الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تفتح ملف الثروات المهدرة بالمحافظات "10".. المنوفية.. اكتشافات أثرية بالجملة وسط إهمال المسئولين.. "جبانة" قويسنا كنز مهمل.. والمحافظ يعد ببناء سور لحمايتها

اكتشافات أثرية بالمنوفية
اكتشافات أثرية بالمنوفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد محافظة المنوفية من المحافظات التي لا تتميز بكثرة المواقع الأثرية، إلا أنه يوجد بعا عدد قليل من المواقع التي أهملتها الحكومة الفترة الآخيرة.
"جبانة قويسنا" التي تم اكتشافها 1990 بمنطقة تل المحاجر التي تبعد عن مدينة قويسنا 5 كم، كنز المنوفية المهمل، كما تعد قرية الفرعونية مركز أشمون من المواقع الأثرية المهمة بالدلتا، إضافة إلى مواقع أثرية تعود إلى نهاية العصر الروماني؛ وبداية العصر القبطي.
"البوابة نيوز" ترصد المواقع الأثرية المهملة بالمحافظة
"جبانة قويسنا" تتعرض يوميًا للسلب والنهب والسرقة، ولم يتحرك أي مسئول لحماية هذا الكنز المنهوب، كشف الدكتور صبري طه حسين، أستاذ الآثار، ومفتش آثار وسط الدلتا سابقًا، في تقريره الذي رفعه للمحافظة والآثار، عن أن المنطقة الأثرية تبلغ 365 فدانًا، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ أعمال الحفر في مساحة فدان واحد، وتم استخراج 3 آلاف قطعة ما بين توابيت، ومومياوات، وعظام، ولوحات كتابة الأوامر للخدم والعسكر، وعملات ذهبية، يرجع تاريخها لعصور مختلفة تم حفظها في مخازن محافظتى الشرقية وكفر الشيخ والمتحف المصرى بالقاهرة ومتحف طنطا في الغربية.
وعلى الرغم من أهمية منطقة قويسنا الأثرية فإنها سقطت من حسابات المسؤولين عن الآثار، واختفت من خريطة السياحة المصرية، واكتفت هيئة الآثار بنقل معظم الكنوز المكتشفة إلى مخازن كفر الشيخ وطنطا، وترك البعض الآخر في العراء.
أهالي منطقة تل المحاجر، أكدوا أن العديد من الذين عملوا في تجارة الآثار اتخذوا من مشروع المحاجر المجاور للمنطقة الأثرية بقويسنا ستارًا يمكنهم من سرقة الآثار وتهريبها في تريلات الرمال، مطالبًا بتكثيف الحراسة على المنطقة، وتكليف فرقة أمنية من شرطة السياحة والآثار لحماية المنطقة من أعمال النهب والسرقة وتجارة الآثار.
من ناحية أخرى أكد العاملون بمنطقة الجبانة أن المنطقة تحوي جبانة من العصر الروماني، وجبانة أثرية تضم 6 وحدات معمارية، وعددا من غرف الدفن والتوابيت وجبانه خاصة بالطيور، وخاصه الطير المقدس والموقع الخاص بمسطبة الدولة القديمة الخاصة بالملك "خع با" والذي تم اكتشافه مؤخرًا.
مصطاي:
"مصطاي" إحدى قرى مركز قويسنا، تقع في موقع مدينة مسد الفرعونية، والتي ورد اسمها على أثار من عصور مختلفة، كان بها معبدًا للمعبود جحوتي، ومنطقة المعبد هي نفسها المكان التي يقوم عليها الضريح الحالي.
وتتميز مدينة "مصطاى" وإقليمها بميزة اقتصادية وسياسية ترجع للموقع المتميز ما جعلها عرضه لمطمع كل الأقاليم المجاورة، إلا أن الإهمال أصبح عنوان القرية بسبب تدني الخدمات رغم كل ما تحويه من آثار وسط إهمال من المسؤولين.
"طرانة " كوم بللو
تتبع حاليًا مركز السادات، وعرفت في النصوص اليونانية باسم "ثرميوثيس" وهو الاسم الذي حور في العربية، إلى "طرانة" وترجع الجذور الأولى للمنطقة للعصر الفرعوني وخصوصًا للأسرة السادسة والعشرون، وازدهرت المنطقة في القرن الثالث قبل الميلاد، وذلك لأنها كانت تقع في مفترق طرق القوافل التجارية التي تنقل البضائع من موانئ البحر المتوسط لتصل بها إلى غرب الدلتا، وخصوصا تجارة الملح، الذي كان يرد من وادي النطرون، وعثر في المنطقة على العديد من المقابر لمصريين ويونايين، والتي ضمت الكثير من الآثار الصغرى.
ووسط غضب من المهندس أحمد حجازي الخبير السياحي بالمنوفية، بسبب الإهمال الجسيم في الآثار طالب بسرعة بناء متحفا للمحافظة لعرض الآثار الموجودة في مخازن وسط الدلتا وتل "البندارية" في مدينة "تلا" ومعبد الملك "سوبك" بمركز الشهداء وكوم "أبوللو" في مدينة السادات وغيرها لتنشيط الحركة السياحية خارجيًا وداخليًا وزيادة الدخل القومي إضافة إلى تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار لكثرة الخامات المحلية بالمحافظة للصناعات اليدوية، والتي تعد من المعالم السياحية كالمشغولات الصدفية والسجاد والفخار.
سرسنا
تل "سرسنا" يوجد في مركز الشهداء، وأسفرت الحفائر فيه من قبل عن بعض الآثار الصغيرة التي ترجع للعصر اليوناني الرومانى، إلا أن قرية سرسنا الآن شهدت إهمالًا كبيرًا فبعد أن كانت محط أنظار هيئة الآثار والمحليات تحولت إلى خرابة ومرعي للأغنام والمواشي، مع بلد يعود إلى عصر الفتح الإسلامي حيث استشهد على أرضها عدد كبير من القادة والجنود العرب، وبعد الفتح الإسلامي سميت بهذا الاسم وأقيم بها أكثر من 500 مقام وضريح.
من ناحية أخرى محافظة المنوفية من المحافظات الذاخرة بالقصور الأثرية ومنها قصر خليل باشا الجزار في مدينة شبين الكوم، وهو المقر الرئيسي لجامعة المنوفية حاليا وقصر عبدالعزيز باشا فهمي، بكفر المصيلحة وقصر عبدالمنعم بك في مركز تلا.
فيما استنكرت أمينة التلاوي مدير مركز النيل للإعلام بالمنوفية غياب الدولة عن القيام بدورها في حماية المنطقة الأثرية بقويسنا، خاصة بعد التعديات الكبيرة عليها بعد الثورة مشيرة إلى أن عمليات السلب والنهب بالجبانة تمت بمباركة رموز الحزب الوطني المنحل، والتعديات تمت على مئات الأفدنة بها وإلقاء المخلفات بها بسبب بناء المنطقة الصناعية بالقرب من المنطقة الأثرية.
وطالبت التلاوي بضرورة حماية هذه المنطقة الأثرية، خاصة أنها مسجلة وخاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1990: "متسائلة كيف يتم إنشاء متحف دنشواي الذي يروي مذبحة دنشواي الشهيرة للفلاح المصري على يد الانجليز ويتم إغفال المنطقة الأثرية بقويسنا التي تروي ثلاثة عصور قديمة؟!.
من جانبه قال الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية إنه سيعمل خلال الفترة القادمة على إنشاء متحف خاص بالإقليم، ليجمع آثار المحافظة المنتشرة في مختلف مراكزها، بالإضافة للقطع الآثرية المحتفظ بها بمتاحف طنطا والقاهرة، لافتًا إلى أنه سيتم بناء سور حول المنطقة الآثرية لحمايتها من السرقة واللصوص ومنع تهريب آثارها ودخول غير المتخصصين أو الزائرين للمنطقة.
وأضاف عبد الباسط إلى أن المحافظة تحظي بسمعة طيبة ونسعى إلى إستقبال السائحين والزائرين للتعرف على معالمها التاريخية والأثرية وشراء منتجاتها المميزة من الوجبات الشهية والصناعات اليدوية، كالسجاد والمنسوجات والمشغولات اليدوية، لافتا إلى أنه سيتم عمل مسح للآثار على الطريق الزراعي السريع بجوار برج قويسنا، إضافة إلى إقامة مطعم وكافيتريا سياحية على أعلي مستوي، وتخصيص مزارات سيتم بيع منتجات محافظة المنوفية بها.