"يا مسافر وحدك وفايتني، ليه تبعد عني وتشغلني، ودعني من غير ماتسلم، كفاية قلبي أنا مسلم".. تكفي هذه الكلمات فقط عنذ ذكرها أن تدخلك في "مود" السرحان في أجواء الزمن الجميل، وتميل برأسك للوراء لتستعد للدخول في "قوقعة" الاستمتاع على وقع الروقان واسع المدى، فما بالك لو جربت سماعها ولو لمرة عابرة على طريقة غالية بن علي، لتجد روحك بشكل تلقائي خطفت إلى معالي "الفصلان"، وتدخلك بإطلالتها الحية في وصلة من التأمل في ملكوت "الهدوء"، فاغمض عينيك قليلًا وادخل إلى محراب العشق لصوتها، واترك أطرافك تتمايل لا إراديًا مع رقصاتها الخفيفة، أهلًا بك إذًا في نادي "مهووسي" محبوبة المصريين الغالية.
غالية التونسية الأصل، بلجيكية المولد، مصرية الهوى، هي حالة عشق أكثر منها مجرد صوت طربي أصيل، مزجت بين سحر الكاريزما، وروح الغجرية، مع لمسات من خفة الدم والتلقائية، وحتى منتهى البساطة في التعامل، وطبعًا القدرة الساحرة على إلقاء تعاويذ المحبة لها في أرجاء أي مكان تقصده، خلقت لنفسها قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في العالم العربي بوجه عام، وبالأخص أم الدنيا، والتي تكن لها مكانة فسيحة في قلبها تكاد تتخطي حبها لمختلف البلدان التي زارتها في مسيرتها المهنية المتخطية لعقود، فعلى حد وصفها: "تونس حبي الكبير ومصر هي عشقي الأول، ودايما بشتاق ليها وعمري ما بشبع منها، ومهما غبت عنها بتفضل على بالي إني أرجعلها، وغيابي عنها غصب عني".
سحر الغجرية
جولة حفلات أغسطس
رغم مرور قرابة شهر فقط على آخر زيارات الغالية إلى مصر، والتي قدمت خلالها جولة من ثلاث حفلات متتالية في الحسين، إلا أن الاشتياق وصل مداه للحد الأقصي لدى جمهورها خاصة في الإسكندرية، فاندلعت مؤخرًا هوجة على إفنت حفلتها الأخيرة في المكتبة وتوالت "الشيرات" والتعليقات عليه باعتبارها حفلتها الجديدة، ولم ينتبه أحد أن "الإفنت أصلًا معمول من سنة" وهو عن حفلتها العام الماضي، لتخرج غالية عن صمتها معلنة أن "الحدث مش مزيف قوي"، لتكشف الستار عن مفاجأة قرارها الرجوع إلى مصر بجولة احتفالية طويلة، تبدؤها من قلب العاصمة الثانية عبر خشبة مسرح سيد درويش في دار أوبرا إسكندرية، وذلك مساء الجمعة 5 أغسطس المقبل، لتروى عطش جمهورها السكندري لرؤيتها بعد غياب قرابة السنة، ومن بعدها تشد الرحال إلى البحيرة، بحفلها في اليوم التالي على مسرح أوبرا دمنهور، ومن ثم الحفل الأكبر من نوعه لها، ليلة غنائية لن تتكرر وسط سحر قلعة صلاح الدين الأيوبي، وذلك مساء الخميس 18 أغسطس، وتحضر غالية عدة مفاجآت جديدة للمصريين، بتقديمها مشروعها الموسيقي الجديد، والذي ربما سيكون مغايرًا لبروجكت "أم كلثوم"، ومشروعها الأخير "ايجبترونيكا"، تقول "خلينا نقول بروجكت جديد وخلاص من غير تفاصيل، بس استنوني في أغسطس وهتتفاجئوا".
على هوى المصريين
لكن يبدو أن كلمة "مفاجأة" و"هقدم حاجة جديدة" بالرغم من كونها "حاجة كويسة" إلا أنها تنال أحيانًا ردًا عكسيًا من جمهورها المصري خاصة، الذي يصر دومًا على تقديم غالية لـ"ليستة" أغاني معروفة بها، و"مينفعش يتحضرلها حفلة من غير ماتتمسع"، خصوصًا أغنيتها الأكثر طلبًا "يامسافر وحدك"، و"هيمتني" و"لاموني اللي غاروا مني"، و بالطبع "ألف ليلة وليلة" فإن لم تجرب سماع "والهوى آه منه الهوى سهران الهوى يسقينا الهوى" على طريقتها الخلابة لايف فقد فاتك الكثير، مما يحدها في بعض الأحيان من التقيد بفكرة "هقدم بروجكت كذا أو كذا"، لأنها تجد نفسها مجبرة "وعلى قلبها زي العسل"، أن تلبي رغبات مستمعيها بتقديم وصلات غنائية طويلة بأغاني ليست من ضمن "البروجكت المذكور"، حتى وإن كانت في وقتها قد حضرت في جعبتها عدة مشاريع جاهزة "للعب لايف"، تقول "الناس بتطلب نفس الأغاني دايما فمبعرفش أقدم جديدا وده في مصر بس، ولما بقولهم هقدم حاجة جديدة يزعلوا وبرضو يطلبو نفس الحاجات مبقدرش أكسر بخاطرهم".
أرواح لا ينقطع وصالها
ألبومات كتير
غالية بن علي، ليست مجرد فنانة أو صوت ربما يطربك قليلًا بين الحينة والأخرى، ولكنها تملك من الجاذبية والسحر ما يجعل أغانيها تناسب مودك أيًا كان، وإن جربت لمرة سماعها "لايف" فستأسرك بشكل مبالغ فيه، وإن دخلت لمحراب تراكاتها على الساوند فلن تخرج سوى بعد إعادتها عدة مرات دون ملل، فيكفي خطفتك في حالة "الحياة نفس"، أو "باسط الطرقات"، أو سرحانك مع "شحبت روحي" و"سيد الكونين"، أو أكتفي بغمض عينيك وانفصل عما حولك مع "ألف ليلة وليلة".