الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

مسئولو"ثربانتس: لـ"البوابة نيوز": المعهد جسر ثقافي بين مصر و21 دولة ناطقة بالإسبانية

مدير معهد ثربانتس
مدير معهد ثربانتس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خوسيه مانويل ألبا  «الثقافة الإسبانية إرث مشترك لـ 21 دولة.. ويجب ألّا تتوقف جهود الابتكار الهادفة إلى توطيد التبادل الثقافي الإيجابى»

روبرتو إيبرت: «الثقافة إحد أهم أذرع النشاط الدبلوماسى.. وتعاوننا مع "ثربانتس" كان مكسبًا لكل الأطراف»

أسسته الحكومة الإسبانية في 1991، وبعد 33 عاماً، وبينما يعمل في خمس قارات من خلال 90 مركزاً حول العالم، صار نافذة تطل منها 21 دولة ناطقة بالإسبانية على الجمهور المصري؛ إنه معهد ثربانتس "المركز الثقافي الإسباني" الذي يخاطب الجمهور المصري من خلال مقرّيه بالقاهرة والإسكندرية، وخارجهما عبر أنشطته التعليمية الهادفة إلى نشر اللغة والثقافة الإسبانية.

خلق معهد ثربانتس نموذجاً فريداً للتعاون الدولي المشترك يرحّب بالتنوع ويتحد تحت راية الإرث الثقافي المشترك - الأمر الذي جعل منه مقصِداً محورياً للمهتمين بفنون جميع البلدان الناطقة بالإسبانية، وتاريخها، وأدبها، وثقافتها الشعبية داخل مصر … ذلك التعاون الذي وصفه كل من سفير جمهورية تشيلي في مصر، روبرتو إيبرت، والسيد خوسيه مانويل، مدير معهد ثربانتس بمصر بـ "المكسب لكل الأطراف، أو ما يمكن لفظه بالإسبانية: Situación en la que todos ganan".

حاورت روبرتو إيبرت، وخوسيه مانويل، ومنصة Wejoinlife الراعية لفعاليات معهد ثربانتس بمصر، لتسلط الضوء على التعاون المشترك بينهم لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدان الناطقة بالإسبانية ومصر. 
 

"القاعدة الأولى: الالتفاف حول الهدف المشترك!"
يقول خوسيه مانويل ألبا، مدير معهد ثربانتس: "قبل أكثر من ثلاثة عقود، أسست الحكومة الإسبانية معهد ثربانتس، الذي سُميّ تيمنًا بالكاتب الإسباني الشهير ميجيل دي ثربانتس، مؤلف رواية “دون كيخوتي” التي تُعتبر واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في التاريخ وأول رواية حديثة في الأدب الغربي. وبينما اتخذ من مدريد مقراً رئيسياً له، كانت غايته الأساسية هي تلبية الحاجة الإستراتيجية لتنسيق ودعم العمل الخارجي للدولة فيما يتعلق بتدريس اللغة الإسبانية والتعريف بالثقافة الإسبانية. ومن هنا كانت نقطة الانطلاق لتعاون يرتكز حول حقيقة أن الثقافة الإسبانية هي إرث لكل المجتمع المتحدث بالإسبانية، ومن ثم، تشكل التعاون الوطيد بين ثربانتس ومختلف البعثات الدبلوماسية للبلدان الناطقة بالإسبانية في مصر".

محاور عمل متكاملة
تابع خوسيه: "إن هدفنا كمركز ثقافي ليس إظهار كم أن الثقافة بالإسبانية هي جميلة ومثيرة للاهتمام، بل هدفنا هو تحفيز حوار إبداعي ومتبادل مع فنانين ومحترفين وفنيين محليين، من أجل نشر أكثر فعالية للثقافة.
وترتكز أعمال ثربانتس على عدة محاور؛ أولها تعزيز الإبداع المعاصر بخلق تفاعل وتكامل بين الإنتاج الثقافي الإسباني والصناعة الثقافية المحلية، وتسليط الضوء على الإسهامات العلمية باللغة الإسبانية وعلى اللغة الإسبانية كلغة للعلوم والبحث. كما يعد إحياء الموروث الثقافي القيِّم ركيزة أساسية لأعمال ثربانتس - وجدير بالذكر أن معهد ثربانتس يولي بهذا الصدد اهتماماً كبيراً بنشر الأعمال الثقافية التي قدمتها النساء بمختلف العصور، في إطار رؤى نقدية جديدة للثقافة الإسبانية تحمل قيماً حاسمة.

ويتحقق ذلك من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية المتنوعة، وورش العمل والدورات الثقافية والتعليمية، والمشاركة في المهرجانات المحلية - ونذكر على سبيل المثال في هذا السياق مشاركة ثربانتس في مهرجان "هي الفنون" الذي يعقد نهاية الشهر الجاري، ومهرجان القاهرة لموسيقى الجاز في نوفمبر، ومهرجان بانوراما السينما الأوروبية، ومهرجان "سديم" الذي يعمل على جمع فنانين من مختلف البلدان في إقامة إبداعية في مصر بمشاركة فنانين محليين، ويُتوج الجهد الجماعي بأعمال فنية مشتركة".

روبرتو إيبرت: "التعاون مكسب للجميع"
أعرب روبرتو إيبرت، سفير دولة تشيلي في مصر، عن اعتزازه بالعمل المشترك ونموذج التعاون الفعال بين البعثة الدبلوماسية التشيلية ومعهد ثربانتس. وصرّح قائلاً، "إنه عمل تعاوني بالغ الأهمية، وأرى أنه يفيد جميع أطراف التعاون؛ إذ يتيح لنا الوصول إلى جمهور يصعب علينا الوصول إليه بجهد منفرد؛ لا سيما القاعدة الجماهيرية المتمثلة في طلاب معهد ثربانتس وطلاب الجامعات الذين تجتذبهم أنشطة المعهد، كما يعزز أجندة المعهد بفعاليات ثقافية قيِّمة تدعم اقتراب الجمهور من الثقافة اللاتينية الغنية بالأدب والفنون، لا سيما أعمال كتاب وشعراء عظماء، لذلك لدينا الكثير لنساهم به في هذا المجال. 
وأضاف: يتواصل المصريون المهتمون بالثقافة اللاتينية باستدامة مع معهد ثربانتس للتعرف على الأنشطة التي ينظمها، ولهذا السبب، يعد التعاون مع المعهد طريقة فعالة للغاية للوصول لكل المهتمين بثقافتنا، خاصة أن نشاط السفارة التشيلية في مصر حالياً يرتكز على المهام والدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية مع السلطات المحلية.

"الجهود الثقافية: دبلوماسية ناعمة"
أضاف السفير روبرتو إيبرت: "نرى أن الثقافة إحدى أهم أذرع النشاط الدبلوماسي، ومن شأنها فتح آفاق هائلة في بلدان مختلفة وفي بلدان ذات ثقافة مختلفة تمامًا عن ثقافتنا اللاتينية رغم العديد من أوجه التشابه. وتساعدنا الجهود الثقافية على التقارب وتوطيد العلاقات التشيلية-المصرية، فيما يمكن وصفه بالدبلوماسية الناعمة، نظراً لكونها أداة أساسية للتقريب بين البلدين والثقافتين.
وأضاف: "لتعزيز نشر الثقافة التشيلية والتبادل الثقافي بين تشيلي ومصر، تبرعنا لمكتبة معهد ثربانتس، ولمكتبات مختلفة داخل مصر، بأعمال بابلو نيرودا وجابرييلا ميسترال، وكلاهما حائز على جائزة نوبل في الأدب وأيضًا هما من أشهر كُتاب تشيلي وكل هذا بدعم من وزارة العلاقات الخارجية في تشيلي، والتي تهدف من خلال سفاراتها في الخارج إلى نشر الأدب التشيلي. 
 فعاليات ثقافية تراعي الثقافة المحلية
يقول السفير روبرتو إيبرت: "إن المعيار الذي نستخدمه لاختيار الفعاليات الثقافية المُنظمة هو مدى تحقيق غاية التعريف بالثراء الثقافي لثقافتنا اللاتينية والسماح بوصولها ليس فقط إلى الأشخاص الذين يدرسون اللغة الإسبانية أو المنتمين بالفعل إلى هذه الثقافة، كالجالية المقيمة داخل مصر، بل أيضًا إلى كل من يرغب في التعرف على تلك الثقافة بشكل أكبر. 
وثمة معيار آخر نأخذه في الاعتبار هو احترام الثقافة المحلية، لذلك يُراعى في جميع الأنشطة تقدير الثقافة المحلية وتسليط الضوء على أوجه التلاقي المتعددة أثناء عملية التبادل الثقافي مع البلد المضيف. 

التطوير ماراثون دون خط نهاية!
يقول خوسيه: "على مستوى مختلف جهود ثربانتس الثقافية، أصبح اسم المعهد مرادفاً للجودة والإتقان، إذ يُراعى في مختلف الأنشطة الحفاظ على كفاءة الخدمات المقدمة والتمثيل المشرّف لثقافة دولة إسبانيا والدول الناطقة بالإسبانية، وهو ما لا يتحقق من دون بحث مستفيض للجمهور المستهدف، واهتماماته، فضلاً عن التعاون مع الأطراف الفاعلين بالمشهد الثقافي محلياً والعمل يداً بيد لمواكبة التطور."
 وأضاف: "كان الاستعانة بشركاء تقنيين إضافة قيِّمة من الناحية الفنية والاقتصادية. إذ تُعدّ الرعاية إحدى أكثر صيغ التمويل استخداماً في عالم تنظيم الأنشطة الثقافية. وبفضل رعاية شركات مثل WeJoinLife، التي تدعم أنشطة المركز، يمكننا إجراء المزيد من الجهود وتنفيذ أنشطة قد لا يتسنى إنجازها بمواردنا منفردين".

"معادلة الرعاية التجارية الناجحة للمشاريع الثقافية"
يتحمل الراعي مسؤولية تجاه الجمهور الذي يستمتع ببرامجنا الثقافية، إذ لا يقتصر حضوره على الترويج لمنتج فني تجاري عالي الجودة، بل لا بد أن يحقق الرعاة معادلة الالتزام بقيم الإثراء الثقافي، هكذا صرح خوسيه مانيويل، رداً على مسألة القيمة المضافة إثر الاستعانة برعاة للمشاريع الثقافية.
 وأضاف: "كان نموذج التعاون مع WeJoinLife، الراعية لفعاليات ثربانتس- في عروض أفلام السينما التشيلية التي تنظمها سفارة تشيلي بالتعاون مع معهد ثربانتس نموذجاً يُحتذى به، ونشجع الشركات الأخرى على أن تحذو حذو WeJoinLife في نموذج التعاون الناجح مع معهد ثربانتس".
 من جانبها، أوضحت WeJoinLife الراعية لفعاليات معهد ثربانتس - وهي منصة لدعم الأعمال المستقلة تمثل بديلاً للأسواق التقليدية، حيث تتيح التواصل المباشر بين المورد والعميل، مما يسمح بتطوير وتحسين الخدمة  وتقليل تكاليف الوسطاء - أن "الرعاية الملتزمة من شأنها بناء جسور ثقافية جديدة بفتحها آفاق جديدة وإيجاد أفكار لمشروعات مشتركة وبناءة تفيد الطرفين. فعلى سبيل المثال، تعمل الشركة على ابتكار منتجات وتقنيات عمل لدعم أعمال المؤسسة الثقافية وأهدافها المتعددة، فمثلاً، من خلال أعمالنا ذات الصلة بالإنتاج الإعلامي، يمكننا تحقيق هدف التبادل الثقافي والتقارب العملي بأن ننتج على سبيل المثال لا الحصر مقطعاً يصور مرشداً سياحياً مصرياً يستعرض جولة سياحية ويقدمها باللغة الإسبانية لاجتذاب السياح الناطقين بالإسبانية قبل زيارة مصر، أو نرعى التعاون القانوني المتخصص لتسهيل إجراءات جذب الاستثمارات إلى مصر وتأسيس أعمال مصرية في إسبانيا، وغيرها".

المزيد على طاولة التعاون الثقافي بين ثربانتس وتشيلي لعام 2024
تتضمن أجندة ثربانتس دورياً العديد من العروض السينمائية بتنظيم مشترك مع السفارة التشيلية في مصر. ويقول روبرتو إيبرت: "في العقدين الماضيين، طورت تشيلي إنتاجًا سينمائيًا مثمرًا للغاية، ونواصل التعاون مع معهد ثربانتس لنشر هذا الإنتاج وتحقيق التقارب بين الثقافتين التشيلية والمصرية من خلال السينما؛ وبالفعل، نشارك منذ سنوات في دورة الأفلام الأيبيريوأمريكية بفعالية. 
 وثمة أنشطة أخرى على أجندة تعاوننا الثقافي حتى نهاية العام، تتمثل في استضافة فنانين تشيليين، وبالفعل إحدى فعالياتنا في الفترة المقبلة ستتضمن استضافة فنان تشيلي يصنع أعمالاً فنية بمواد معاد تدويرها وستتزامن الاستضافة مع تنظيم ورش عمل للفنان في الجامعات والمدارس لنشر أعماله وشرح كيفية استخدام المواد المعاد تدويرها لإنتاج عمل فني ولتعزيز نهج الاستدامة.