الأحد 13 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

7 أيام.. رحلة الآلام في المسيحية

الكنائس تتشح بالسواد ومعايشة لصلب «المسيح»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ أسبوع الآلام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية مساء أمس الأحد، حيث مظاهر الحزن تبدو واضحة تماما في الكنيسة خلال هذا الأسبوع، إذ تلتف أعمدة الكنيسة والأيقونات وبعض الجدران بأقمشة سوداء، فضلًا عن الألحان الحزينة، ويكون المسيحيون بعيدين عن كل مظاهر الفرح، وهذا الأسبوع آخر أسبوع في الصوم الكبير (٥٥ يومًا)، ويحتوى في قراءاته على سفر «الرؤيا» كاملًا «آخر أسفار الكتاب المقدس»، ويقرأ في ليلة «أبوغلامسيس»، أي سفر الرؤيا باليونانية.
يقول البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس الراحل، في كتابه «تأملات في أسبوع الآلام» إن هذا أسبوع ملىء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص وأهم فصل في قصة الفداء.
ويتكون أسبوع الآلام من: 
اليوم الأول: «سبت لعازر»، هو السبت الذي أقام فيه المسيح لعازر، وكان بذرة غضب كهنة اليهود؛ لأن إقامة لعازر أدت إلى اتباع كثير من الناس المسيح الذي كان ينتقد شيوخ اليهود.
اليوم الثانى: «أحد السعف»، هو تذكار دخول المسيح أورشليم، وسمى بذلك، لأن اليهود ومن حولهم استقبلوه كملك بسعف النخيل فرحًا بقدومه.
اليوم الثالث: «اثنين البصخة»، والبصخة تعنى باللغة القبطية «العبور»، ذكرى عبور النبى موسى لليهود من البحر الأحمر، هربًا من عبودية فرعون، وثلاثاء وأربعاء البصخة، لذلك يسمى أيضًا بأسبوع البصخة.
اليوم الرابع: «خميس العهد»، الذي أسس فيه المسيح سر التناول (رمزًا لتجسده وموته وقيامته في اليوم الثالث)، وسر الكهنوت، كذلك أفصح فيه عن خيانة يهوذا، الذي أسلمه بعد أن قام بتقبيله، لذلك لا يقبّل الأقباط بعضهم بعضًا في ذلك اليوم، ويقوم الكاهن في هذا اليوم بغسل أرجل المصلين (إشارة إلى ما فعله المسيح مع تلاميذه) ورشمهم بالزيت، أيضا في يوم خميس العهد تم القبض على المسيح ليلًا بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف.
اليوم الخامس: «الجمعة العظيمة»، وصلب فيها المسيح على الجلجثة، (مكان الصلب)، وشاهده الآلاف من الشعب حينما مات، وهذا اليوم يشهد حضور الملايين من المصلين داخل الكنائس. 
اليوم السادس: «سبت الفرح» أو «سبت النور»، المسيح في القبر. 
اليوم السابع: «أحد القيامة»، قيامة السيد المسيح وظهوره لمريم المجدلية.
ولأن السيد المسيح تكلم عن الحب الأعظم، فقال: «ليس حبا أعظم من هذا أن يضحى الإنسان بنفسة لأجل أحبائه»؛ لذلك يسمى عند المسيحيين «أسبوع الحب الإلهى»، هو أقدس أيام السنة كلها لدى الأقباط، لهذا تتعامل الكنيسة مع هذا الأسبوع بالسمو الروحى أكثر من أي أسبوع آخر، حيث تشهد فيه نسكًا وأصوامًا وسجودًا متكررًا ونوعًا من تبادل الحب الإلهى.
في هذا الأسبوع تتشح الكنيسة بالسواد في رمزية ترقى إلى حد المعايشة التضامنية للسيد المسيح في آلامه، والستائر السوداء التي توضع في الكنيسة، هي ليست دلالة عن إعلان حداد أو حزن عام على السيد المسيح، لكن الحزن على الخطية التي سببت للمسيح كل هذه الآلام، وكذلك هي تعبير عن حزن التلاميذ حينما سمعوا حديث المسيح عن آلامه وموته، وبالتالى فإن المسيحيين يلجئون إلى العبادة المستمرة وقراءة الكتاب المقدس كله خلال هذا الأسبوع.
توضع الستائر السوداء على الحوائط والأعمدة وستور الهيكل (في الكنيسة عمومًا)، إشارة إلى سيطرة الخطية قبل الفداء، لذلك أسبوع الآلام يسبب للنفس الإنسانية حزنًا، مما يدفعها إلى التوبة عن الخطية.