السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

حرب عبرية ضد عمدة لندن المسلم صادق خان: "ابن الخياطة أصبح رئيسا"

صادق خان
صادق خان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الخوف والقلق انتابت الحكومة والإعلام فى إسرائيل، بسبب - ما أسموه - تنامى ظاهرة «اللاسامية» فى بريطانيا، متوقعين أن تتجه الأمور للأسوأ بعد تولى «صادق خان» المسلم منصب رئيس بلدية لندن، ورغم أن الإعلام يحذر مما أسماه تمييزا ضد اليهود، استخدم الآلية ذاتها، أى التمييز، فسخرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» من «خان» بطريقة عنصرية قائلة: «المسلم ابن الخياطة وسائق الأتوبيس أصبح رئيس لندن»، مما يدل على غضب واستياء تل أبيب من تولى مسلم مثل هذا المنصب، وهو ما دفع الصحف العبرية لفتح ملف تنامى «اللاسامية» فى الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، والتى لعبت دورا كبيرا فى نشأة وقيام إسرائيل، منذ أن منحتها وعد بلفور عام ١٩١٧.
ورصد الكاتب الإسرائيلى «بن درور يمينى» فى مقاله بجريدة «يديعوت أحرونوت»، عدة مظاهر للاسامية فى بريطانيا، خاصة فى اليسار المتمثل فى حزب العمال البريطانى، كصيحة تحذير منه للحكومة الإسرائيلية، فقال إن رئيس بلدية لندن السابق «كين لفنجستون» الذى طرد قبل أيام من حزب العمال - الذى كان يؤكد أن هتلر صهيونى - كانت تربطه صداقة خاصة بالداعية الإسلامى يوسف القرضاوى، ولم يسمع للانتقادات التى وجهت له عندما استضافه فى إنجلترا، كما صرح لفنجستون يومًا بأن إسرائيل لديها أسلحة نووية منذ سنوات طويلة ولم تتم ملاحقتها دوليًا.
وأضاف بن درور، أن مظاهر اللاسامية كشفت عن نفسها أكثر عندما استقال رئيس خلية الطلاب فى حزب العمال فى أكسفورد «إليكس تشلمرس» احتجاجا على تنامى المؤشرات اللاسامية فى الخلية، خاصة بعد تأييد الخلية لحماس، ومن جهة أخرى يظهر «جيرمى كوربين» من حزب العمال أيضا، الذى يبدى تعاطفا علنيا لحماس وحزب الله.
فيما أضاف الكاتب أن اليسار البريطانى بات يرفض حقوق اليهود كأفراد، وهو ما يعرف باللاسامية، ويرفض حق اليهود فى تقرير المصير كجماعة وهو ما يعرف بـ «اللاصهيونية».
وفى نفس السياق، علق البروفيسور «ليمور سميميان درش» فى تحليله بجريدة «إسرائيل اليوم» قائلا إن رئيس بلدية بلاكبورن السابق، «سليم مُلا» مقتنع بأن إسرائيل تقف خلف عمليات داعش فى فرنسا، ويناشد اليهود التوقف عن شرب دم غزة، وتقترح عضو البرلمان «ناز شاه»، وهى من حزب العمال أيضا أن يتم نقل دولة اليهود إلى الولايات المتحدة.
وحذر ليمور أن هذا أصبح يحدث فى أماكن أخرى فى العالم، وأن اللاسامية اقتربت من أن تصبح جزءا من خطاب رسمى للعديد من الدول، وأضاف أن الظاهرة وصلت أيضا إلى أماكن فى الولايات المتحدة، ولا سيما فى الأكاديميات، ففى عام ٢٠١٥ مثلا ارتفعت الأحداث اللاسامية تجاه الطلاب اليهود بمعدل ٣٨٪.
وفى نفس الإطار، تناول البروفيسور «آريه الداد» أزمة تنامى اللاسامية فى بريطانيا فى مقاله بجريدة «معاريف» قائلا «إن من يعتقد أن كراهية إسرائيل التى انتشرت فى اليسار الغربى ليست سوى رد فعل على سياسة إسرائيل جراء الاحتلال، عليه أن يعود للتاريخ. فبعد الحرب العالمية الثانية بقى فى أوروبا مئات الآلاف من اللاجئين اليهود، وقد سعوا إلى الهجرة إلى بلاد إسرائيل، ووقتها عارض «آرنست بافين» وزير الخارجية من حزب العمال الإنجليزى وثيقة «الكتاب الأبيض» التى صدرت حينها لمنع هجرة اليهود، وكانت مبرراته أن اليهود لا يمكن استيعابهم مجددا فى أوروبا، وأنهم ملزمون بالهجرة إلى بلاد إسرائيل، وأغلقت فى وجوههم أبواب الإمبراطورية.
وليس فقط بريطانيا، فألمانيا أيضًا بدأت تتخذ خطوات بطيئة لوقف تأييدها لإسرائيل، فذكرت مجلة «دير شبيجل» أن برلين تفكر فى وقف دعمها المطلق لإسرائيل بسبب شعورها بالإحباط تجاه سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إزاء الفلسطينيين، وخرج مصدر ألمانى مسئول لينفى ما ذكرته المجلة ورفضت الناطقة بلسان المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» التعقيب على ما يحدث، وفى هذا السياق علق البروفيسور «نحمان شايفى» فى مقاله بجريدة «جلوبوس» قائلا إن ألمانيا تحمل على أكتافها أخطاء إسرائيل، فهى مؤيدة لإسرائيل بالدم والنار، ولكن منذ فترة طويلة، العلاقة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبنيامين نتنياهو باتت متوترة بسبب سياسة إسرائيل، ورغم ذلك تساعد ألمانيا إسرائيل على شراء السفن السريعة من أجل الدفاع عن المياه الاقتصادية، ولكن هذا لا يمنع أن هناك اتجاهات داخل ألمانيا تطالب إسرائيل بتنفيذ حل الدولتين، وأضاف شايفى أن من يتابع الردود والتصريحات الألمانية سيلاحظ التصعيد، وليس صدفة أن هذا الأمر يجد تعبيرا فى وسائل إعلام بارزة جدا فى ألمانيا، مشيرا إلى أن نظرة الرأى العام فى ألمانيا إلى إسرائيل، أقل حميمية من المستوى القيادى، مؤكدا أنه إذا استمر الحال هكذا، سيستيقظ الجميع فى تل أبيب على قرارات ضد إسرائيل واجبة التنفيذ من جميع دول العالم.