الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

حملة "ديزني لازم ترجع مصري" تتحدث لـ "البوابة نيوز".. المؤسسون بالسعودية: نطالب بعودة الأفلام للعامية المصرية لأننا اعتدنا عليها منذ الصغر.. وشركات الدوبلاج تحول "الحب" إلى "إعجاب"

حملة ديزني لازم ترجع
حملة "ديزني لازم ترجع مصري"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت حملة "ديزني لازم ترجع مصري"، ضجة واسعة داخل مصر وخارجها، خاصة بعد انتقال حقوق الدوبلاج لأفلام ديزني إلى استوديوهات لبنان، وهو ما يعني التحول إلى الفصحى أو اللهجة الخليجية، التي لم نعتد عليها، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" التحدث مع مؤسس الحملة في المملكة العربية السعودية، الذي كشف لنا سر حرصه على عودة اللهجة المصرية، على الرغم من كونه سعوديًا.
ناصر الجابر، سعودي الجنسية، وأحد مؤسسي حملة ديزني لازم ترجع مصري، أكد أن جنسيته السعودية، أو حتى جنسيات مؤسسي الحملة السعودية، أو القطرية، أو الإماراتية، لم تمنعهم بالمطالبة بعودة الدوبلاج إلى اللهجة المصرية، قائلًا: "حين يأتي الموضوع لمثل هذه الأمور لا يتم النظر إليها من منظور لهجتي أم لا، فهذه الأعمال أعمال فنية وأفلام لا تقل عن غيرها من أضخم أعمال هوليوود، فيجب معاملتها على هذا الأساس حتى في النسخة العربية، واللهجة المصرية هي السائدة في العالم الفني، ومصر تعتبر هوليوود الشرق الأوسط بلا منازع في الفن".
وأضاف: "اللهجة المصرية لهجة جميلة وخفيفة وقريبة من القلب، حتى لو كنت من خارج مصر، ستعشق هذه اللهجة وهذا شيء أكيد لأنه منذ ولادتي وأنا أسمع اللهجة المصرية في الأعمال السينمائية الكبيرة، والمسلسلات المشهورة، والإذاعات وما إلى ذلك". 
وتابع: "اللهجة المصرية تعتبر اللهجة الأشهر في الشرق الأوسط ولا يوجد شخص لا يمكنه أن يفهمها، فبأي دولة كنت ستسمعها بالتلفاز، وستختلط مع أشخاص مصريين، غير أن أغلب المدرسين في المدارس هم مصريين، فمن يقول أن باقي دول الشرق الأوسط لا يفهمون اللهجة المصرية تأكد أن كلامه لا يمت للواقع بصلة".


واستطرد: "عندما يكون الحديث عن مثل هذه الأعمال الفنية البحتة، التي يتم توجيهها للكبير قبل الصغير، لا يتم النظر بشكل على تعليم الطفل خصوصًا من ناحية اللهجة المستخدمة، فعندما يتم اختيار لهجة يتم اختيارها على حسب الأنسب فنيا لهذا العمل، لأنه إذا اقتصرت على الأطفال، وتم استخدام العربية الفصحى ودبلجة هذه الافلام بشكل تعليمي أكثر من ترفيهي، ستخسر الشركة كثير من مشاهديها، لأن أغلبهم أشخاص بالغين قبل الأطفال".
وأوضح أن اللهجة المصرية يمكن أن تفيد الطفل في الاستمتاع بما يشاهد، وإذا كان طفل مصري، ويشاهد شخصياته المحببة تتكلم مثله، سيكون هذا دافع له لتعليمه التواصل مع الآخرين والتحدث بطلاقة وانتقاء الردود المناسبة. 
واستطرد:" أفلام والت ديزني عموما، فيها العديد من الدروس ليتعلمها الأطفال والكبار على حد سواء، فأنا شخصيًا تعلمت الكثير من أفلام ديزني والعبر التي تكمن بكل قصة في كل فيلم".
وأشار إلى أن أكثر أعمال الدوبلاج العظيمة لديزني باللهجة المصرية، الأسد الملك، مع أصوات محمد هنيدي، وعبدالرحمن أبو زهرة في أدوار أساسية في الفيلم، وأيضًا شركة المرعبين المحدودة، وحوارات عمرو حسني الفكاهية، ومشاركة محمد هنيدي، وسامي مغاوري، في أدوار البطولة، أو الدوبلاج الملحمي مثل أحدب نوتردام، التي تترك بداخلك قشعريرة مع كل أغنية وكل مشهد، أو حورية البحر مع كل أغانيه الموسيقية وتعداد اللهجات في فيلم واحد، فهذا الفيلم به ثلاثة لهجات: المصرية، اللبنانية، السودانية، ليحاكي تغير اللكنات للشخصيات في النسخة الانجليزية، ولكي تشعر أنه عمل "حقيقي" بينما باللغة العربية الفصحى ستتحدث كل الشخصيات بنفس اللغة وستفقد هذه الميزة.

وقال الجابر: "حتى الآن لم أقابل أي شخص معارض لهذه الحملة بالمملكة العربية السعودية، بالعكس، السعودية تعتبر أكثر دولة نشطة في الحملة مع مصر وأكثرهم مطالبة بعودة اللهجة المصرية لأفلام ديزني، فمنذ طفولتهم في التسعينات وهم يشاهدوا هذه الأعمال مدبلجة بالمصري على اشرطة فيديو فيلمًا وراء فيلم، وأنا تجولت بنفسي في المحال الكبيرة، وتصوير أشخاص عشوائيين وسؤالهم حول الموضوع، فعلت ذلك مع ٣٠ شخص تقريبًا، وأؤكد أني لم أجد شخصًا واحدًا قال: إن الفصحى أفضل لأفلام ديزني".
وأضاف: "اللغة العربية الفصحى لغة فخمة وواسعة وهي لغتنا الام، ولكن ببساطة الأمر هنا من منظور فني، فهناك اشياء لا تتناسب أن تكون باللغة العربية الفصحى، نظرا لأن في وقتنا الحالي لا أحد يستخدمها في حياته اليومية وتعتبر الآن لغة كتابية أكثر".
من جانبه، قال أحمد مبارك، أحد نشطاء الحملة في مصر: إن الحملة تهدف لعودة الدوبلاج بالعامية المصرية، نظرًا لقدرتها الفائقة "دون غيرها" على توصيل السيناريو بشكل لطيف محبب لكل من يتحدث بالعربية، وما يحدث أن الإدارة اللبنانية تتعنت ضد الجانب المصري، فهم يسعون للسيطرة على هذا السوق رائج الانتشار من جانب، ومن أجل مكاسب قوية من جانب آخر.
وأضاف مبارك في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": "اكتشفنا أن هناك ثمة تعاون بين فضائية الجزيرة القطرية مع الجانب اللبناني، من أجل السيطرة على هذا السوق، ولم نصرح بذلك في الفترة السابقة نظرًا للحساسيات السياسية، ورغم أن الموضوع تجاري بحت، إلا أن هناك من الناس من يترجم الموضوع سياسيًا فقط، ولكننا لدينا أسباب أخرى".
وتابع: "مثلًا في العامية المصرية كان هناك ثراء في اللغة واستخدامات أوسع من الفصحى أو اللكنة الخليجية، فمثلا في ترجمة كلمة حب من اللغة الانجليزية للعامية المصرية كانت تقال حب ليس فيها أية مشاكل، ولكن في الفصحى كانت تحول إلى إعجاب، نظرًا لتحفظ الشركات الخليجية، وهو ما يخل بالفيلم بشكل عام، ويحول المعاني الجميلة التي نحاول نقلها لأطفالنا كالحب مثلًا، وتشويهها إلى معاني متلونة كـ الإعجاب".
وأوضح أنه يجري الآن التواصل مع صفحة ديزني الرسمية، وصفحة ديزني المسئولة عن الشرق الأوسط، لمحاولة تقييم آخر فيلمين، مضيفًا:"دعونا الجمهور أيضًا للإشارة إلى أن ديزني لازم ترجع مصري، خاصة مع عدم وصولنا لنفس درجة الاستمتاع التي كنا نصل إليها مع العامية المصرية".