما، كونها حلقة الوصل إلى المنطقة الغربية ومدينة بغداد، التي تبعد عنها نحو 40 دقيقة فقط بالسيارة، بما يعادل 60 كيلو مترًا.
أن ما تعيشه مدينة الفلوجة ليس جديدا عليها، فهى مدينة باسلة سطرت وطنيتها في التاريخ، فلكونها تحتل موقعًا استراتيجيًا بوطنها، حاول الإنجليز عندما دخلوا العراق عام 1940 احتلالها، وقصفوها بالطائرات، إلا أنهم وجدوا مقاومة عنيفة من أهلها، فما كان من القادة العسكريين البريطانيين إلا التودد لشيوخ العشائر بها.
هذه المدينة الباسلة، التي تناضل طوال حياتها ضد المحتل الأجنبى، واستعصت على كثير من الدول، تعانى الآن مأساة حقيقية بوقوعها بين نارين: "نار داعش" و"نار الحشد الشيعى".
"نار داعش" اشتعلت في الفلوجة عندما دخل التنظيم الارهابى إلى قلبها، متذرعا بأنه تنظيم "سنى" كأهلها، بعدها قتل شبابها وذبح شيوخها، تارة بدعوى أنهم يعملون في الحكومة العراقية، وتارة أخرى بالادعاء أنهم عصاة ولا يطبقون شرع الله، بل قاموا بسبى النساء والفتيات وبيعهن في سوق الرقيق.
و"نار الحشد الشعبى" تتمثل في كونها "كتائب شيعية مسلحة" أغلبها من إيران، وتحديدًا من الحرس الثورى الإيرانى، ورغم أن هذه الميلشيات تنسق مع القوات الحكومية العراقية بدعوى "محاربة إرهاب داعش"، نجدها عندما تسيطر على جزء من الفلوجة تقوم بعمليات تطهير عرقى لأهل المدينة، وتذبح الشباب والشيوخ وقيل أيضًا الأطفال والنساء، وتفعل هذه الميلشيات الافاعيل في أهل المدينة أسوأ مما يفعله "داعش" بهم.
تحتاج الآن الفلوجة إغاثة إنسانية عاجلة، وتدخل فورى للمجتمع الدولى لإنقاذ أهلها مما هم فيه، أن هذه المدينة الباسلة، الحزينة، الدامية، في أشد الحاجة إلى وقوف الحكومة العراقية على ما يحدث فيها، ومحاكمة كل من قام بعمليات قتل وذبح وإبادة لأبنائها.
ندعو الله أن ينقذ أهلها من بارود الشر الذي تغرق فيه، فهم الآن بين من مطرقة تنظيم داعش في الداخل وسندان المدافع والصواريخ والقاذفات في الخارج، وحتمًا يصعب التمييز بين البرىء والمذنب.
أن المعركة الدائرة في الفلوجة الآن يعتبرها النظام العراقى رهانًا كبيرًا للقضاء على التكفريين، غير أن سكان هذه المدينة أصبحوا في أوضاع معيشية وإنسانية يرثى لها، خاصة أن هناك ممارسات انتقامية دموية ترتكبها ميليشيات "الحشد الشعبى الشيعية" التي تدخل المعركة بجانب القوات العراقية، وتقوم بعمليات إبادة للاسر العراقية السنية، عقب تحرير أي شبر من أراضى الفلوجة، وهو ما سبق أن فعلوه في "تكريت" و"المقدادية". تلك الأفعال الإجرامية اعترف بها رئيس الوزراء العراقى مؤكدا أن "هناك ممارسات غير أخلاقية يقوم بها "الحشد الشعبى" في الفلوجة تتطلب محاسبة قادته".
ولعل ذلك هو السر الحقيقى وراء عبارة «كسر الإرهاب حتمي للمعركة المهمة التي لم تحسم بعد»، نظرًا لأن داعش يستخدم الأهالي دروع بشرية، مما جعلهم بين مطرقتين الأولى "داعش الإرهابى" الذي ذبح عددًا كبيرًا من رجال ونساء وشباب المدينة، والثانية مطرقة "الحشد الشعبى الشيعى" الذي يدخل المدن السنية فيذبح رجالها ونساءها وحتى أطفالها.
وللذين لا يعرفون "الفلوجة" جيدًا فهى أكثر المدن العراقية التي تحو مساجد، بالقياس إلى مساحتها وسكانها، وأهلها هم الأكثر تدينًا وحفاظًا على العادات والتقاليد، وهى مدينة تحتل موقعًا استراتيجيًا مهما، كونها حلقة الوصل إلى المنطقة الغربية ومدينة بغداد، التي تبعد عنها نحو 40 دقيقة فقط بالسيارة، بما يعادل 60 كيلو مترًا.
أن ما تعيشه مدينة الفلوجة ليس جديدا عليها، فهى مدينة باسلة سطرت وطنيتها في التاريخ، فلكونها تحتل موقعًا استراتيجيًا بوطنها، حاول الإنجليز عندما دخلوا العراق عام 1940 احتلالها، وقصفوها بالطائرات، إلا أنهم وجدوا مقاومة عنيفة من أهلها، فما كان من القادة العسكريين البريطانيين إلا التودد لشيوخ العشائر بها.
هذه المدينة الباسلة، التي تناضل طوال حياتها ضد المحتل الأجنبى، واستعصت على كثير من الدول، تعانى الآن مأساة حقيقية بوقوعها بين نارين: "نار داعش" و"نار الحشد الشيعى".
"نار داعش" اشتعلت في الفلوجة عندما دخل التنظيم الارهابى إلى قلبها، متذرعا بأنه تنظيم "سنى" كأهلها، بعدها قتل شبابها وذبح شيوخها، تارة بدعوى أنهم يعملون في الحكومة العراقية، وتارة أخرى بالادعاء أنهم عصاة ولا يطبقون شرع الله، بل قاموا بسبى النساء والفتيات وبيعهن في سوق الرقيق.
و"نار الحشد الشعبى" تتمثل في كونها "كتائب شيعية مسلحة" أغلبها من إيران، وتحديدًا من الحرس الثورى الإيرانى، ورغم أن هذه الميلشيات تنسق مع القوات الحكومية العراقية بدعوى "محاربة إرهاب داعش"، نجدها عندما تسيطر على جزء من الفلوجة تقوم بعمليات تطهير عرقى لأهل المدينة، وتذبح الشباب والشيوخ وقيل أيضًا الأطفال والنساء، وتفعل هذه الميلشيات الافاعيل في أهل المدينة أسوأ مما يفعله "داعش" بهم.
تحتاج الآن الفلوجة إغاثة إنسانية عاجلة، وتدخل فورى للمجتمع الدولى لإنقاذ أهلها مما هم فيه، أن هذه المدينة الباسلة، الحزينة، الدامية، في أشد الحاجة إلى وقوف الحكومة العراقية على ما يحدث فيها، ومحاكمة كل من قام بعمليات قتل وذبح وإبادة لأبنائها.
ندعو الله أن ينقذ أهلها من بارود الشر الذي تغرق فيه، فهم الآن بين من مطرقة تنظيم داعش في الداخل وسندان المدافع والصواريخ والقاذفات في الخارج، وحتمًا يصعب التمييز بين البرىء والمذنب.