الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

حرب لبنان تجدد مطامع تنظيمات مسلحة للقتال ضد النظام السوري في جبهات مستقرة

آليات عسكرية مشتركة
آليات عسكرية مشتركة لحزب الله في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جدد انخراط حزب الله اللبناني في الحرب التي فرضتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، آمال ومطامع التنظيمات والميليشيات المسلحة في سوريا التي مُنيت بهزيمة ساحقة على يد النظام السوري المدعوم من ميليشيات موالية لإيران بالإضافة لحزب الله الذي غيّر معادلة الحرب في سوريا لصالح النظام السوري.

ويرى مراقبون أن انشغال التنظيمات الموالية لإيران في المنطقة بالرد الإيراني على إسرائيل، وشن هجمات تجاه القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، سيجعلها تنسحب من مواقعها، ويضعف قوة وتحكم النظام السوري الذي استعاد المدن والقرى السورية التي خرجت من تحت سيطرته في وقت سابق، بما يجعل المجموعات المسلحة المعارضة والإرهابية في تطلع لتجديد الاشتباكات في سوريا لاستعادة المدن من جديد إلى قبضتها.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مطلع أغسطس الماضي، عن اجتماع لقيادات هيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة سابقا" لمناقشة العودة للقتال ضد النظام السوري لاستعادة مدينة حلب، ولمناقشة الطريقة المناسبة لاستغلال انشغال التنظيمات المسلحة الموالية لإيران بالتأهب والاستنفار تحسبًا لقيام أي أعمال عسكرية بين إيران أو لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

في السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان سابق، إنه علم أن الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، ناقش مع قيادات عسكرية وأمنية في جماعته، إمكانية الهجوم على القرى والبلدات في ريفي إدلب وحلب للوصول إلى طريق دمشق-حلب أو ما يعرف بـ m5، وتأمين حماية أكبر للقرى في جنوب إدلب وشمال حماة، في حال اندلاع حرب بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية أو في لبنان، لاستغلال الفرصة ومباغتة قوات النظام حينها.

ولفت المرصد في بيانه إلى حديث الجولاني إلى قيادات جماعته الإرهابية وتطلعه إلى إمكانية الوصول إلى مدينة حلب في حال تهيئة الأسباب لذلك، ما يعني أن بقاء الجماعات المتطرفة في مناطق في سوريا.

وإن كان مُبعدا وجرى إزاحته ناحية الحدود، فلن يؤدي إلى تحقيق أي تسوية سياسية مثلما يأمل المجتمع الدولي لأنها تنتظر الفرصة المناسبة لتجديد القتال والمعارك، دون النظر إلى حالة الدمار والخراب الذي وصلت إليه الدولة السورية على مر سنوات طويلة من الأزمة.

مأزق حزب الله

ويشكل مأزق حزب الله الذي وقع فيه مع دولة الاحتلال محل اهتمام وترحيب من قبل الميليشيات المسلحة التي انهزمت أمام النظام السوري بمعاونة حزب الله اللبناني، وانسحبت بدورها لتتجمع في مدينة إدلب القريبة من الحدود التركية.

لذلك فإن اغتيال حسن نصرالله أثار فرحة هذه التنظيمات التي تلقت هزيمة قاسية على يد حزب الله، كما أن المعطيات الجديدة تفتح شهية هذه التنظيمات لتجديد القتال ضد النظام السوري، خاصة أن إسرائيل تصر على استهداف مخازن الأسلحة والإمدادات للحزب في سوريا، وهو ما يضعف عناصره أمام خصومه ويجعله فريسة سهلة مستباحة أمام الجميع وخصوم الماضي تحديدا.

استهداف قيادات

تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي عدة ضربات ضد أهداف محددة في مناطق سيطرة النظام السوري، تستهدف بها قيادات في حزب الله اللبناني، وقيادات في الحرس الثوري الإيراني، ومواقع أسلحة إيرانية، وإمدادات تخص حزب الله.

مؤخرا، فإن الضربات التي شنتها إسرائيل ضد قيادات حزب الله وتمكنت من تصفية قيادات في الصف الأول على رأسها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أدخل الحزب في ارتباك عنيف، وجعل المراقبين يعتقدون أن المشاركة في الحرب السورية أضعف من وجوده على الحدود مع إسرائيل، ما ساعد الدولة المحتلة على شن هجومها على الحزب وإفقاده الكثير من قدراته القتالية.

وأكد المرصد السوري، في بيان له، الخميس الماضي، أن إيران اعترفت بمقتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني خلال قصف جوي إسرائيلي استهدف حي المزة في العاصمة دمشق، وشهدت الأراضي السورية تصعيدا عسكريا إسرائيليا خلال اليومين الماضيين، تركز على حي المزة، الذي شهد مقتل واستشهاد مدنيين وعسكريين.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل واستشهاد 12 من المدنيين والعسكريين، بينهم القيادي في الحرس الثوري الإيراني وصهر حسن نصر الله وإعلامية، خلال سلسلة من الهجمات.

وبحسب بيان المرصد السوري، فقد قُتل أمس 5 هم: شقيقتان، وصهر حسن نصر الله، وعنصر من حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى عنصر يعمل مع الميليشيات الإيرانية يحمل جنسية غير سورية. إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة ضمن مبنى في حي المزة فيلات الغربية بالعاصمة دمشق. وإلى جانب ذلك، أصيب شخصان آخران كانا داخل المبنى. ولا تزال هويتهما مجهولة حتى الآن.

وقبل أيام، نفذت طائرات مسيّرة إسرائيلية ضربات جوية عبر دفعتين استهدفت سيارتين بالقرب من الحديقة الفرنسية وبالقرب أيضاً من مبنى تابع للسفارة اللبنانية في حي المزة بالعاصمة دمشق، تزامنت مع استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لبطاريات دفاع جوي في مطار المزة ومحيط منطقة الكسوة جنوب غربي دمشق.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن استشهاد 3 مدنيين بينهم إعلامية بالإضافة لمقتل شخص سوري الجنسية يعمل مع الميليشيات الإيرانية، و2 آخرين من حزب الله اللبناني، وقيادي في الحرس الثوري الإيراني، وسط معلومات عن مقتل شخص جار التأكد من مقتله.

ووفقا لبيان المرصد السوري: تواصل إسرائيل شن هجماتها برًا وجوًا على الأراضي السورية مستهدفة مواقع تتبع غالبيتها لقوات النظام وذلك تحت ذريعة وجود حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية مما يسفر عن سقوط العديد من السوريين من مدنيين ومن عسكريين جندتهم الميليشيات الإيرانية لصالحها مستغلة الظروف المعيشية القاسية، بالإضافة لمقتل العديد من قوات النظام ضمن القطعات العسكرية التي تستغلها تلك الميليشيات.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام الجاري، 95 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 78 منها جوية و17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 185 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.