اللعب على مصر يأت من كل اتجاه، شائعات تروج ضدها، وأفكار تدس على المجتمع، وجماعات إرهابية تدعم من الخارج بالمال والمساندة من محاور الشر، وأخيرا الخروج علينا بوثائق، لا أحد يعرف مدى صحتها، تستهدف مصر عن طريق اثارة بلبلة في الشارع المصرى.
أن المؤامرة جزء أصيل من السياق التاريخى على مر العصور، ولا أحد يمكن أن ينكر وجودها في ظل الصراعات السياسية الإقليمية والدولية التي نعيشها، وقد فرض هذا المفهوم نفسه طوال الأيام الماضية بعد "تسريبات بنما" التي جاء جزء من وثائقها يخص مصر.
في الحقيقة، الأمر يحتاج إلى تفكير عميق حول هذه التسريبات، خاصة في الجزء الذي يخص بلدنا، وتلك الوقفة ليست دفاعًا عن الفساد أو المفسدين، بل هي محاولة للفهم: لماذا الإعلان عن هذه الوثائق الآن؟!
فكلما تخطو مصر خطوة للأمام يأتى من يحاول أن يردها للخلف وأعادتها إلى الوراء، بمؤامرات خُطط ويُخطط لها جيدًا، تسعى إلى خنق مصر بتركيعها اقتصادا، لقد بدا ذلك جليا بضرب السياحة في بداية الموسم، بإسقاط الطائرة الروسية وهو ما تبعه توقف تدفق السائحين إلى مصر، الأمر الذي أدى إلى فقدان مليارات الدولارات التي كانت مصر تجنيها من دخل السياحة، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار الدولار وخنق الاقتصاد المصرى، ثم جاءت الخطوة الثانية من مؤامرة خبيثة لعبها تنظيم الإخوان الإرهابى، عمل خلالها على حبس الدولار في السوق المصرية، عن طريق شركات الصرافة في الداخل أو حجب الدولار عن مصر بشراء الدولار من المصريين في الخارج بأسعار أعلى من سعره الحقيقى.
تلى تلك العراقيل وقوع الحادثة المؤلمة للشاب الإيطالى ريجينى، وما تبعها من سوء التعامل معها، إلى أن أصبح يطال الأمر سمعة مصر في الخارج، حيث يحاول أعداء الوطن التأثير في المجتمع الدولى من خلال هذه الحادثة باتهام حكومتها أنها ضد حقوق الإنسان، وأنها تمارس عمليات تعذيب وحشية ضد المتهمين، وهو أمر لم يحسم حتى الآن.
جاءت بعد ذلك حادثة اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب والهبوط بها في قبرص، وقد قاد عملية الاختطاف رجل مريض نفسيا، طالب بالإفراج عن السجناء للفت أنظار العالم نحو مصر مرة أخرى، بغية ترسيخ صورة ذهنية سيئة تجاهها. وأخيرا ظهر ما يسمى بتسريبات بنما والتي وصلت إلى ما يزيد على 11 مليون وثيقة تفضح 140 زعيمًا سياسيًا حول العالم، من بينهم 12 رئيس حكومة هربوا أموالًا للخارج عبر 214 ألف شركة في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم لغسيل الأموال المهربة، وذكر أسماء بعينها وعلى رأسهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجلاه، وعدد من رجال نظام حكمه المنقضى، الأمر الذي يكشف أيضًا نظرية المؤامرة، لأن الدولة المصرية تجرى الآن عمليات تصالح مع رجال نظام مبارك الهاربين أو الذين يحاكمون لرد الأموال التي أخذوها، أمثال حسين سالم وغيره، في 35 قضية، أن تسريبات بنما تحاول ضرب هذا التصالح الذي يجرى حاليا بهدف اعدة أموال المصريين إلى خزانتهم بشكل قانونى سليم، بل تعمد هذا التسريبات على تعزيز حدة الاحتقان الشعبى في هذا الوقت بالذات، فهل كل ما يحدث صدفة؟ أم أن كعكة مصر هي الأهم والأكبر بين الدول التي تآمر عليها الغرب واستطاع إسقاطها مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا؟
أن أمريكا بجلالة قدرها تشعر أنها أخذت «قفا» محترما من مصر في 30 يونيو، لم تأخذ مثله في تاريخها، ولذلك لا يمكن أبدًا أن تترك مصر في حالها، فهى من مولت الإرهابيين، وساعدت جماعة الإخوان الإرهابية بمليارات الدولارات، وجندت ضعاف النفوس من أجل العمل ضد مصر، و"سخنت" روسيا ـ الحليف الاستراتيجي لمصر ـ بعد إسقاط الطائرة الروسية، واستطاعت أن تحرمنا من دخلنا الاتى من السياحة، ثم تقوم اليوم، مجددا، بتسخين إيطاليا بعد مقتل الشاب ريجينى، وتسخن أيضًا البرلمان الأوروبي من أجل إصدار قرارات ضد مصر، واليوم تلعب أمريكا بورقة قذرة جدًا اسمها "وثائق بنما" ودفعت مليارات الدولارات من أجل هذه اللعبة القذرة.
فقبل أن ناخذ تلك الوثائق على محمل الجد علينا أن نسأل، كم تكلف تسريب 11 مليون وثيقة؟ ومن هي الجهة الممولة؟ وكم استغرقت من الوقت حتى يتم إظهارها بهذا الشكل؟
نحن ضد الفساد ويجب أن يقدم كل فاسد للمحاكمة، لكن علينا أن نعرف المؤامرة جيدًا وعلينا أن نحافظ على بلدنا ووطننا وأن ندافع عن استقلالنا ووحدتنا ضد المؤامرة الأمريكية الغربية حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا فداء هذا الوطن.
أن المؤامرة جزء أصيل من السياق التاريخى على مر العصور، ولا أحد يمكن أن ينكر وجودها في ظل الصراعات السياسية الإقليمية والدولية التي نعيشها، وقد فرض هذا المفهوم نفسه طوال الأيام الماضية بعد "تسريبات بنما" التي جاء جزء من وثائقها يخص مصر.
في الحقيقة، الأمر يحتاج إلى تفكير عميق حول هذه التسريبات، خاصة في الجزء الذي يخص بلدنا، وتلك الوقفة ليست دفاعًا عن الفساد أو المفسدين، بل هي محاولة للفهم: لماذا الإعلان عن هذه الوثائق الآن؟!
فكلما تخطو مصر خطوة للأمام يأتى من يحاول أن يردها للخلف وأعادتها إلى الوراء، بمؤامرات خُطط ويُخطط لها جيدًا، تسعى إلى خنق مصر بتركيعها اقتصادا، لقد بدا ذلك جليا بضرب السياحة في بداية الموسم، بإسقاط الطائرة الروسية وهو ما تبعه توقف تدفق السائحين إلى مصر، الأمر الذي أدى إلى فقدان مليارات الدولارات التي كانت مصر تجنيها من دخل السياحة، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار الدولار وخنق الاقتصاد المصرى، ثم جاءت الخطوة الثانية من مؤامرة خبيثة لعبها تنظيم الإخوان الإرهابى، عمل خلالها على حبس الدولار في السوق المصرية، عن طريق شركات الصرافة في الداخل أو حجب الدولار عن مصر بشراء الدولار من المصريين في الخارج بأسعار أعلى من سعره الحقيقى.
تلى تلك العراقيل وقوع الحادثة المؤلمة للشاب الإيطالى ريجينى، وما تبعها من سوء التعامل معها، إلى أن أصبح يطال الأمر سمعة مصر في الخارج، حيث يحاول أعداء الوطن التأثير في المجتمع الدولى من خلال هذه الحادثة باتهام حكومتها أنها ضد حقوق الإنسان، وأنها تمارس عمليات تعذيب وحشية ضد المتهمين، وهو أمر لم يحسم حتى الآن.
جاءت بعد ذلك حادثة اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب والهبوط بها في قبرص، وقد قاد عملية الاختطاف رجل مريض نفسيا، طالب بالإفراج عن السجناء للفت أنظار العالم نحو مصر مرة أخرى، بغية ترسيخ صورة ذهنية سيئة تجاهها. وأخيرا ظهر ما يسمى بتسريبات بنما والتي وصلت إلى ما يزيد على 11 مليون وثيقة تفضح 140 زعيمًا سياسيًا حول العالم، من بينهم 12 رئيس حكومة هربوا أموالًا للخارج عبر 214 ألف شركة في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم لغسيل الأموال المهربة، وذكر أسماء بعينها وعلى رأسهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجلاه، وعدد من رجال نظام حكمه المنقضى، الأمر الذي يكشف أيضًا نظرية المؤامرة، لأن الدولة المصرية تجرى الآن عمليات تصالح مع رجال نظام مبارك الهاربين أو الذين يحاكمون لرد الأموال التي أخذوها، أمثال حسين سالم وغيره، في 35 قضية، أن تسريبات بنما تحاول ضرب هذا التصالح الذي يجرى حاليا بهدف اعدة أموال المصريين إلى خزانتهم بشكل قانونى سليم، بل تعمد هذا التسريبات على تعزيز حدة الاحتقان الشعبى في هذا الوقت بالذات، فهل كل ما يحدث صدفة؟ أم أن كعكة مصر هي الأهم والأكبر بين الدول التي تآمر عليها الغرب واستطاع إسقاطها مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا؟
أن أمريكا بجلالة قدرها تشعر أنها أخذت «قفا» محترما من مصر في 30 يونيو، لم تأخذ مثله في تاريخها، ولذلك لا يمكن أبدًا أن تترك مصر في حالها، فهى من مولت الإرهابيين، وساعدت جماعة الإخوان الإرهابية بمليارات الدولارات، وجندت ضعاف النفوس من أجل العمل ضد مصر، و"سخنت" روسيا ـ الحليف الاستراتيجي لمصر ـ بعد إسقاط الطائرة الروسية، واستطاعت أن تحرمنا من دخلنا الاتى من السياحة، ثم تقوم اليوم، مجددا، بتسخين إيطاليا بعد مقتل الشاب ريجينى، وتسخن أيضًا البرلمان الأوروبي من أجل إصدار قرارات ضد مصر، واليوم تلعب أمريكا بورقة قذرة جدًا اسمها "وثائق بنما" ودفعت مليارات الدولارات من أجل هذه اللعبة القذرة.
فقبل أن ناخذ تلك الوثائق على محمل الجد علينا أن نسأل، كم تكلف تسريب 11 مليون وثيقة؟ ومن هي الجهة الممولة؟ وكم استغرقت من الوقت حتى يتم إظهارها بهذا الشكل؟
نحن ضد الفساد ويجب أن يقدم كل فاسد للمحاكمة، لكن علينا أن نعرف المؤامرة جيدًا وعلينا أن نحافظ على بلدنا ووطننا وأن ندافع عن استقلالنا ووحدتنا ضد المؤامرة الأمريكية الغربية حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا فداء هذا الوطن.