الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

الجيش السوري الإلكتروني يقود الحرب ضد أمريكا

الولايات المتحدة حاولت القبض على عناصره

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مارس الماضى ألقت السلطات الألمانية القبض على شاب سورى مقيم على أراضيها يدعى «بيتر رومان- ٢٦ عاما»، ثم قامت بتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية، بناء على طلب الحكومة الأمريكية التى طلبت اعتقاله وتسليمه لها على خلفية قيامه مع ثلاثة شباب سوريين بالدخول غير المصرح به على أجهزة كمبيوتر تابعة للبيت الأبيض، إضافة إلى ابتزاز شركات إنترنت أمريكية.
الحادثة التى تلقى الضوء على الحرب الإلكترونية التى تجرى فى عالمنا الافتراضي، أدخلت هؤلاء الشباب التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما تبين أنهم أسسوا أول فريق إلكترونى عربى عام ٢٠١١ باسم الجيش السورى الإلكتروني، وهو فريق قام بعمليات كثيرة ضد أنظمة وجهات سيادية تابعة لدول عربية وأجنبية، قاموا خلالها بالحصول على آلاف الوثائق والمستندات والمعلومات الحساسة التى لا تقل أهمية عن وثائق بنما أو تسريبات ويكليكس.
هذا الفريق الذى كان يعمل فى سرية صمم موقعا متميزا اسمه «SEA» على الإنترنت، إلا أنه تم إسقاطه من الشبكة عام ٢٠١٥، كما تعرضت صفحات الجيش السورى الإلكترونى بـ«الفيس بوك» للإغلاق أكثر من مرة دون سابق إنذار، ومع ذلك لا يزال أعضاء الفريق رغم الظروف الصعبة التى يعيشونها نتيجة لتصفية بعضهم فى سوريا يواصلون نشاطهم، رغم اتهامات المعارضة السورية لهم بأنهم تابعون لنظام بشار الأسد، معتبرين إياهم الذراع الإلكترونية للنظام السوري، والحقيقة أن الفريق وأعضاءه غير تابعين لأى جهة، وإن كانوا يدافعون عن النظام، ويفضحون كل أعدائه داخل وخارج سوريا.
كما وجه الفريق ضربة قوية للأمن القومى الأمريكى، بعد نجاحهم فى اختراق موقع «www.marines.com» الخاص بتجنيد مشاة البحرية الأمريكية، حيث وضعوا صورا على الموقع العسكري، ورسالة إلى قوات مشاة البحرية الأمريكية، مفادها أن الجيش السورى يجب أن يكون حليفهم الأول، وليس عدوهم فى مواجهة الإرهاب، الذى هو العدو المشترك لهما، وهو ما آثار ضجة هائلة فى أمريكا وتعرضت الحكومة هناك لحملة انتقادات كبيرة، مما دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع للرد بأن الموقع المخترق متصل بشبكة تجارية وليس بشبكة وزارة الدفاع، وأنه جار استعادته من القراصنة.
على أي حال فعقب هذه الحادثة، قامت مجموعة «أنونيموس» التى تضم قراصنة دوليين تشرف عليهم المخابرات الأمريكية باختراق وزارة الدفاع السورية، فيما جاء الرد السورى سريعا، حيث تم اختراق موقع «الأنونيموس» وبعدها اختراق الموقع الرسمى لوزارة الدفاع الأمريكية فى يونيو ٢٠١٥، وهو ما أغضب العسكريين فى أمريكا، مما دعا الجنرال «مالكوم فروست» المتحدث العسكرى الأمريكى للتأكيد على أنه تم اتخاذ إجراءات مناسبة تجاه «الجيش السورى الإلكترونى» الذى حاول فى عام ٢٠١٦ اختراق موقع البيت الأبيض فى أمريكا، إلا أن محاولته فشلت فى اللحظات الأخيرة.
ما سبق دعا أمريكا لاتخاذ إجراءات عديدة للقبض على قادة هذا الفريق، حيث أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالى (FPI) عن مكافأة مالية قدرها ١٠٠ ألف دولار، لمن يدلى بمعلومات عن الأشخاص الثلاثة الذين يقودون أعمال الفريق، وهم «أحمد عمر أغا- ٢٢ عاما» و«فراس دردار- ٢٧ عاما- و«بيتر رومان- ٢٦ عاما» الذى تم اعتقاله فى ألمانيا، فيما أكدت تقارير نشرتها صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، أن أغا وفراس مؤسسى الجيش السورى الإلكترونى لا يزالان فى سوريا.
ويبدو أن أمريكا ليست الدولة الوحيدة المستهدفة من الفريق السورى فهناك العديد من الاختراقات التى تمت لدول وأجهزة سيادية أخرى بهدف دعم نظام بشار، حيث تم اختراق الديوان الأميرى فى قطر، وموقع القوات المسلحة القطرية، ومكتب الشيخة موزة حاكمة قطر ووزارة الخارجية القطرية، كما تم اختراق جامعة الدول العربية ومكتب الدكتور «نبيل العربى» كما تم اختراق حساب الأمير السعودى «خالد بن سلطان بن عبدالعزيز» نائب وزير الدفاع السابق ومواقع الدفاع السعودية ووزارة الخارجية السعودية، إلخ.
وفى تركيا، تم اختراق مكتب «مراد بيار» مدير صناعات الدفاع، وأيضا وزارات الدفاع و الخارجية التركية، و«هياتى يازجى» وزير التجارة والجمارك، و«أرطوغول غوناى» وزير الثقافة والسياحة التركى.