السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"الشباب المجاهدين" بالصومال يشنون حرب عصابات على الحكومة


حركه الشباب المجاهدين
حركه الشباب المجاهدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستعد حركة “,”الشباب المجاهدين“,” في الصومال لشنّ حرب عصابات واسعة ضد الحكومة؛ لتعويض فقدانها مواقعها الإستراتيجية.
فبعد سيطرة القوات الصومالية والإفريقية على مدينة كسمايو الإستراتيجية شرق البلاد، بات الوضع الصومالي يتخذ أشكالاً وطرقًا مختلفة، حيث تقدمت القوات الحكومية نحو المعاقل التي بقيت في أيدي حركة “,”الشباب المجاهدين“,”، وكان آخرها مدينة جوهر بإقليم شبيلي الوسطى، التي سقطت في أيدي القوات الحكومية.
تمكنت الحكومة، بدعم من قوة حفظ السلام الإفريقية، من السيطرة على معظم المناطق الإستراتيجية في البلاد، ولكن لا تزال هناك مناطق تخضع لسيطرة حركة “,”الشباب المجاهدين“,”، ومنها أجزاء كبيرة في جوبا الوسطى جنوب الصومال.
ولا تزال الحركة أيضًا تسيطر على عدة مناطق: منها بور دوبي وبارطيري، في محافظة جذو من جنوب الصومال، وبراوي وبولا مرير، من محافظة شبيلي السفلي، رغم سيطرة الحكومة الصومالية على «مركا» عاصمة إقليم شبيلي السفلي جنوب العاصمة مقديشو، التي تعتبر مدينة مهمة وإستراتيجية.
أما في وسط الصومال، فللحركة تواجد عسكري في بولا بردا من محافظة هيران، فيما استولت القوات الحكومية على جميع المحافظات الأخرى، وبذا تكون الحركة مسيطرة تقريبًا على نحو 30% من الصومال.
وحسب المحللين، فإن حركة الشباب لا يمكنها الصمود أمام تقدم القوات الصومالية والإفريقية المشتركة نحو الأماكن الخاضعة لسيطرتها؛ بسبب فقدانها المعاقل الإستراتيجية التي كانت تسيطر عليها، وأن الحركة ستركز على عمليات الكر والفر.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي الصومالي إبراهيم معلم، في حديث لمراسل الأناضول، أن “,”الحركة فقدت أماكن إستراتيجية كانت تحصل منها على مبالغ طائلة، ساعدتها لفترة على مواجهة القوات المتحالفة“,”.
وتوقع إبراهيم خروج مقاتلي حركة الشباب من المعاقل التي لا تزال تحت سيطرتها، “,”ما دام ليس هناك دافع مالي يجعلهم يصمدون أمام القوات المشتركة“,”، على حد قوله.
كانت الحركة خاضت معركة شرسة مع القوات الحكومية والكينية في مدينة كسمايو؛ نظرًا لطبيعة موقعها الإستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، إلا أنها لم تتمكن من الحفاظ عليها، واضطرت للانسحاب منها الشهر الماضي، بسبب العتاد العسكري الهائل والطائرات الحربية التي كانت تستخدمها القوات الكينية ضد مقاتلي الحركة.
واعتادت الحركة أن تلجأ إلى غابات كسمايو لتختبئ فيها، خاصة في الأوقات الخطرة، مثلما فعلت بعد تدخل القوات الإثيوبية في الصومال عام 2006 لمحاربة الحركات المسلحة.
والحال كان مختلفًا في مدينة جوهر بوسط الصومال، التي تبعد 90 كلم عن العاصمة مقديشو، ومناطق أخرى أقل إستراتيجية من كسمايو؛ ولذا يبدو أن صمود الحركة ليس بنفس القوة التي كان عليها في المدن الإستراتيجية -بحسب معلم، الذي تابع: “,”إن معظم المدن التي تسيطر عليها حركة الشباب الآن غير إستراتيجية، وهذ العامل يؤدي حتمًا إلى انسحاب الشباب منها دون مقاومة تذكر“,”.
وأضاف معلم: “,”وبعد خسارة المناطق الإستراتيجية في المعارك الأخيرة، بدأت الحركة حرب عصابات، تتمثل في تفجير المقار الحكومية، والقيام بالقصف على قصر الرئاسة، إضافة إلى تنفيذ اغتيالات ضد مسؤولي الحكومة، حيث هددت الحركة في وقت سابق بمقتل جميع النواب الصوماليين واحدًا تلو الآخر“,”.
ودعا الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، عقب انتخابه رئيسًا للبلاد في أكتوبر الماضي، مقاتلي الحركة إلى الانضمام للحكومة، ولكنه حذّر الأجانب في صفوف الحركة بإجراءات صارمة، داعيًا إياهم للذهاب إلى أوطانهم.
وأعلنت حركة “,”الشباب المجاهدين“,” أكثر من مرة أنها لن تتفاوض مع الحكومة، التي تصفها بـ“,”المرتدة والعميلة“,”، ما دامت هناك قوات أجنبية على أرض الصومال، في إشارة إلى قوة حفظ السلام الإفريقية، وتعهدت بأنها ستقاتل هذه القوات حتى آخر جندي فيها.
وفي هذ الصدد، قال عمر علي، الكاتب والصحفي الصومالي، إن دخول حركة الشباب في مفاوضات مع الحكومة “,”حلم لن يتحقق“,”.
وأضاف -في تصريحات لـ“,”الأناضول“,”- أن “,”الحركة ستلجأ إلى حرب عصابات أكثر حدة من سابقتها في مقديشو“,”، لافتًا إلى أنها “,”بعد أن فقدت غابات كسمايو قد تلجأ إلى المرتفعات الجبلية (غال غالا)، التي تبعد 40 كم تقريبًا جنوب مدينة بو ساسو، العاصمة التجارية لإقليم بونت لاند الشمالي شرق الصومال؛ ما يحميها خلال حرب العصابات لمدة طويلة“,”.
وطالب الصحفي الصومالي الحكومة بوضع خطط وبرامج عمل جادة؛ لاستيعاب الكثير من القوة العاطلة من الشباب، الذي يضطر بعضه للجوء للانخراط في صفوف الحركات المسلحة؛ للحصول على مقابل مالي مقبول، وأن تركز على تشكيل جيش صومالي قادر على إعادة السلام المفقود في البلاد.
واتفق معه الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم معلم، الذي حذر من أن عكس ذلك سيؤدي بالحكومة الصومالية الجديدة للفشل الذريع، مثلها مثل الحكومات الانتقالية السابقة، على حد تعبيره.