قدرت مصادر بمحافظة القاهرة خسائر الحريق الذى شهده شارع «الرويعى» بمنطقة «العتبة»، فجر أمس الاثنين، بأكثر من ١٠٠ مليون جنيه، مشيرة إلى أن النيران دمرت ما يقرب من ٢٠٠ محل للأقمشة والمواد البلاستيكية، إلى جانب الخسائر البشرية المتمثلة فى إصابة ٧٧ مواطناً، لا يزال ٣٦ منهم يتلقون العلاج بالمستشفيات.
وقال اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظ القاهرة، إن قوات الحماية المدنية تمكنت من السيطرة على الحريق الذى لحق بأحد فنادق «العتبة»، والمبانى المجاورة له، مشيراً إلى أن استخدام المبانى كمخازن لمواد البويات والدهانات ومواد سريعة الاشتعال، زاد من اشتعالها، وجعل قوات الحماية المدنية تواجه صعوبة كبيرة فى إطفائها، ما استدعى تدخل القوات المسلحة فى إخماد الحريق والسيطرة عليه.
وأصدر «اللواء تيمور»، تعليماته لكل من العميد أحمد عبدربه، رئيس حى «الموسكى» بتشكيل لجان هندسية وفنية لمعاينة العقارات وتحديد مدى تضررها من آثار الحريق، وحجم الخسائر، كما كلف المهندس حافظ السعيد، رئيس «هيئة نظافة وتجميل القاهرة» برفع الأنقاض، فور الانتهاء من معاينة النيابة العامة لموقع الحريق والمعمل الجنائى لتحديد أسبابه.
كما تم التنسيق مع كافة القيادات الأمنية، برئاسة اللواء خالد عبدالعال، مدير الأمن، وإقامة كردون أمنى لمنع تداخل المواطنين، والحفاظ على حياتهم، والتنسيق لإجراء تعديلات مرورية لمنع التكدس المرورى بالمنطقة.
وأشار إلى أن المحافظة ستبحث مع «التضامن الاجتماعى» الحالات المضارة من الحريق لتعويضها خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن قوات الجيش ساعدت فى السيطرة على الحريق الذى امتد إلى مصنع الجلود ومحل الأحذية الموجودين بداخل إحدى الحارات من عقار «الأندلس»، بعد اشتعال النيران فى آخر ٣ طوابق منه، ووصول النيران إلى عشرات المحال المجاورة.
فيما تفقدت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، الموقع بالأمس، وأكدت أنها أرسلت على الفور وكيل الوزارة بالقاهرة، ومجموعة لجان خاصة للوقوف بجانب المصابين، مشيرة إلى أن التقرير المبدئى الذى تسلمته هو دخول ٤٧ حالة مصابة باختناق، وقالت: «يوجد حاليا لجان خاصة لحصر كل الخسائر التى تسبب فيها الحريق»، وأشار كمال الشريف، رئيس قطاع الشئون المالية، إلى أن «قانون النكبات» يسمح بتعويض الحالات المتضررة بحد أقصى ٥ آلاف جنيه.
وأوضح اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب المحافظ للمنطقتين الشمالية والغربية، أن السبب المبدئى للحريق «مجهول» وأن اللجنة التى شكلتها المحافظة ستبدأ عملها بعد الانتهاء من عمليات التبريد، لافتاً إلى أن العقارات التى نشب بها الحريق صالحة وغير صادر ضدها أى قرارات إزالة.
ونوه بأن السبب فى كثرة الحرائق فى المخازن هو عودة الباعة الجائلين، واحتلال العقارات القديمة لتخزين بضائعهم، وهو ما تسبب فى زيادة الاشتعال، لافتاً إلى أن العقارين المشتعلين حديثا فى «شارع الجيش» لم يمتد إليهما الحريق، لكن اشتعلا من نفسهما، وجار البحث عن السبب الحقيقى وراء تعدد حرائق «العتبة» ومحيطها.
