الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

غالية بن علي: تونس حبي الكبير ومصر عشقي الأول وغيابي عنها غصب عني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا مسافر وحدك وفايتني، ليه تبعد عني وتشغلني، ودعني من غير ماتسلم، كفاية قلبي أنا مسلم".. تكفي هذه الكلمات فقط عنذ ذكرها أن تدخلك في "مود" السرحان في أجواء الزمن الجميل، وتميل برأسك للوراء لتستعد للدخول في "قوقعة" الاستمتاع على وقع الروقان واسع المدى، فما بالك لو جربت سماعها ولو لمرة عابرة على طريقة غالية بن علي، لتجد روحك بشكل تلقائي خطفت إلى معالي "الفصلان"، وتدخلك بإطلالتها الحية في وصلة من التأمل في ملكوت "الهدوء"، فاغمض عينيك قليلًا وادخل إلى محراب العشق لصوتها، واترك أطرافك تتمايل لا إراديًا مع رقصاتها الخفيفة، أهلًا بك إذًا في نادي "مهووسي" محبوبة المصريين الغالية.

غالية التونسية الأصل، بلجيكية المولد، مصرية الهوى، هي حالة عشق أكثر منها مجرد صوت طربي أصيل، مزجت بين سحر الكاريزما، وروح الغجرية، مع لمسات من خفة الدم والتلقائية، وحتى منتهى البساطة في التعامل، وطبعًا القدرة الساحرة على إلقاء تعاويذ المحبة  لها في أرجاء أي مكان تقصده، خلقت لنفسها قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في العالم العربي بوجه عام، وبالأخص أم الدنيا، والتي تكن لها مكانة فسيحة في قلبها تكاد تتخطي حبها لمختلف البلدان التي زارتها في مسيرتها المهنية المتخطية لعقود، فعلى حد وصفها: "تونس حبي الكبير ومصر هي عشقي الأول، ودايما بشتاق ليها وعمري ما بشبع منها، ومهما غبت عنها بتفضل على بالي إني أرجعلها، وغيابي عنها غصب عني".

سحر الغجرية

لا يمر عام دون أن تضع الغالية بصمتها الخاصة في قلوب "مهووسيها" في أم الدنيا، بجولة احتفالية تطال العاصمتين القاهرة والإسكندرية وأحيانا عدة محافظات، الحفلة تكون "كومبليت" و"سولد اوت"، حتى بعد بضعة ساعات فقط من إعلان خبر الحفل أيًا كان المكان، أجواء الحفلة ربما قد توصف بـ"قعدة مزاج"، فتجد الجماهير احتلت المسرح حيث ينعدم وجود شبر "فاضي"، لا يوجد سقف أو تصنيف معين للحضور، فتجد الشباب وسط كبار السن وحولهم العائلات وحتى الأطفال، والكل يتمايل في "خفة" و"سرحان" مع صوتها، وتتعالى الضحكات المبهجة بين كل أغنية وأخرى على خلفة "إفيه" تكسر به الغالية الحاجز الفاصل بينها وبين حضورها، أو بوصلة رقص تلقائية تدخلها دون تفكير مع إحدى أغانيها، فمابالك لو كانت تغني"هيمتني" أو "سيرة الحب".

جولة حفلات أغسطس

رغم مرور قرابة شهر فقط على آخر زيارات الغالية إلى مصر، والتي قدمت خلالها جولة من ثلاث حفلات متتالية في الحسين، إلا أن الاشتياق وصل مداه للحد الأقصي لدى جمهورها خاصة في الإسكندرية، فاندلعت مؤخرًا هوجة على إفنت حفلتها الأخيرة في المكتبة وتوالت "الشيرات" والتعليقات عليه باعتبارها حفلتها الجديدة، ولم ينتبه أحد أن "الإفنت أصلًا معمول من سنة" وهو عن حفلتها العام الماضي، لتخرج غالية عن صمتها معلنة أن "الحدث مش مزيف قوي"، لتكشف الستار عن مفاجأة قرارها الرجوع إلى مصر بجولة احتفالية طويلة، تبدؤها من قلب العاصمة الثانية عبر خشبة مسرح سيد درويش في دار أوبرا إسكندرية، وذلك مساء الجمعة 5 أغسطس المقبل، لتروى عطش جمهورها السكندري لرؤيتها بعد غياب قرابة السنة، ومن بعدها تشد الرحال إلى البحيرة، بحفلها في اليوم التالي على مسرح أوبرا دمنهور، ومن ثم الحفل الأكبر من نوعه لها، ليلة غنائية لن تتكرر وسط سحر قلعة صلاح الدين الأيوبي، وذلك مساء الخميس 18 أغسطس، وتحضر غالية عدة مفاجآت جديدة للمصريين، بتقديمها مشروعها الموسيقي الجديد، والذي ربما سيكون مغايرًا لبروجكت "أم كلثوم"، ومشروعها الأخير "ايجبترونيكا"، تقول "خلينا نقول بروجكت جديد وخلاص من غير تفاصيل، بس استنوني في أغسطس وهتتفاجئوا".

على هوى المصريين

لكن يبدو أن كلمة "مفاجأة" و"هقدم حاجة جديدة" بالرغم من كونها "حاجة كويسة" إلا أنها تنال أحيانًا ردًا عكسيًا من جمهورها المصري خاصة، الذي يصر دومًا على تقديم غالية لـ"ليستة" أغاني معروفة بها، و"مينفعش يتحضرلها حفلة من غير ماتتمسع"، خصوصًا أغنيتها الأكثر طلبًا "يامسافر وحدك"، و"هيمتني" و"لاموني اللي غاروا مني"، و بالطبع "ألف ليلة وليلة" فإن لم تجرب سماع "والهوى آه منه الهوى سهران الهوى يسقينا الهوى" على طريقتها الخلابة لايف فقد فاتك الكثير، مما يحدها في بعض الأحيان من التقيد بفكرة "هقدم بروجكت كذا أو كذا"، لأنها تجد نفسها مجبرة "وعلى قلبها زي العسل"، أن تلبي رغبات مستمعيها بتقديم وصلات غنائية طويلة بأغاني ليست من ضمن "البروجكت المذكور"، حتى وإن كانت في وقتها قد حضرت في جعبتها عدة مشاريع جاهزة "للعب لايف"، تقول "الناس بتطلب نفس الأغاني دايما فمبعرفش أقدم جديدا وده في مصر بس، ولما بقولهم هقدم حاجة جديدة يزعلوا وبرضو يطلبو نفس الحاجات مبقدرش أكسر بخاطرهم".

أرواح لا ينقطع وصالها

ولذا لا تنوي الغالية الكشف عن تفاصيل كثيرة عن ماهية "البروجكت" الذي ستقدمه في جولة أغسطس "أنا نفسي لسة مش عارفة هقدم إيه ولا إيه"، وقررت أن تحمل "التور" الجديدة شعارًا أوسع في معناه دون التحدد بتصنيف أو مسمى معين، تقول "هسمي الرحلة الغنائية الجاية الأرواح التي لا ينقطع وصالها، وده يخليلي براح أقدم المفاجآت اللي عايزاها واللي الجمهور عايزها"، كما تتمنى غالية أن تقدم كل ما في جعبتها من مشاريع موسيقية تقدمها في أوروبا إلى جمهورها المصري، لكن هنالك بعض الصعوابات التي تواجه مسعاها، منها صعوبة قدوم كافة الموسيقيين المشاركين معها إلى مصر، تقول "مش سهل أجيب المزيكاتية لمصر، وده طبعًا ميقللش من قيمة المزيكاتية اللي بتعامل معاهم في مصر واللي هموت وأتباهى بيهم في أوروبا".

ألبومات كتير

غالية انهمكت في الفترة الأخيرة في دخولها قوقعة "زحمة تسجلات وبروفات"، حيث انتهت أخيرًا من وضع لمساتها الأخيرة على عدة مشاريع موسيقية جديدة، منها ألبوم "موصول"، والذي تم الانتهاء منه بالكامل، بجانب انطلاقها في بروفات تسجيل بروجكت ألبوم "رمزية من الرغبة" بمشاركة زفيرو تورنا وفريق "فوكال كونسورت برلين"، والمقرر الانتهاء من تسجيله نهاية شهر يونيو المقبل، إضافة إلى وداعها العام الجاري بمسك الختام عبر أجدد ألبوماتها "في غياب الحجاب"، والذي سيتم الانتهاء منه نهاية السنة، ولكنها وسط "سحلتها" في عالم الموسيقى الخاص بها، تمكنت الغالية من وضع بصمتها الاستثنائية في دنيا الشاشة الكبيرة عبر مشاركتها في الفيلم التونسي "على حلة عيني"، للمخرجة ليلى بوزيد، والذي تلعب خلاله دور والدة لفتاة شابة تغني في فرقة روك في فترة ما قبل الثورة، وتمكن الفيلم من الاستحواذ على أكثر من 25 جائزة في مهرجانات عالمية، منها جائزة المهر بمهرجان دبي السينمائي، وأفضل فيلم بمهرجان البندقية، وأفضل فيلم روائي من مهرجان الأقصر السينمائي، بجانب مشاركت في مهرجان "تريبيكا" في نيويورك، وعرض مؤخرًا في إيطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وحاليًا في مصر.

غالية بن علي، ليست مجرد فنانة أو صوت ربما يطربك قليلًا بين الحينة والأخرى، ولكنها تملك من الجاذبية والسحر ما يجعل أغانيها تناسب مودك أيًا كان، وإن جربت لمرة سماعها "لايف" فستأسرك بشكل مبالغ فيه، وإن دخلت لمحراب تراكاتها على الساوند فلن تخرج سوى بعد إعادتها عدة مرات دون ملل، فيكفي خطفتك في حالة "الحياة نفس"، أو "باسط الطرقات"، أو سرحانك مع "شحبت روحي" و"سيد الكونين"، أو أكتفي بغمض عينيك وانفصل عما حولك مع "ألف ليلة وليلة".