خصص البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية لشرح الأناجيل التى تقرأ بقداسات الصوم، والتي تحمل تساؤلات موجهة من الله للإنسان لتكشف مدى معرفتة بمقدرات الأمور، وحملت العظة عنوان "يا رب، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك".
وقال البابا خلال عظته الأسبوعية والتي ألقاها بكنيسة العذراء بأرض الجولف، إن "التساؤل يهدف الكشف عن مرجعية الإنسان بالحياة ولا سيما بأن البعض مرجعيتة الشهرة والمال أو الجمال أو القوة المرتكزة على المنصب، وضرب مثلا شعبيا بأنه حينما يختلف اثنان بالشارع نجد أحدهم يقول: أنت مش عارف بتكلم مين"، مشيرًا إلى أن المسيحي المؤمن مرجعيته الكتاب المقدس، ويجعله المحرك الرئيسي لحياته.
وأضاف البابا خلال أن موقف الإنسان أمام كلمة الله (الكتاب المقدس) تختلف هناك من يعتبر الكتب المقدس صعب الفهم والدراسة أو القراءة، نظرًا لوجود كلمات مكتوبة باللغة القديمة مثل كلمة حياة مكتوبة "حيوة" او الصلاة "صلوة"، ودور الكهنة والخدام تبسيط الأمر بالشرح للرعية، ونوع آخر من البشر يهمل كلمة الله، وهناك من يراها غير مواكبة لعصر التكنولوجيا والتواصل الحديث.
منوها بأن هناك نوعًا من البشر خطير يخرجون معنى الكلمات الواردة بالكتاب المقدس من سياقها وموضوعها المستهدف منه وفق أهوائهم، مؤكداً أنه على الجميع إدراك أن كلمة الله مستقيمة تفرح القلوب ولو تغيرت الأجيال أو العصور وعود الله قائمة ومستقيمة.
ووصف الإنسان الذى يعيش في الخطية بالجاهل بكلمة الله، أما الحكيم هو من يمتلك معرفة كلام الله، موضحًا أن الحكيم ليس فى شيخوخة أو ببياض الشعر والشيبة إنما بمعرفة كلمة الله.
واستشهد البابا تواضروس الثانى خلال عظته بعدد من الشخصيات الواردة بالكتاب المقدي الذين وصلوا للحكمة بالإيمان بعدما كانوا جاهلين منهم بولس الرسول – أحد تلاميذ المسيح والذى كان مضطهدًا للكنيسة والمسيحيين قبل إيمانه بالمسيح، ودعا أبناء الكنيسة الحضور لعظته الأسبوعية الاهتمام بكلمة الله، والالتجاء لها بصورة يومية وتدريب أبنائهم على ذلك.
وتابع" أن أخذ المعرفة مع الإنترنت ووسائل التواصل أمر لم يشبعك، ولذا نجد العديد من عيادات الأطباء النفسيين مليئة بالمرضى، لأنهم ابتعدوا عن المصدر الرئيسي للشبع والمعرفة وهى كلمة الله".
وأكد أن الاهتمام بالاطلاع وقراءة كلمة الله والعمل بها يوميا بجانب الإنسان حياة الغفلة التى تسقطه بالخطية، وتجعله يملك المعرفة الجدية، ويحيا حياة التدقيق.
