الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

باحث أثري: الفراعنة أول من حرروا البلاد من الاحتلال الأجنبي

الباحث الآثري أحمد
الباحث الآثري أحمد عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إنه في شهر أبريل من كل عام يتم الاحتفال بذكرى تحرير الأرض وتطهيرها من الاحتلال الأجنبي، مشيرًا إلى أن ذلك الاحتلال لم يكن الأول على أرض مصر.
ولفت عامر في تصريحات لـ "البوبة نيوز "، اليوم الأحد، إلى أن مصر احتلت قديمًا في عهد الفراعنة من جانب "الهكسوس" الذين أقاموا دولتهم التي امتدت من شرق الدلتا، ثم مصر الوسطى حتى أسيوط، موضحًا أن دولة "الهكسوس" شملت عصور الأسرات الـ15 والـ 16، ثم الـ17 في الشمال، مضيفًا أن الجنوب فقد تكونت أسرة من حكام طيبة يطلق عليها أيضًا الأسرة الـ17، متباعًا وقد إتفق العلماء على أن "الهكسوس" دخلوا البلاد في عام 1710 ق.م، وأسسوا عاصمتهم "أواريس" أو "أفاريس" وهي مدينة "صان الحجر" حاليًا، وأقاموا فيها معبدًا للإله "سوتخ"، وهو الإله "ست" عام 1680 ق.م، ثم طردوا من مصر نهائيًا عام 1570 ق.م، أما عن أهم الملوك الذين تركوا لنا آثارًا لهذا العصر هو الملك "خيان" التي لم يُعثر عليها في مصر وحدها، بل في البلاد المجاورة أيضًا.
وأضاف الباحث الأثرى، أن حكم "الهكسوس" لمصر كان هو العامل القوى الذي جعل الشعب المصري شعبًا محاربًا طلب الحرية ونالها، ثم عرف طعم الحرب وتذوق طعم الانتصار، ويُستدل على ذلك من البردية التي تقول أن ملك "الهكسوس" المدعو "أبيبي" أرسل رسولًا إلى "سقنن رع" أمير طيبة يحذره من عاقبة صياح أفراس البحر التي تقطعن مياه طيبة وتزعج ملك "الهكسوس" في عاصمته "أواريس" أو "أفاريس" وتمنعه من النوم ليلًا ونهارًا، وتعتبر هذه الرسالة بمثابة الاستفزاز الرسمي الذي تلته الحرب، ونعتقد أن الحرب بدأت في عهد "سقنن رع" إذ عثرنا على جثته المحنطه ويتضح منها أن الأمير قد لقي حتفه في الحرب وتولي بعد إمارة طيبة ولده "كامس" الذي حاول جاهدًا إضرام نار الثورة بين مواطنية ورجال بلاطه الذين رغبوا في أول الأمر عن الحرب قانعين بما هم فيه ولكن اضطروا إلى مواجهة "الهكسوس" وإتمام الرسالة الكُبرى التي بدأها "سقنن رع".
وأشار عامر إلى أن الملك "أحمس الأول" قد أكمل حرب التحرير وقد طُرد على يدية "الهكسوس" حيث سقطت "أواريس" أو "أفاريس" آخر معتقل إحتمي به الأعداء نتيجة الحصار الذي تم لها كما قام أيضًا بتتبعهم وحصارهم عند مدينة "شاروهين" لمدة 3 سنوات حتى اضطروا للجلاء عن الحصن بل، ولم يكتفِ بتطهير البلاد منهم، لكنه أيضًا طاردهم حتى فلسطين وشتت شملهم وتخلصت البلاد من عبثهم وظلمهم، وهكذا أتم "أحمس الأول" ما لم يتمه شقيقيه، والملك "أحمس الأول" يُعده التاريخ رأس الأسرة الـ18، وواضع حجر الأساس في بناء الإمبراطورية المصرية، وكان لطرد "الهكسوس" أثر بالغ الأهمية حيث انتعشت الروح العسكرية في مصر انتعاشًا لم تعرفه الدنيا من قبل، ونهضت البلاد من الناحيتي الحربية والسياسية في آنٍ واحد، وقد أصابها التوفيق في بناء الإمبراطورية المصرية على أساس التوسع وتأمين الحدود المصرية وضمان سلامتها.
وأوضح الباحث الأثرى، أن الاحتفال بالانتصارات في عهد الفراعنة كانت تُحكى على جدران المعابد التي يقومون بتشييدها حيث كانت تبرز دور الملك وشجاعته والروح التي يبثها في نفوس الجنود من خلال وجوده في الصفوف الأمامية لتشجيعهم، وتحمسيهم وبث في نفوسهم الطمأنينة، كما كان يقوم بتقديم القرابين للآلهة كنوع من أنواع الشكر لهم على ما قدموه له من عون في حربه ضد أعدائه.